مشهد حرق الأعلام الأمريكية والصهيونية ببعض محافظات مصر يعكس اتجاها لبلورة مركز صدام تظاهرات 28 نوفمبر، وهو اتجاه يرتبط بأسس خطاب الهوية الذي حملته دعوة "الجبهة السلفية" للتظاهر قبل قرابة الشهر.
فخلال الشهر الماضي تصاعدت دعوات لبلورة قضية الهوية في اتجاه "دعم الاستقلال الوطني". وكانت صحيفة الشعب الناطقة بلسان حزب الاستقلال قد نشرت رسالة قبل 10 أيام، دعت فيها الإخوان لنبذ خيار عودة مرسي، وتوجيه سهام الغضب الثوري حيال "أمريكا وإسرائيل"، الذان رأتهما الصحيفة يحكمان مصر فعليا، كما رأت أن توجيه سهام الثورة نحوهما سيوحد الصف الثوري.
أكدت الصحيفة في رسالتها التي حملت عنوان "الأغلبية ليست مع السيسي .. ولا مع مرسي !!"، أن خيار "عودة مرسي" ليس خيارا سويا، وأن "أداء الرئيس مرسي لم يكن رائعاً. هو في تقديرنا أفضل من مبارك وأفضل من السيسي ولكنه كان يسير في نفس الفلك الأمريكي ويلتزم بكامب ديفيد (التطبيع مع اسرائيل والاعتراف بها) وكان يسير في نفس السياسات الاقتصادية لمبارك والسيسي ، ولم يطرح أي مفهوم للعدالة الاجتماعية ، ولم يقم بأي خطوة في طريق الالتزام بالمرجعية الاسلامية".
كما تضمنت الرسالة هجوما على منهج الإخوان الذين اهتموا بتنظيمهم أكثر من اهتمامهم ببلورة توجه الثورة، وأنهم "لم يطرحوا في أي فترة من حياتهم السياسية مسألة استئصال التبعية". ولفتت إلى أن تأثير هذا التوجه تمثل في أنهم "لم يطرحوا أبداً شعار "إسقاط مبارك" وقالوا كثيراً إنهم ليسوا ثواراً ولايؤمنون بالفكر الثوري للاطاحة بالحاكم ولا العصيان المدني، ولكن بالأسلوب الزاحف من أجل السيطرة التدريجية"، وهو ما اعتبرته رسالة الصحيفة أسلوب يتنافى مع منهج الثورة، بل مع منهج الاسلام الذي يؤكد على الطفرة والتدرج.
رأت رسالة الصحيفة أن "الشعار الوحيد الذي يمكن أن يوحد الأمة: تحرير مصر من النفوذ الأجنبي، واستنهاض مصر بسواعد أبنائها - وليس بالاستثمار الأجنبي - ، وإقامة العدل.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجمهور المصري اليوم ينقسم إلى 3 أقسام: أولهم مؤيدو الإسلاميين والذين تبلغ نسبتهم قرابة 50% وإن كانت تتآكل بسبب التمسك بـ"عودة مرسي"، والفريق الثاني الفريق الداعم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونسبتهم 30% بحسب تقدير الصحيفة، وأفادت الصحيفة أن شريحة كبيرة من الشعب لا تقل عن 30 – 40 % ترفض الانقلاب ولكنها غير مؤيدة أو غير متحمسة لعودة مرسي. وهذه الشريحة الأخيرة هي التي طالبت التظاهرات بأن تستهدفها باستبعاد مطلب عودة مرسي.
وختاما بلورت الصحيفة رؤيتها في أن أزمة مصر الآن "عنوانها (عسكر أم اخوان)"، وأكدت أن "هذا لايمس جوهر أزمة البلاد وهي التبعية"، وذكرت أنها تطرح كسر هذه المعادلة السخيفة (عسكر أم اخوان) رغم رفضنا الانقلاب العسكري من حيث المبدأ، بالمعادلة الصحيحة التي تعكس أزمة الواقع المصري (استقلال أم تبعية) ، معركة التحرر من النفوذ الأمريكي الصهيوني هي التي ستوحد كل المصريين من كل الاتجاهات وهي وحدها التي ستفتح طريق التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية، وتقضي على ممارسات العنف و"الارهاب".
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment