أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، أن الأزمات التي تعيشها بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا يمكن حلها "بحلول مستوردة" من الخارج؛ لأن ذلك "سيزيدها تعقيدا".
وكان أردوغان يتحدث في افتتاح منتدى لرجال الأعمال الجزائريين والأتراك على هامش زيارته إلى الجزائر، وفق مراسل وكالة الأناضول.
وقال الرئيس التركي: "منطقتنا تشهد تطورات مهمة خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولنتساءل: من يمكن أن يقود هذه التغيرات إذا لم يكن سكان هذه الدول؟".
وأضاف: "لا يمكن أن نستورد حلولا لمشاكلنا؛ لأن ذلك سيزيدها تعقيدا (...) نحن سكان المنطقة يجب علينا أن نقوم بانتاج حلول محلية لمشاكلنا سواء في السياسة والاقتصاد".
وتابع: "نأمل أن يعيش كافة إخواننا في أمن واستقرار وأن يتمتعوا بثرواتهم"
وبالنسبة للجزائر، قال الرئيس التركي: "نريد أن نرى الجزائر بلدا مستقرا وآمنا ومستقلا أيضا".
وأضاف: "اليوم الجزائر بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ألاحظ أنها تسير في الطريق الصحيح ونتمنى أن تكون نجمة أفريقيا الساطعة".
ووجه الشكر للرئيس الجزائري على دعوته لزيارة بلاده، متمنيا له الشفاء العاجل.
وحول لقائه به، اليوم، قال: "استفدت كثيرا من لقائه اليوم، وهو شخصية ورمز للتجربة العالمية حيث وجدت فرصة لتقييم العلاقات بين البلدين معه".
وفي موضوع آخر، ندد أردوغان بالاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى، قائلا: "أنظروا للوحشية التي قامت بها إسرائيل بحق المسجد الأقصى لايمكن أن نقول إنه أمر لا يعنينا؛ لأن المسجد الأقصى هو مسجدنا المشترك".
أردوغان ونظيره الجزائري يؤكدان رفضهما لأي تدخل خارجي في ليبيا
وفي سياق متصل ذكرت مصادر في الرئاسة التركية، أن "أردوغان"، أكد هو ونظيره الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة"، خلال اللقاء الذي جمع بينهما، أمس الأربعاء، على أهمية وحدة الأراضي العراقية، وتعزيز المصالحة الوطنية بين الفلسطينيين، كما عارضا أي تدخل أجنبي في الشأن الليبي.
وأوضحت تلك المصادر أن اللقاء جرى بين الطرفين في المقر الرسميالخاص بالرئاسة الجزائرية، بحضور عدد من الوزراء من البلدين، وأنه جرى في أجواء ودية للغاية، وأن الرئيسين تناولا خلاله عدداً من القضايا الإقليمية، فضلا عن العلاقات الثنائية.
وأكد الزعيمان على ضرورة تعزيز العلاقات التي تربط بين بلديهما، ولاسيما العلاقات الثقافية القائمة بينهما منذ القدم، إلى جانب العلاقات التجارية والاقتصادية ، بحسب المصادر التركية التي أوضحت أنهما تناولا التطورات في كل من العراق وفلسطين ، ناهيك عن الشأنين الأفريقي والأوروبي.
وإلى جانب تأكيد الرئيسين "أردوغان" و"بوتفليقة" على أهمية وحدة الأراضي العراقية وسيادتها، شددا كذلك على ضرورة حث الأطراف المعنية في ليبيا على الحوار الذي يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية الكاملة.
كما ذكرا أنهما يولان أهمية كبيرة لتعزيز المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وفي هذا الشأن قال الرئيس الجزائري، إنه يعتزم دعوة الفصائل الفلسطينية المعنية للجزائر خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأعرب "بوتفليقة" عن رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة التركية في مجالات التعليم والصحة والإعمار، متقدما بتهنئته لنظيره التركي "لما حققه من نجاح في إدارة الملفات الصعبة في تركيا" منذ انتخابه رئيسا للبلاد في أب/أغسطس الماضي.
وأفاد الرئيس الجزائري، أن بلاده تعتز بالعلاقات القوية التي تربطها بتركيا منذ العهد العثماني، مشيرا إلى أن الجانبين عازمين على تعزيز تلك العلاقات العميقة، بحسب قوله.
ووصل أردوغان إلى الجزائر، ظهر أمس، في زيارة تدوم يومين لبحث التعاون الثنائي، وذلك بدعوة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
الأناضول
0 التعليقات:
Post a Comment