"كل الكتاب معتزّون بأنفسهم وأنانيون وكسالى، وفي قاع دوافعهم يكمن غموض ما. تأليف كتاب هو صراع رهيب ومرهق، كما لو كان نوبة طويلة من مرض مؤلم. لن يحاول المرء القيام بشيء كهذا أبداً لو لم يكن مدفوعاً بشيطان ما، هو ليس قادراً على مقاومته ولا فهمه، إذ إن الغريزة ذاتها قد تكون هي التي تجعل رضيعاً يصرخ من أجل أن يحظى بالانتباه، ومع ذلك فمن الصحيح أيضاً أنه ليس بوسع المرء كتابة شيء مقروء إلا إذا كافح باستمرار لطمس شخصيته ذاتها. النثر الجيد هو مثل زجاج النافذة. لا يمكنني القول بيقين أي دافع من دوافعي هو الأقوى، لكنني أعلم أيها يستحق أن يتبع، وعند استرجاعي لعملي السابق، يمكنني أن أرى دون تباين أنه حيثما افتقرت للقصد السياسي كتبت كتباً بلا روح، وخُدعت إلى مقاطع قرمزية وجمل بلا معنى، وصفات تزيينية وهراء بشكل عام".
جورج أورويل من مقاله الشهير (لماذا أكتب)
ـ "لا تكون لديّ رغبة في الكتابة إلا في سياق متفجر، في حالة الحُمّى أو التشنج، في الذهول المتحول إلى هياج، في جو من تصفية الحسابات، حيث تحل الشتائم محل الصفعات واللكمات، إن العاقل فينا يقضي على كل اندفاعاتنا، إنه المعطل الذي يضعفنا ويشل حركتنا، يترصد المجنون فينا من أجل تهدئته وإفساده، وإلحاق العار به".
ويليام سيوران
ـ "هل تفهمون؟ الحياة هي اليأس الخالص، الشديد الصفاء، الشديد العتمة، الشديد الشفافية... ليس هناك سوى درب واحد يفضي إليها عبر ثلج اليأس وجليده، وعلى المرء أن يسلكه متجاوزاً خيانة العقل".
توماس بيرنهارد
ـ "ينبغي أن أفترض أن خطابي هذا لا يؤمن لي طول البقاء وأنني إذ أتكلم لا أتحاشى موتي وإنما أؤسسه".
ميشيل فوكو
ـ "إنني أدعوكم إلى الحفاظ على شجاعتكم، ليس لأن لديكم أي شيء تأملونه، بل على العكس من ذلك، اعلموا أنكم ستكونون وحيدين للغاية، فأغلب الناس يتكيفون مع الحياة أو يموتون، أما أنتم فإنكم منتحرون أحياء في الأصل، أنتم أموات مسبقاً، إنكم الآن تنفردون في خلوة مع الأبدية".
من رسالة الكاتب الفرنسي ميشيل ويلبيك للكتاب الشباب
"إن الفن في حد ذاته وربما الأدب بوجه خاص، رفض للعالم القائم وتعبير عن النقصان وعن قلق الوجود، إن من يشعرون بالراحة لأحوالهم ويعشقون الحياة عموماً ويرضون عن حياتهم خصوصاً لا يحتاجون أبداً لاختراع عالم مواز عن طريق الكلمات".
نانسي هيوستن
ـ "لطالما كانت حياتي صراعًا ضد الموت. أنهي القصة وأنطلق إلى صندوق البريد، لأضعها هناك وأقول، "حسنًا أيها الموت، لقد سبقتك". أترى؟ في كل مرة أكتب فيها قصة قصيرة، أو مقالة، أو قصيدة، أو أنتهي من رواية جديدة، أنا متقدم على الموت. لقد أنجزت الكثير منذ أن أصبت بالسكتة سنة 1999. لا يوجد أي ضمان بأنني سأعيش حتى السنة المقبلة أو حتى الغد. أتمنى أن أستمر بالحياة، لكن عندما أكون قد تعرضت لتجربة كهذه، لا أحد يعلم ماذا يمكن أن يحدث لي أيضًا. لكنها كانت تجربة مفيدة لي، علمتني أن أستولي على أيامي من جديد. كنت حينها قد توقفت عن فعل هذا".
الكاتب الأميركي راي براد بيري
ـ "ليست النجوم هي التي تصنع قدرنا بل الظروف والضرورة، الخيارات التي نقوم بها تحت الضغط، فضائلنا تصنعنا، ولكنها ليست كافية، بل علينا استخدام عيوبنا أحيانا".
من رواية (قصر الذئاب) للكاتبة البريطانية هيلاري مانتل
ـ "بالتأكيد أعتقد أننا جميعاً نعاني خللاً ما بطريقة أو بأخرى، كيف لنا ألّا نعاني خللاً، إلا في عالم من الآباء والإخوان والجيران والرفاق الكاملين؟، ثم هناك القضية التي يعتمد عليها الكثير، وهي كيف نستجيب لهذا الخلل، هل نعترف به أم نَكبِته وكيف يؤثر ذلك في تعاملنا مع الآخرين، البعض يعترفون بالخلل ويحاولون التخفف منه، والبعض يمضون حياتهم وهم يحاولون مساعدة آخرين أصابهم خلل، ثم هناك هؤلاء الأشخاص الذين ينصبّ اهتمامهم الرئيسي على تفادي إصابتهم بمزيد من الخلل، مهما كَلّف الثمن، هؤلاء الذين يكونون قساة وعليك أن تحذرهم".
جوليان بارنز من روايته الرائعة (الإحساس بالنهاية)

0 التعليقات:
Post a Comment