المستشار عبد المجيد محمود - ارشيفية

وافق مجلس القضاء الأعلى برئاسة المستشار محمد حسام عبد الرحيم، رئيس المجلس ورئيس محكمة النقض، على إعارة المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة والنائب العام السابق، إلى الإمارات، للعمل مستشارًا بمحكمة النقض بإمارة أبو ظبي، والتي تعد أعلى مؤسسة قضائية بعاصمة البلاد.

وينتظر أن يغادر المستشار عبد المجيد محمود القاهرة خلال الساعات القليلة القادمة، متوجهًا إلى أبو ظبي، إيذانًا ببدء عمله بمحكمة النقض بالعاصمة.

وشغل المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، منصب نائب عموم مصر، ومشهود له في الوسط القضائي بالكفاءة العالية وحسن التصرف وإعلاء قيمة العدالة فوق كل اعتبار، خصوصًا خلال فترة عمله نائبًا عامًّا اعتباراً من عام 2006 وحتى 22 نوفمبر 2012، قبل أن يتم عزله من منصبه بقرار من الرئيس الأسبق محمد مرسي، بعد شهر واحد من محاولة إقصائه من المنصب عن طريق تعيينه سفيرًا لمصر لدى الفاتيكان رغما عن إرادته.

وأمضى المستشار عبد المجيد محمود معظم تاريخه في العمل بالنيابة العامة وتدرج في مناصبها المختلفة، وعمل بكافة المواقع ذات الأهمية القصوى بالنيابة، كمحام عام لعدد من النيابات، في مقدمتها نيابة استئناف القاهرة ونيابة أمن الدولة العليا لفترة طويلة تولى خلالها التحقيق والمرافعة أمام المحاكم في العديد من القضايا الكبرى التي شهدتها مصر، وعلى رأسها قضايا الإرهاب والعنف التي شهدتها مصر خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ثم العمل بإدارة التفتيش القضائي بالنيابة العامة، ثم نائبًا عامًّا مساعدًا.

ومن أبرز القضايا التي تولى التحقيق والمرافعة فيها المستشار عبد المجيد محمود، قضية الجهاد الكبرى عام 1981 التي ضمت 302 متهم ممن شاركوا في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وما تلاها من تحقيقات وقضايا تتعلق بأحداث اقتحام مديريتي أمن أسيوط والمنيا بصعيد مصر، وقضية تنظيم ثورة مصر الذي كان يضطلع أعضاؤه باغتيال الإسرائيليين المتواجدين على أرض مصر، وتزعمه محمود نور الدين.

وكذلك قضية تنظيم «الناجون من النار» التي شارك المتهمون فيها في محاولة اغتيال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، ووزيري الداخلية السابقين النبوي إسماعيل وحسن أبو باشا، وقضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب، وكذلك العديد من قضايا التخابر التي كانت تستهدف الإضرار بالأمن القومي المصري، إلى جانب العديد من قضايا الإرهاب والعنف والتطرف، وقضايا الرشوة والاتجار بالآثار وغيرها.

وحصل المستشار عبد المجيد محمود على درجة الدكتوراه في موضوع (المواجهة الجنائية للفساد في ضوء الاتفاقيات الدولية والتشريع المصري) من كلية الحقوق بجامعة عين شمس بدرجة ( جيد جدا مع مرتبة الشرف).

وفي أعقاب ثورة 25 يناير 2011 أصدر المستشار عبد المجيد محمود قرارات عدة بحبس الرئيس الأسبق حسني مبارك وأفراد أسرته ورموز نظامه من كبار رجال الدولة وقتئذ، والتحفظ على أموالهم وممتلكاتهم ومنعهم من مغادرة البلاد، في ضوء ما كشفت عنه تحقيقات النيابة العامة في الوقائع والبلاغات العديدة التي تلقتها خلال الأيام الأولى للثورة، وأمر في ختام تلك التحقيقات معهم بإحالتهم للمحاكمات الجنائية.

وحصل المستشار عبد المجيد محمود على حكم قضائي من دائرة طلبات رجال القضاء بمحكمة استئناف القاهرة، أيدته لاحقًا محكمة النقض بتاريخ 2 يوليو 2013 ليصبح باتًّا ونهائيًّا، بعودته إلى منصبه نائبا لعموم مصر وبطلان قرار محمد مرسي بعزله من منصبه، باعتبار أن القرار جاء مخالفا لأحكام الدستور والقانون الذي يمنع عزل النائب العام من منصبه، وأن هذا القرار بالعزل جاء ليمثل عدوانًا على السلطة القضائية وتدخلا سافرا في شؤون العدالة.. وفي موازاة المعركة القانونية التي خاضها عبد المجيد محمود، انتفض قضاة مصر في جمعيات عمومية متتالية لرفض قرار عزله من منصبه، واحتشد قرابة 10 آلاف قاض وعضو نيابة عامة في جمعية عمومية غير مسبوقة دعا إليها المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة لإعلان رفضهم لقرار العزل.

وآثر المستشار عبد المجيد محمود ترك منصبه كنائب عام والعودة إلى منصة القضاء في 9 يوليو 2013 ، وذلك بعد أيام قليلة من عودته إلى منصبه نفاذًا للأحكام التي صدرت لصالحه ببطلان عزله وعمل مشرفا على المكتب الفني لمحكمة استئناف القاهرة.


الشروق

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -