رحل فجر اليوم ثلاثة من الرعيل الأول لكتائب الشهيد عز الدين القسام وأعضاء مجلسها العكسري وهم القادة، محمد أبو شمالة مسئول لواء الجنوب في قطاع غزة، ورائد العطار قائد لواء رفح والقائد محمد حمدان برهوم.
وخلال ثلاثة وعشرين عامًا مضت، كان القادة الشهداء أبو شمالة والعطار من أبرز الشخصيات القيادية، التي دوّخت منظومة الأمن الإسرائيلية التي صبت كل جهودها للتخلص منهم مرارًا، وكانت في كل مرة تبوء بالفشل قبل أن يرتقي الأبطال فجر اليوم في مجزرة إسرائيلية على حي تل السلطان برفح.
الشهيد القائد محمد إبراهيم صلاح أبو شماله "أبو خليل" (41 عاماً) يعدّ الرجل الثالث في كتائب القسام وقائد لواء الجنوب، في بداية الخمسينيات من عمره وهو من أبرز المطلوبين على قوائم الاغتيال منذ العام 1991م، وقد اعتقل أكثر من مرة لدى الاحتلال.
ويعد أبو شمالة من مؤسسي كتائب القسام في منطقة رفح، قاد العديد من العمليات الجهادية وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء في الانتفاضة الأولى، وشارك في ترتيب صفوف كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، وعُين قائداً لدائرة الإمداد والتجهيز.
وقد نجا القائد "أبو خليل" من ثلاث محاولات اغتيال، كان أخطرها عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم يبنا وحاصرت منزل أبو شماله قبل أن يدمره بمتفجرات وضعت في داخله مطلع صيف عام 2004م.
الشهيد متزوج ولديه خمسة من الأبناء، وقد دمر بيته أكثر من مرة خلال فترة الانتفاضة، كما أفدنا من مصادر مقربة من الشهيد.
وأشرف أبو شمالة على العديد من العمليات الكبرى مثل عملية براكين الغضب ومحفوظة وحردون وترميد والوهم المتبدد، كما كان من أبرز القادة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.
وعام 1999م حكم عليه وعلى الشهيد القائد رائد العطار بالإعدام في سجون السلطة، قبل أن تضطر لالغاء الحكم بعد مظاهرات عارمة شهدتها المدينة وقتها.
أمّا الشهيد القائد رائد صبحي أحمد العطار "أبو أيمن" (40 عاماً)، رفيق درب أبو شمالة في كل المحطات الجهادية منذ التأسيس والبدايات، كما تؤكد بذلك كتائب القسام.
وشارك الشهيد في العمليات الجهادية وملاحقة العملاء في الانتفاضة الأولى ثم في تطوير بنية الجهاز العسكري في الانتفاضة الثانية، ثم قائداً للواء رفح في كتائب القسام وعضواً في المجلس العسكري العام.
وصفته إسرائيل بـ"رأس الأفعى"، وسجل في تاريخه الجهادي المسئولية عن أسر جنديين من الاحتلال خلال أقل من 8 أعوام، وهما جلعاد شاليط وأسر عام 2006م، وهدار جولدن ـثناء العدوان على رفح في الحرب الدائرة على القطاع.
وقد شهد لواء رفح تحت إمرته الصولات والجولات مع الاحتلال وعلى رأسها حرب الأنفاق وعملية الوهم المتبدد وغيرها من العمليات البطولية الكبرى، وكان له دوره الكبير في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول
وقال الاحتلال إنه الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعرف مصير الضابط الإسرائيلي المفقود هدار غولدن.
أبو أيمن ولد عام 1974م، متزوج وأب لولدين، وقد اعتقل لدى السلطة عام 1995 وعام 1999م.
والشهيد المجاهد محمد محمد حمدان برهوم "أبو أسامة" (45 عاماً)، وهو رفيق درب الشهيدين، وبدأت رحلة مطاردته منذ العام 1992م، ونجح بعد فترة منها السفر الى الخارج سرًا والتنقل في العديد من الدول.
وقد نال الشهداء القادة الكثير من الإيذاء من جهات أخرى حرّضت عليهم ووضعت اسمهم ضمن المطلوبين لديها!.
وعاد الشهيد بحسب بيان لكتائب القسام، في الانتفاضة الثانية إلى القطاع ليلتحق من جديد برفاق دربه وإخوانه في معاركهم وجهادهم ضد الاحتلال.
وتوعدت كتائب القسام الاحتلال بالانتقام من الاحتلال إزاء جريمته النكراء، مؤكدة أن هذه الجريمة لن تفت من عضدها بل تزيدها إصرار وعزيمة.
الاهرام
0 التعليقات:
Post a Comment