هنا داخل منزله بقرية المراشدة التابعة لمركز الوقف شمال قنا يرقد المجند "مايكل عادل صبري" على سريره لا يحرك ساكنا بعد أن إصابته رصاصات الغدر الشهر الماضي بإحدى ساقيه وذراعيه من قبل مجموعة من الأشخاص لم يتضح هويتهم بعد.
"مصر العربية " التقت مايكل داخل منزله البسيط وبجواره والده المسنّ المصاب بالشلل ويعاني من جلطات في الدم وبجواره والدته بالإضافة إلى أربع أخوات كنّ ينتظرن خروجه لإعالتهن على ظروف المعيشة الصعبة.
يروى مايكل تفاصيل الـ30 دقيقة اشتباك مع العناصر المسلحة داخل كمين قوات حرس الحدود بمنطقة الفرافرة التابعة لمحافظة الوادي الجديد قائلا: "يوم الحادث وأثناء تواجدي في مكان خدمتي فوجئنا بمرور سيارتين دفع رباعي إحداهما لونها أبيض والأخرى زرقاء وبها حوالي 15 فردًا ملثمين على الكمين بسرعة عالية، قاموا بترديد "الله أكبر والشهادة"، ثم فتحوا النيران علينا بشكل عشوائي باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتطورة مثل (الآر بي جي) والقناصة وأثناء ذلك كنت والنقيب محمد درويش والملازم محمد إمام وملازم محمد نصر في خدمتنا المترجلة فأسرعنا بفتح مخزن الأسلحة لمواجهة الهجوم وبدأنا نتعامل معهم".
ويضيف: "بدأ الهجوم بشكل عنيف من كل اتجاه ولحظات وبدأ زملائي يسقطون أمامي واحدا تلو الآخر الذين لم يتخلوا ولو لحظة عن سلاحهم أو مكان خدمتهم أو يرفعوا أيديهم مستسلمين أمام المسلحين في ظل القصف الذي لم يتوقف للحظة، واستقبلوا رصاصات الغدر بصدور الرجال وكأنهم على موعد مع الشهادة " .
يصمت قليلا وهو يتذكر الأحداث وعيناه تزرف من الدمع على ما شاهده من هول الموقف وثبات زملائه المجندين وقادته الضباط بالكمين، ثم يكمل حديثه: "أثناء الاشتباكات قام أحد المسلحين والذي كان يرتدي جلبابا وبشرته تميل للصفراء وعلى رأسه طاقية بيضاء بالتقدم إلى مخزن الذخيرة فأطلقت عليه رصاصة أصابته في كتفه فسقط".
وتابع " فوجئت بأحد زملائه يفتح نيران سلاحه تجاهي فأصابني في ذراعي فسقط سلاحي، وعلى الفور قام أحد زملائي بأخذ سلاحي للتعامل لكن رصاصات أصابته في صدره وسقط بجواري، وحاولت التحرك من مكان فقام أحد المسلحين بإطلاق رصاصة على رجلي فأخذت أزحف حتى دخلت دورة المياه بالكمين.
وأضاف: لاحظت وسمعت صوت انفجار مخزن السلاح نتيجة لقذيفة (أر بي جي) تم إطلاقها على المبنى ومخازن الذخيرة، أدت إلى مقتل 4 من منفذي الهجوم واثنين آخرين فجروا أنفسهم قبل الإمساك بهم وفر البقية الباقية منهم، وسقط جدار دورة المياه علي وعلى أحد زملائي المتوفيين بجواري".
ويستطرد مايكل ، بعد مرور نصف ساعة اشتباك سقط 22 من زملائي وقادتي في كل مكان بالكمين منهم من فوق الأبراج ومنهم من داخل مخزن الذخيرة ومنهم من مات محروقًا بسبب الانفجار الذي نتج عن استهداف مبنى الذخيرة وأنبوبة بوتاجاز، ووصلت قوات من الدعم وتم نقلي إلى مستشفى الواحات ومنها إلى مستشفى كوبري القبة، وتم نقلى بعدها إلى مستشفى المعادي.
يذكر أن حادثة الفرافرة التي وقعت في شهر يوليو الماضي لم تكن هي الأولى فقد شهدت المنطقة حادثا مماثلا في شهر مايو وقتل خلاله 5 مجندين على يد مجموعة من المسلحين، حيث قامت قوات الجيش بتشديد الحراسات وعمل كردونات أمنية بالمنطقة.
وتعد واقعة كمين كمين حرس الحدود التابع للكتيبة رقم 14 بمنطقة "الدهوس" بالوادي الجديد في 19 يوليو الماضي هي الأبشع وذلك أثناء تواجد أفراد الكمين بالكيلو 100 بالمنطقة الواقعة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية ما أسفر عن مصرع 3 من المجموعات الإرهابية التي هاجمت الكمين ومقتل 22 مجندا وضابط جيش من بينهم اثنين من المجندين من أبناء محافظة قنا.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment