أنا قربت أبقى زي أبو عرايس يا جدعان، بقيت باشوف تشابهات بين كل حاجة بتحصل في مصر وألمانيا النازية، زي ما أبو عرايس بيشوف تفسير ماسوني لكل دبة نملة بتعملها أبلة فاهيتا اللي هو حاطط نقره من نقرها، مش عارف أنا كلامي فيه وجاهة عن كلامه ولا أدورلي على مصحة أحجزلي أنا وهو فيها، المهم تعالوا أحكيلكم.
طبعا الناس دلوقت عمالة تضرب أخماس في أسداس، وإزاي نظام السيسي يعمل كده في عبد الرحيم علي؟ وبعد منه نائلة عمارة، وقبل منهم أماني الخياط ورانيا بدوي ومها بهنسي، وفيه كلام إن إبراهيم عيسى كمان مطلوب لنيابة التهرب الضريبي، يا جدعان دول كانوا الأذرع الإعلامية بتاعة الإنقلاب كما أسماهم السيسي في تسريب شهير، وأكتر ناس كان تطبيلهم زاعق، وشرشحتهم للمعارضة مكانش فيه أفجج من كده. طب تقولوا إيه لو جبتلكم التفسير الفاشي للي بيحصل طبقا للتاريخ وحوادثه السابقة؟
في مقال سابق لي بعنوان جمهورية فايمار تحدثت عن علاقة هتلر بإرنست روم مؤسس كتائب العاصفة، وكيف تخلص منه برغم أنه كان من أشد مناصريه، والمقال بالمناسبة كان عن حقبة مرسي، لكنه مازال صالحا لحقبة السيسي، فيكفي إزالة كلمة مرسي ووضع كلمة السيسي، فكتالوج الفاشية واحد لا يتغير من الإسلامجية للعسكرتاريا، ولهذا فدائما ما نجد تشابهات بين أي نظام فاشي حول العالم والنازية الألمانية والفاشية الإيطالية.
لا أريد أن يظن البعض أني أشبه عبرحيم علي وأماني الخياط وإعلاميي الصف العاشر هؤلاء، مثلا بإرنست روم، حاشا لله، فربما لو لم تقم النازية لاحتفظ التاريخ الألماني بإسم إرنست روم بين قوائم أبطال الشعب الألماني الشجعان، فقد كان محاربا صنديدا شجاعا تقلد العديد من الأوسمة في حروب ألمانيا السابقة، ويحمل ندوب الحرب الظاهرة على وجهه وفي أنحاء جسده. إستطاع رغم إتفاقية فرساي أن يكون ميليشيا من مرتدي القمصان البنية وصل تعدادها إلى مليونين ونصف، ولولاها لم يكن هتلر ليصل إلى الحكم أبدا بحزبه النازي الصغير، ولهذا كان هتلر يخاف منه دون أن يظهر له ذلك، بعد أن كان من المعجبين به حين رآه وهو صغير يقتل الشيوعيين في معارك الميليشيات في شوارع ميونيخ، لكن تنظيم روم كان تنظيما ثوريا، وهتلر كان يريد ولاء الجيش غير المسيس، والجيش لم يكن يحب كتائب العاصفة، بل كان يحتقرها، ولا يريد أن يخضع لها، فكان عليه ان يختار بين من رفعوه للسلطة وبين من يمكنهم إبقاءه بالسلطة.
ومن المفارقات العجيبة أن عملية ليلة السكاكين الطويلة، أو الطائر الطنان، أو ناخت دير لانجن ميسر، بدأت يوم 30 يونية 1934، يبدو أنه يوم حظ للفاشيات، حيث نفذت كتائب الجستابو ذات القمصان السوداء وهي الأكثر حظا بثقة هتلر بقيادة الطموح هاينريخ هيملر، نفذت سلسلة من الاغتيالات السياسية المنسقة في كل أنحاء ألمانيا، حيث قتلت حوالي 900 من قيادات كتائب العاصفة، كما قتلت زعيم الجناح اليساري بالحزب النازي جريجور شتراسر وأتباعه، وقتلت الزعماء المحافظين بالحزب مثل كيرت فون شلايشر، وجوستاف ريتر فون كاهر، والأخير هذا هو بالمناسبة من أحبط محاولة هتلر للانقلاب عام 1923، وكل هؤلاء من المقربين لهتلر وحزبه وليسوا من المعارضة، ومع ذلك ارتأى هتلر أن هؤلاء يمثلون خطرا سواء داخل الحزب أو خارجه، بسبب شعبيتهم عليه، فقرر التخلص منهم.
كان روم يميل لليسار أكثر، وكان معروف عنه مثليته الجنسية أيضا، ومعاقرته للخمر بشراهة، وكان ثوريا يريد ثورة لإعادة توزيع الثروة في ألمانيا ويتحدث عن ذلك علانية، وهي أشياء لم تكن تعجب هتلر، برغم أن روم كان يرى في تولية الرئيس هيندنبرج لهتلر كمستشار عام 1933 ثورة قومية، لكنه كان يريد ثورة ثانية اشتراكية لتتحقق أهداف الحزب القومي الاشتراكي. طلب هتلر من روم أن ينهي حياته بنفسه وينتحر لكن روم طلب في لحظاته الأخيرة من ضابطي الجستابو تيودور إيكه، الذي أصبح فيما بعد مدير معتقل داخاو، ومايكل ليبرت الذين قاما باغتياله بأن يعدمه هتلر بنفسه، لكن طلبه رفض، وأطلقوا عليه الرصاص بعد أن منحوه مهلة عشر دقائق للانتحار ولم ينتحر. وبعد التخلص من روم ووفاة الرئيس هيندنبرج، قرر الجيش حلف ولاء شخصي للجنود جماعيا للفوهرر هتلر يوم الثاني من أغسطس 1934، وأعلن هتلر نفسه ديكتاتورا على ألمانيا.
طبعا مع الفارق بين روم وشتراسر وشلايشر وكاهر من ناحية، وعبرحيم ونائلة والخياط وبدوي وبهنسي من الناحية الأخرى، فالأنظمة الفاشية لا تحمل لأحد جميلا، مهما كان تطبيلك وخدماتك فاقعين، مع فروق أخرى مثل أن الصراع هنا أيضا يتضمن صراعا داخل النظام بين الأمنجية وبتوع البيزنيس، ومحاولات القيادة لاسترضاء طرف على حساب الآخر مقابل خدمات، خصوصا لو عرفنا أن شركة أوراسكوم المملوكة لساويرس، هي إحدى الشركات المنوط بها مهام في مشروع قناة السويس المزعوم، بقرار من رئيس الوزراء، كما أن طارق نور أكل عيشه من الإعلانات التي يدفعها رجال الأعمال، وقيامه بدور الأمنجي الوطنجي للنهاية قد يعني إفلاسه وإنهيار إمبراطوريته إذا استعداهم عليه.
لكن المؤشر الخطير كما يقول كتالوج الفاشية كما أقرأه، هو أن ليلة السكاكين الطويلة، المخصصة لاغتيال أصحاب الجمايل غير المفيدين، دائما ما تليها ليلة الكريستال المكسور، أو الكريستال ناخت، حيث نكل هتلر باليهود، أعدائه التقليديين، واغتال عددا كبيرا من معارضيه أو وضعهم في معسكرات العمل ليموتوا هناك.

0 التعليقات:
Post a Comment