ليس هناك دعاية سيئة في العالم تجاه عبدالفتاح السيسي! على الأقل هذا ما تؤكده الصحافة المصرية عندما تترجم ما يُكتب في الصحافة العالمية عن الديكتاتور العسكري المصري.

ففي تقرير صدر مؤخرًا عن الصحيفة الأكبر في العالم، نيويورك تايمز، تحدث مدير مكتب الصحيفة في القاهرة، ديفيد كيركباتريك عن رد الفعل الصامت على خطاب السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مقارنة مع ما تحدث عنه الصحفيون المصريون من إشادة بأداء الجنرال الذي اعتبرته الصحافة المصرية “لحظة تحول”.

وبعد يوم واحد من مقالة نيويورك تايمز، نشرت الأهرام، الصحيفة القومية الأوسع انتشارا في مصر، ترجمة مغلوطة شديدة الخطأ في محاولة واضحة لتلميع صورة السيسي في مصر.

وقد أوردت نيويورك تايمز مقتطفات من المقال الذي نُشر على الإنترنت يوم 7 أكتوبر، وقارنتها بما نقلته الأهرام في اليوم التالي.

ننشر أولًا ما قالته الأهرام ويمكن الاطلاع عليه في هذا الرابط.



قال الكاتب ديفيد كيركباتريك إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد صورته أمام الرأي العام الدولي كرجل دولة يحظي بالاحترام والتقدير في المنطقة من خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح كيركباتريك في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس أن السيسي استطاع «تغيير الطريقة التي يلقي بها الرؤساء الخطب في الأمم المتحدة»، من خلال إنهاء خطابه، وهو يهتف «تحيا مصر»”

ووصف الكاتب المشهد الفريد من نوعه في مقر الأمم المتحدة، عندما لقي السيسي تصفيقا حارًا من قادة العالم المجتمعين بعد هتافه “تحيا مصر”.

ورأى كيركباتريك أن السيسي استطاع أن يمحو صورة كانت في أذهان البعض أن ما حدث في مصر في يونيو 2013 كان “انقلابًا” وليس ثورة.

وذكر أن حكم السيسي أصبح يعتمد على قوة شخصيته وشعبيته الجارفة بشكل غير مسبوق, من خلال الدعم الذي يلقاه في الدولة المصرية ومن قبل حلفائه، وهو الأمر الذي عزز من سلطته وتوج كل ما قام به منذ اندلاع ثورة 30 يونيو.

ولفت كيركباتريك إلى أن جميع الدبلوماسيين كانوا في حالة من الصمت والاستمتاع خلال كلمة السيسي.

وأشار إلى تصريح خالد فهمي أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية في القاهرة، والذي قال فيه أن ما يحدث الآن يعد سابقة في التاريخ المصري الحديث وكل ذلك مجرد بداية لظاهرة جديدة في حكم مصر.

ودلل كيركباتريك على ذلك من خلال اتخاذ السيسي إجراءات لم يجرؤ أحد من رؤساء مصر السابقين على اتخاذها مثل رفع الدعم عن أسعار الوقود والتي كانت تعد أمرًا غير قابل للمس بدون أي معارضة أو احتجاجات تذكر من الرأي العام أو الشارع المصري.

لكن الحقيقة تظهر في مقال نيويورك تايمز بشكل مختلف تمامًا.

مع عودة الرئيس عبدالفتاح السيسي من زيارته الأولى للأمم المتحدة، أشادت وسائل الإعلام المصري بأدائه هناك، واعتبرته نقطة تحول، ليس فقط للرئيس المصري، لكن حتى للجمعية العامة!

يقول المعلقون المصريون إن السيسي لم يعد ذلك الجنرال السابق الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر، حيث تم الاعتراف بالسيسي أخيرًا من قبل المجتمع الدولي كرجل دولة محترم، وزعيم إقليمي في المنطقة. حتى أن السيسي “غير الطريقة التي يلقي بها الرؤساء خطاباتهم في الأمم المتحدة!” كما ادعى مقدم البرامج عمرو أديب، والذي كان يظهر حينها مقطعا من خطاب السيسي ينهيه بـ”تحيا مصر” شعار حملته الانتخابية القومي.

وبينما ينهي السيسي خطابه بهذا الشعار، رأى المشاهدون المصريون ذلك وسط تصفيق صاخب من قادة العالم المجتمعين.

“شيء عبقري!” كما قال أديب، معتبرًا تجمع القادة حفل عرس. وتابع “كان عبدالفتاح السيسي عريس الأمم المتحدة، وكانت مصر هي العروس”.

ما كشفه الحدث، أكثر بكثير من أي تغير لموقف السيسي في الخارج، كان هو محاولة حلفاء السيسي ومؤيديه بناء تلك الهالة حول شخصيته، التي تعزز من سلطته، أكثر بكثير مما كان لحسني مبارك، سلفه الذي حكم مصر طويلًا.

لكن ما لم يره المشاهدون في مصر خلال انعقاد الجمعية العامة، أن كل الدبلوماسيين الحاضرين تقريبا كانوا يشاهدون خطاب السيسي في صمت، بينما كان الوفد المرافق للسيسي يصفق بحماس ردًا على هتافه. لكن التصفيق عند وسائل الإعلام المصرية كان مستمرًا وبالإجماع، ما يرسم صورة تهويل واحتكار للسلطة يقول العديد من المحللين إن مصر لم تشهدها منذ عهد محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر.

تحديث:

الصحفية المصرية أميرة هويدي تشير في حسابها على موقع تويتر أن الترجمة قامت بها وكالة الأنباء المصرية الرسمية، أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)، وهو ما نتج عنه انتشار الخبر في العديد من الصحف المصرية بما فيها صحيفة الأهرام الأوسع انتشارًا.


نقلاً عن موقع نون بوست

مترجم عنMisstated Excerpt of Times Article Offers Fresh Take on President Sisi of Egypt

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -