ـ "واستحوذ الخوف على الناظر ورجاله، فبثوا العيون في الأركان، وفتشوا المساكن والدكاكين، وفرضوا أقسى العقوبات على أتفه الهفوات، وانهالوا بالعصي للنظرة أو النكتة أو الضحكة، حتى باتت الحارة في جو قاتم من الخوف والحقد والإرهاب، لكن الناس تحمّلوا البغي في جلد، ولاذوا بالصبر، واستمسكوا بالأمل، وكانوا كلما أضرّ بهم العسف، قالوا: لا بد للظلم من آخر، ولليل من نهار، ولنرينّ في حارتنا مصرع الطغيان ومشرق النور والعجائب".
نجيب محفوظ في خاتمة رواية "أولاد حارتنا"
ـ "ندرك أننا لم نعد في مرحلة الشباب عندما نكف عن اختيار أعدائنا أو عندما نكتفي بمن عندنا منهم".
اميل سيوران
ـ "يبدو أن الأشخاص الذين يعيشون حياة فارغة تفتقر إلى الثقة بالنفس يُبدون استعداداً للطاعة يفوق استعداد الأشخاص الذين يمتلكون الثقة بالنفس. إن التحرر من المسؤولية في نظر المُحبَطين أكثر جاذبية من التحرر من القيود. والمُحبَطون على استعداد للتخلي عن استقلالهم مقابل التخلص من أعباء الاختيار والقرار وتحمل نتائج الفشل المحتوم. يُسلِّم المحبطون بكل سهولة زمام حياتهم لرؤساء يقومون، نيابة عنهم، بالتخطيط وإصدار الأوامر وتحمل المسؤولية كاملة. وفوق ذلك، يبدو الخضوع التام لإرادة القائد الأعلى وسيلة لتحقيق المساواة التامة. إن المُحبَطين أكثر الناس قدرة لأن يكونوا أتباعاً مخلصين. المحبطون يشاركون في عمل جماعي، لا ليضمنوا نجاح مشروع يهمهم، بل ليتجنبوا التعرض للوم إذا فشل المشروع، عندما يفشل مشروع جماعي، يتفادى المُحبَطون الشيء الذي يخافونه أكثر من أي شيء آخر، وهو ما يكشف عيوبهم الفردية، يبقى إيمانهم بعد الفشل كما كان قبله، وتبقى لديهم الرغبة في المحاولة من جديد. لكي يتم دمج الفرد في المجموع، لا بد من تحريره من تميزه الذاتي، وحرمانه من حرية الاختيار والأحكام المستقلة، ولا بد من طمس الكثير من نزعاته واتجاهاته الطبيعية أو كسر شوكتها. كل هذه عوامل تنخر في الشخصية المستقلة".
من كتاب "المؤمن الصادق" للكاتب الأميركي إريك هوفر
ـ "المسألة، باختصار، أن الناس قد تعودوا، وظلوا يتعودونك، حتى صرت تتعود نفسك. هذه هي المسألة القاتلة في الفن. أنت تعرف ما يتوقعه منك الناس، وهم قد أطروك وارتاحوا، لكن الخيبات التي توقعهم فيها مشجعة. حين يأتون لسماع شعرك، وقد تعودوا لسماع الفضائح السياسية التي يريدونك أن تقولها، ثم تفاجئهم بأن تتحدث عن الأطفال والريح والحب والجسد، عندها يخيبون، وعندها يقولون لك: لم نتوقع ذلك منك، يجب أن تحس بالسرور وتقول لهم "وهذا أنا أيضاً". ليس الهدف هو تخييبهم، بل الهدف هو عدم التعود على نفسك، الهدف هو أن تعود إلى قلقك الفني وتتخلص من الطمأنينة القاتلة التي صارت تسم علاقتك بالناس وبالقصيدة".
الشاعر والكاتب السوري، ممدوح عدوان، من كتابه "دفاعاً عن الجنون"
ـ "ماذا يعني أن تكون مقبرتك على بعد خطوة، ليس الموت أن نموت، لكن، أن يصبح الفناء كالمستقبل؟ بارقة أمل".
طارق إمام من رواية "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس"
- "في كل مرحلة من مراحل التاريخ، كان الرجل الشرير يجذب النساء أكثر بكثير مما يجذبهن الرجل الطيب، والفسق كان أكثر غواية من الفضيلة، والمجرم الموشك على تنفيذ الإعدام به أقدر على استجلاب أكبر قدر من العروض، خصوصاً من الصبايا".
ويليام وودز من كتابه "تاريخ الشيطان"
ـ "بالنسبة إليّ، الثوريون الحقيقيون الوحيدون هم المُلهِمون... والمحك الذي أستخدمه في الحياة: الموقف الذي يتخذه الناس من الحياة، وليس ما إذا نجحوا في قلب حكومةٍ، أو نظام اجتماعي، أو دستور أخلاقي، أو صيغة دينية، أو نظام ثقافي، أو طغيان اقتصادي، بل كيف أثروا في الحياة نفسها؟ ذلك أن ما يميز الناس الذين أفكر فيهم هو أنهم لا يفرضون سلطتهم على الإنسان، بل على العكس، إنهم يسعون إلى تدمير السلطة، هدفهم وغايتهم فتح أبواب الحياة، جعل الإنسان جائعا إلى الحياة، ليبتهج بالحياة ولإرجاع القضايا كلها إلى الحياة، إنهم يحضون الإنسان على إدراك أنه يحمل الحرية كلها داخله، وأنه ينبغي ألا يقلق بشأن مصير العالم الذي ليس مشكلته، بل عليه أن يحل مشكلته الفردية الخاصة وهي التحرر ولا شيء آخر".
هنري ميللر من كتاب "الكتب في حياتي"
0 التعليقات:
Post a Comment