ـ "الإنسان الذي غرست أنظمة القمع خوفاً عريقاً في نفسه يُشجِّع كل مَن حوله على التطاول عليه، كما أنه يعرف هو نفسه كيف يستغل الفرصة للتطاول على الآخرين، حين يرى تلك الفرصة سانحة".
ممدوح عدوان من كتاب (حيونة الإنسان)
ـ "هناك البعض من البشر ينهضون، ويتعالون فوق الحياة ويغيّرونها ويحررون أنفسهم، ومثل هؤلاء لن يكونوا بحاجة إلى ثورة تغيّرهم من الخارج. أرى أن الثورة ضرورية لأولئك العاجزين عن الهرب إلى عوالم الإبداع لابتكار عالم متخيّل، هؤلاء العاجزون عن الحلم أو غير القادرين على إيجاد عالم مستقل خاص بهم، بحاجة إلى ثورات مستمرة".
من يوميات أنايس نن ـ ترجمة لطيفة الدليمي
ـ "ليست الحياة حلماً.. انتباه! انتباه! انتباه!.. فنحن نسقط من السلالم، كيما نأكل الأرض الرطيبة.. أو نصعد إلى حافة الثلوج مع مجموعة الداليات الذابلات.. ولكن، ليس هناك من نسيان، ولا حلم.. بل لحمٌ نيّئ.. وتربطُ القبلات الأفواه.. في شراك من الشرايين الجديدة.. ومَن يستشعر الألم من آلامه سيتألم دونما راحة.. ومَن يخاف الموت سوف يحمل موته دوماً على كتفيه".
لوركا من قصيدة (مدينة لا تنام) ترجمة ماهر البطوطي
"... سقطت جوهرتي بين حذاء الجُنديّ الأبيض وحذاء الجُنديّ الأسود.. عَلِقَت طيناً من أحذية الجُند.. فقدت رونقها.. فقدت ما طُلسم فيها من سحرٍ مُفرَد.. آهٍ يا وطني... جاء الزمن المنحط فحطّ على القصر الأجلاف.. جعلوه مخزن منهوباتٍ.. مبغى.. ماخوراً.. فَرّت من أبهاء القصر الأسطورة.. آهٍ يا وطني".
صلاح عبد الصبور
ـ "يقولون إن أشد الذكريات قِدَماً تلك التي لا نستطيع أن ندركها، تشبه أبعد نقطة في المستقبل الذي لم يأتِ بعد، وأنه، بسبب ذلك، نبقى موتى في كل ما مضى، مثلما نحن موتى، في ما لم يجئ. هذا يعني، أيضاً، أن ما سيقع موجود بالفعل، ولا ينتظر سوى أن نعبر كي نستطيع رؤيته. تماماً كذلك الذي وقع في الماضي، أم أن المقصود أن الماضي كالمستقبل، مجهول لم يتحقق بعد، لقد وطّنت نفسي، من دون أن أقصد، ومن دون كثير تفكير، على أن أوهام الحياة أكثر بكثير من حقائقها. غير إني، الآن، أسأل نفسي: لماذا لم يقل أحد أبداً إن الموت يجعل الذكريات تسبح في ماء اللحظة الشفاف، القريب وغير العميق، حتى أنه يمكن لمسها باليد، بل والإمساك بها، لو أراد المرء، ربما لم أفعل ذلك، ربما لم أجرؤ، كنت أعرف أن الذكريات لا يجب أن تخرج من الماء، كي لا تختنق وتموت، مرة واحدة وإلى الأبد".
طارق إمام ـ رواية (ضريح أبي)
ـ "الأنثى، أية أنثى على وجه الأرض، إذا ما لامست الماء تجلّت فتنتها، وبالطبع، فالأنثى الفاتنة تزداد جمالاً، وهي بقرب الماء، حتى لو لم تكن جميلة من الأساس، فمجرد اقترابها من غور بئر أو نهرٍ جارٍ أو ما شابه يضفي عليها مسحة من جمال، ولك أن تعرف ذلك بنفسك، إذا تطلعت إلى فتاة تستحم في نهر، أو تمشّط شعرها بجوار عين صافية، أو تنقع الكراث في سطل ماء وسط خلاء المزارع".
من رواية (الثور) لـ مو يان، ترجمة محسن فرجاني
ـ "ليس على المرء حينما يبدو الأمل منعدماً في كل شيء، إلا أن يرفع عينيه إلى صمت النجوم الأمثل... وينفع المرء، حينئذ، أن يتذكر أن القصائد هي النجوم، لا الشعراء. وأنفع ما ينفع المرء أن يتذكر أن بوسع الناس، دائماً، أن يسيطروا على أنفسهم، ويصيروا خيراً ممّا هم فيه بالتفكير. ويبقى، للأسف، لزاماً علينا أن نبقى مسيطرين على أنفسنا، لو كان لنا أن نبقى على نُشداننا طموح الشعر الحقّ. ولا بد للامبالاتنا أن تكتشف أن نبل الأسبوع الماضي لم يكن غير عفنٍ خفيّ، وهكذا [كل أسبوع]. فالمرء لا يصل أبداً إلى الحرية والصفاء، ومن ثم فلا بديل عن العمل على التجدّد والبقاء... كل شاعر تقريباً يلزمه منفى، يرجع منه إلى وطن، منفى ثرياً بالصراع.. وما أتعس الفنان الموهوب الذي يخشى الرحيل عن الوطن، فالوطن تعريفاً هو المكان الذي ترحل عنه أولاً، ثم تؤوب إليه من بعد".
مقتطفات من مقالة للشاعر الأميركي دونالد هول ـ ترجمة أحمد شافعي

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -