قبل بداية العام الدراسى الجديد كشف النظام الحاكم عن نيته في قمع أى حراك طلابى داخل الجامعات ، وبدت مظاهر هذا بتكثيف الأسوار الحديدية ، وبدء خطة لتحويل بعض الطلاب لمخبرين على زملائهم، وحل الأسر الطلابية، وتهديد أساتذة الجامعات بمشروع قانون يسمع بفصلهم لأسباب واهية ، والتعاقد مع شركة أمن خاصة –فالكون- والتى تتقاضى نصف مليون جنيه شهرياً من جامعة القاهرة وحدها-طبقا لبنود العقد التى تم تسريبها-، ثم توقيع الطلاب وأولياء الأمور على إقرارات مريبة، والتهديد بإغلاق المدن الجامعية، والقبض على بعض القيادات الطلابية فجر بداية أول يوم دراسى، وأخيراً بوابات إلكترونية وتفتيش مهين لكل الطالبات والطلبة ووقوفهم طوابير -تجاوزت الساعتين فى بعض البوابات- خارج أسوار الجامعة فى انتظار التفتيش والسماح لهم بالدخول.
كل ذلك يعبر عن رؤية ضيقة ترتكز على المفهوم الأمنى للتعامل مع الطلبة، فضلاً عن كونه تعامل مهين يدفعهم حتماً للاحتجاج والغضب حتى يتحقق للنظام السياسى هدفه الإستراتيجي الأول فى هذه المرحلة وهو الوصول لقبول مجتمعى لعودة الحرس الجامعى مرة أخرى، وخلق بيئة صدام داخل أسوار الجامعة تسمع باستعادة كل صور وآليات القمع الشرطى والتى ناضلت الحركة الطلابية المصرية طويلاً من أجل القضاء عليها.
وأعتقد أن النظام السياسى الحاكم لو كان يبغى عاماً دراسياً طبيعياً فلن يعدم الوسائل العاقلة والموضوعية التى تحقق هذا، ومنها:
١- إطلاق سراح جميع الطلاب الذين ألقى القبض عليهم.
٢-عودة كل الأسر الطلابية التى تم حلها.
٣-التوقف عن كل ممارسات تحويل بعض الطلاب والأساتذة لجواسيس على زملائهم.
٤-وقف مشاريع القوانين التى تنال من الحريات الأكاديمية والحقوق الطلابية.
٥-الإكتفاء بالأمن الإداري بالجامعات، وإلغاء التعاقدات مع شركات الأمن الخاصة.
٦-توجيه كل الملايين التى تنفق على الإجراءات الأمنية إلى دعم الأنشطة الطلابية والثقافية ودعم الكتاب الجامعى.
٧-فتح حوار حقيقى مع الطلاب وأساتذة الجامعة ينطلق من كون البيئة الجامعية بيئة خاصة ترتكز على محورين لا إنفصال بينهما، المحور الأول هو العلم، والمحور الثانى هو بناء الشخصية المصرية التى تتمتع بكل الحقوق وخاصة الحرية والكرامة والإستقلال.
٨- تعديل اللائحة الطلابية وقانون الجامعات بما يسمح بخلق انتخابات طلابية نزيهة، واختيار القيادات الجامعية بالإنتخاب.
ربما تكون هذه الخطوات وغيرها من البداهيات للوصول لعام جامعى متوازن يفتح الباب للوصول للجامعة الحرة التى نتمناها لبلادنا ولأبنائها ، وليتذكر كل من يرتكز على الحلول القمعية أمرين: الأمر الأول ربما ينجح القمع مؤقتاً فى بث الرعب والخوف ولكنه لن يخلق أى إستقرار فى الحياة الجامعية المصرية، وهو ما لا نتمناه جميعاً، الأمر الثانى أن الحركة الطلابية المصرية عبر تاريخها هى واحدة من أهم الحركات الطلابية فى العالم لعلنا نتذكر أن يوم الطالب العالمى سطر بنضال وكفاح طلاب هذا الوطن ، فهى حركة وطنية ومتنوعة وممتدة ولا يمكن اختزالها فى فصيل ولكل من يحاول ذلك أن يدقق فى حجم التظاهرات التى خرجت بالأمس فهى تعبير عن حراك طلابى متنوع لا يمكن وصفه بأنه حراك إخوانى فقط.
مازال الطريق مفتوحاً للحلول المنطقية والعادلة بعيداً عن النظرة الضيقة والصدامية التى تنال من الجميع، فافتحوا باب الأمل للجميع إن كنتم تبغون الخير لهذا الوطن ولمستقبله.
0 التعليقات:
Post a Comment