أيام قليلة ونتابع وقائع جلسة النطق بالحكم في قضية مبارك ونجليه والعادلي ولوءاته من بعد خطبهم العصماء ومجهودات الإعلام المضنية لتلميعهم وتنظيف صورتهم وتهيئة الرأي العام لتقبل أمر ما.. لم أكن من الذين أصابتهم الصدمة من مرافعة فريد الديب أو خطبة العادلي وحسن عبد الرحمن ومبارك، أكنتم تتخيلون أن يعترف حبيب العدلي أنه فاسد وسفاح وكان يستغل الجنود في مزارعه الخاصة بالسخرة؟

أكنتم تعتقدون أن يعترف حبيب العادلي بكل تلك الجرائم التي ارتكبها طوال فترة وجوده كوزير للداخلية ابتداء من التعذيب الممنهج في أقسام الشرطة والسجون إلى البطش والاستبداد طوال تلك السنوات إلى قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير.

هل كنتم تنتظرون أن يعترف مبارك في خطبته العصماء بفساده سواء هو أو أولاده؟؟

هل كان السفاح حسن عبد الرحمن سيبدي ندمه على كل السفالة والانتهاكات والقتل والتصنت والتجسس والمؤامرات وتلفيق القضايا والسرقة والنهب التي ارتكبها جهاز امن الدولة ؟؟

طبيعي أن يكذب هؤلاء المجرمون، طبيعي أن ينصب دفاعهم على تشويه الثورة التي أقالتهم من مناصبهم وهدمت امبراطوريتهم.

قالوا للحرامي احلف

طبيعي أن يقوموا بشيطنة شباب الثورة ويحاولوا تصوير ثورة شعب أنها مؤامرة دولية وليست بسبب فشلهم وفسادهم وقمعهم وإهدارهم لكرامة المصريين.

المشكلة ليست في خطاب مبارك والعادلي وحسن عبد الرحمن وهؤلاء اللصوص المشكلة الاكبر الموجودة منذ قيام الثورة هو من ردد مثل تلك الأكاذيب بهدف تصفية الحسابات وهو يعلم انها كذب وتدليس.

طبيعي أن يدافع النظام الفاسد عن نفسه عن طريق ترويج نظرية المؤامرة وطبيعي ان يبذل إعلام رجال اعمال مبارك كل طاقته لذلك ، ولكن ماذا عن من كانوا محسوبين على الثورة في يوم من الأيام ورددوا كلاما مشابها لكلام العادلي وفريد الديب وحسن عبد الرحمن ، ماذا عن من يتمسحون بالثورة ويتهمون البرادعي و6 أبريل بالعمالة من اجل تصفية حسابات شخصية ؟؟.

ماذا عن الرفاق الذين كرروا نفس أقاويل العمالة والتمويل عن الآخرين لمجرد الغيرة او المكيدة السياسية او على سبيل الفجر في الخصوم .

وماذا عن من اخترقوا صفوف الثورة ثم أصبحت مهمتهم ترديد الخرافات عن المؤامرات الكونية والسبع الأجهزة التي لا تنام من أجل تدمير مصر ؛ أو هؤلاء الذين اخترقوا صفوف الثورة وانتسبوا لها في يوم من الايام وأصبحت مهمتهم الآن إثبات أن البرادعي عميل ووائل غنيم ينفذ أجندات اجنبية واحمد ماهر اخذ تمويل اجنبي..

هؤلاء من يجب ان نلومهم ونكشف زيف حديثهم ونستبعدهم من الصف الثوري إذا كان هناك صف ثوري..

فعلى سبيل المثال شاب انضم لحركة 6 أبريل قبل الثورة بأسابيع قليلة وبعد الثورة ظل يردد نفس الخزعبلات والأكاذيب التي قالها الديب والعادلي حول السفر والتمويل الاجنبي، وانشأ اعتمادا على تلك الاكاذيب كيان يحمل نفس الاسم ومن سخرية القدر أن يلفظه الكيان الذي أنشأه بعد اكتشافهم زيف ما روج وهاهو الآن في مكانه الصحيح في صف العسكر والفساد والاستبداد ومع أعداء ثورة 25 يناير.

أمثال هؤلاء هم من يجب كشفهم ولومهم، كل من روج لكلام مبارك والعادلي عن مؤامرة ثورة يناير والأجندات الخارجية ..

محاكمة مبارك وخطبته خير دليل على مشروع (الردم على ثورة يناير)، وكلها بضعة أشهر حتى نتفاجأ باندماج رجال نظام مبارك مع نظام السيسي، فالجذور واحدة والنظام واحد والقواعد واحدة وطريقة الادارة لم تتغير ، ولا عزاء وقتها لداعاة الشراكة والتغيير من الداخل الذين سيكتشفون وقتها أنه تم استخدامهم كمحلل لترويج الوهم وامكانية تغيير القوانين سيئة السمعة عن طريق البرلمان القادم الذي سيكون تحت سيطرة النظام والفلول ليكون مجرد ديكور وبرلمان مستأنس ليس بمراقب ولا محاسب للرئيس أو حكومته.

لا تلوموا مبارك والعادلي ولكن لوموا من روج لنفس الخزعبلات ولوموا من يساعد نظام القمع والاستبداد على العودة مرة اخرى وهم من يساهموا في تقبل تبرئتهم من جميع الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب المصري لسنوات.

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -