وقت حرب غزة لم أر في الصحافة المصرية كاتبًا يدافع عن "الحق في المقاومة، والاحتلال الصهيوني" لشعب فلسطين بل شطح أغلبهم ليشد من أزر الطيران الصهيوني لضرب المقاومة وتدمير غزة، وخيل لي لو أن بعضهم كان يمتلك معلومات عن صواريخ وسلاح المقاومة لكان سلمها للموساد الإسرائيلي، وكأن غزة وفلسطين ليسوا جزءًا من الأمن القومي المصري الحقيقي.
صدمتي كانت حين كتب وعلق بعضهم فور إعلان وقف إطلاق النار في غزة أنهم لن يدافعوا عن المقاومة أو حماس مجددًا، وكأنهم كانوا قد وقفوا معهم قبلاً في أي وقت كان، بل إن بعضهم عندما زار غزة قبلاً، رفض أن يلتقي أيا من أفراد المقاومة ورددوا فور أن عادوا بمصر "حطينا عليهم" وكأن قافلتهم كانت من أجل "الحط عليهم" وليس من أجل دعم أهل غزة وكسر الحصار ودعم المقاومة ضد العدو.
لم أكن أستوعب جيدًا معنى هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم العربية قد نست سنوات الشموخ في قصيدة "لا تصالح" إلا عندما قرأت كلمات الليبرالي صاحب المشروع الإعلامي الوهمي (سيد علي) يتحدث عن إعلان المقاومة انتصارها في الحرب الأخيرة بأنه سيكون سببا في دعم إسرائيل عسكريًا وكأن الغرب ينتظر ذلك لزيادة تسليح إسرائيل وكأننا سننتصر على الصهاينة ومؤامراتهم علينا حين ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعاج ونرفض المقاومة وخيارها.
أخيرًا أتذكر قصيدة (اغضب).. اغضب فالأرض لا تنسى صهيل خيولها حتى ولو غابت سنين.. اغضب فإن بداية الأشياء أولها الغضب ونهاية الأشياء آخرها الغضب.. والأرض أولى بالغضب.
0 التعليقات:
Post a Comment