قال الناشط السياسي أيمن نور مؤسس حزب "غد الثورة": إنه ينبغي على الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخاذ خطوات ثلاث في المرحلة القادمة أولها تغيير قانون التظاهر، والثانية هي تغيير قانون الحبس الاحتياطي المؤقت، والذي مرره عدلي منصور..أما الخطوة الثالثة فتتمثل في ضرورة إصدار قانون حقيقي للعدالة الانتقالية.
وأضاف في حوار مع موقع المونيتور الأمريكي اليوم الثلاثاء : "بدون هذه الخطوات الثلاث، أتصور أن السيسي ينتحر".
وفيما يلي أبرز فقرات الحوار
ما رأيك في تعامل النظام الحالي في مصر مع الإرهاب؟
لدينا مشكلة في تعريف كلمة "إرهابي"، فحتى الآن، لا أعرف من هو الإرهابي ومن ليس كذلك. ما هو المعيار الذي يجعل شخصا ما "إرهابيا"؟،..هل يرتبط ذلك بفكرة ما، أم يرتبط بفعل ما؟ ..وبالرغم من ذلك، أنا أؤمن بعمق بضرورة إدانة الإرهاب بشتى أشكاله، بينها "إرهاب الدولة"..فعلى سبيل المثال قتلت الدولة آلاف الأشخاص خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة عام 2013.
ورغم أنني لم أكن أنا أو حزبي من المؤيدين لأي من الجانبين، لكنها في نهاية الأمر مذبحة، يشعر الضمير الإنساني بالألم جراء تذكرها.
يمكن مواجهة الإرهاب، لكن فكرة المواجهة ليست كافية لتحقيق نتائج ملموسة. ينبغي أن يكون هناك أطر قانونية وفكرية وسياسية، لكن إغلاق الأبواب أمام المشاركة السياسية والفكرية يفتح أبواب التطرف والإرهاب.
التطرف يأتي أولا يعقبه الإرهاب..لدينا في مصر تجارب سابقة، المتطرفون الأكثر عنفا خرجوا من سجون عبد الناصر..وكانت أفكار التكفيريين هي الأساس التي بنيت عليها أفكار المتطرفين، والتي انبثقت جراء مكوثهم في سجون ومعتقلات الأنظمة القمعية.
ولذلك، عندما نتحدث عن مواجهة الإرهاب، ينبغي مواجهته بالديمقراطية، من خلال قانون عادل أولا، بما يضمن المساواة بين الجميع..أنا مع فكرة العدالة، ولكن بمعناها الحقيقي، وليس بنسختها الحالية المشوهة.
متحدثا عن القانون، هل ترى أن الدولة سوف تغير قانون التظاهر؟
نعم، وإلا فسوف يرتكب السيسي انتحارا سياسيا، إذا استمر في التعامل مع مصر بنفس السياسات الثورية، في وقت يفترض أن يحكم بالدستور والديمقراطية..مهما كان مسموحا لك التصرف تحت مسمى تفويض الشعب..لا يمكنك الاستمرار في هذا بعد إقرار الدستور، الذي ينص على أن الشعب يمتلك حق الاحتجاج، لذا لا يمكنك أن تقوض هذا الحق بعد ذلك.
أتخيل أن هناك ثلاث خطوات ينبغي على النظام الحالي اتخاذها، الأولى تغيير قانون التظاهر، والثانية هي تغيير قانون الحبس الاحتياطي المؤقت، والذي مرره عدلي منصور..أما الخطوة الثالثة فتتمثل في ضرورة إصدار قانون حقيقي للعدالة الانتقالية..وبدون هذه الخطوات الثلاث، أتصور أن نظام السيسي ينتحر.
مع كل زيارة لمصر، أسمع أناسا يشيدون بالسيسي..هل تعتقد أن المصريين أصيبوا حاليا بخيبة الأمل من الرئيس الجديد؟
لقد كنت ضد فكرة الحكم على مرسي بعد 100 يوم، ولذلك أنا أيضا ضد الحكم على السيسي بعد ذات المدة..فأي رئيس لا يمكنه تحقيق أي شيء في غضون 100 يوما..ولكن من المهم للسيسي أن ينظر إلى نفسه باعتباره رئيسا..ويدرك أن السيسي الذي قاد 3 يوليو ليس السيسي الرئيس..لكنه ما زال يعمل مستخدما ذات أفكار 3 يوليو..لكن ينبغي أن يكون رئيسا لكل مصر، وألا يضحى جزءا من الصراع..لكن مثل هذه المشاعر لم تصل إليه بعد، وهو ما يمكن أن يقود إلى انتحاره. أستخدم مجددا كلمة انتحار، وأعني بها فكرة بقاء السيسي رئيسا.
لقد نُظر إلى مرسي باعتباره الشخص الذي ينحاز إلى مجموعة ضد أخرى..وأعتقد أن انحياز السيسي لجانب واحد أمر واضح للعيان..إنه ينحاز إلى أي شخص ضد الإخوان المسلمين..ولا يمكن لأحد بناء تواجده السياسي على مقت مجموعة.
ما رأيك في مشروع قناة السويس؟ هناك حماس كبير من الشعب المصري تجاهه..هل يمكن القول إن السيسي يخلق "مشروعا قوميا" على النهج الناصري؟
السيسي لا يسير على حذو عبد الناصر أو السادات أو مبارك..بل يحاول لعب أدوار تمنحه تأثيرا. وفي بعض الأمثلة..قد يتشابه ذلك مع عبد الناصر. لكنه ليس مثل الرؤساء السابقين..فمشروع السيسي صغير يحمل اسم "السيسي، بينما كان لعبد الناصر رؤية..سواء اتفقنا أو اختلفنا معها، لكن السيسي لا يمتلك مثلها.
القناة خطوة عظيمة، لكنها ليست اختراعا، وليست من بنات أفكاره، وليس المشروع الذي يمكن وصفه بالقومي..هو فقط مشروع هام..يعتقد الناس أن الأمر يتعلق بقناتين بدلا من واحدة، لكن الحقيقة ليست كذلك..إنها مجرد امتداد للقناة الحالية..لكن الإعلام يخلق الوهم، وهو ما يعد بمثابة جريمة كونها تقتل آمال ودوافع الشعب..بعد أن يكتشف الناس أن حياتهم لم تتغير، سوف تتضاعف الصدمة.
أعتقد أن السيسي في وضع بالغ الصعوبة..فالشعب ليس لديه الصبر الكافي..وفي ذات الوقت..فإن فرص نجاحه ليس لها إلا نتيجة واحدة في ظل عدم الاستقرار السياسي، ودخول الصراع ضد داعش.
هل تعتقد أن الإخوان المسلمين حظيت بفرصة كافية للحكم؟
الإخوان لم تمنح نفسها فرصة النجاح..إنه أمر يختلف عن عدم الحصول على فرصة. وفي مرحلة أخرى، عندما حاولت الإخوان منح نفسها فرصة النجاح، لم نمنحها تلك الفرصة..ينبغي تقسيم فترة حكم مرسي إلى اثنتين، الأولى قبل الإعلان الدستوري في ديسمبر، والذي أصدره مرسي دون إخبارنا..قبل ذلك الإعلان كانت الإخوان تتصرف بشكل أناني، حيث كان للإسلاميين نصيب الأسد من مقاعد البرلمان، لكن بعد الأزمة التي فجرها الإعلان الدستوري، بدأت الجماعة في الشعور بالخطر، وحاولت التعاون مع الآخرين، الذين لم يكونوا مستعدين لذلك.
من يمثل التهديد الأكبر على النظام المصري الحالي؟ الشعب أم المتطرفون أم القوى الأجنبية.؟
النظام الحالي يشكل التهديد الأكبر على نفسه..أعتقد أن قيادة مصر بهذا الأسلوب، يخلق انقلابا على الانقلاب..بما يقود البلاد لما وصلنا إليه مع الإخوان، وربما أسوأ.
شعبية السيسي ليست حقيقية، لذا فإن فرص نجاحه ليست هائلة,,وبدون توافق سياسي لن تمضي مصر قدما إلى الأمام.
ماذا عن دور دول الخليج؟ هل يمكن أن نرى المزيد من تأثيرها في مصر؟
قال السادات يوما ما "ارفعوا أيديكم عن لبنان"، وأقول أنا لدول الخليج "ارفعوا أيديكم عن مصر وامنحونا فرصة..الحرب الأهلية اللبنانية لم تتوقف إلا عندما توقفت الأطراف الخارجية عن تمويل الأطراف الداخلية الضالعة في الحرب.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment