الوزير على الأرض بعد الاعتداء عليه

دعا "عشاق الأرض" للحضور في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ليزرع أرض "ترمسعيا" قرب رام الله، بأغصان الزيتون، ولم يكن يعلم أن جسده سيكون مسجياً على هذه الأرض، وأن روحه ستعانق خالقها.

هو زياد أبو عين الذي يشغل منصب رئيس هيئة "مقاومة الاستيطان والجدار" في منظمة التحرير الفلسطينية، وهو المنصب الذي يمنحه رتبة وزير، والذي توفي اليوم، متأثراً بإصابته بعد الاعتداء عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه وفلسطينيين آخرين بقنابل الغاز المسيل للدموع، على أرض بلدة ترمسعيا، قرب رام الله، بحسب شهود عيان، ومصادر طبية.

بالأمس القريب، كتب أبو عين على صفتحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "يا كل من يعشق الأرض، غداً صباحاً الأربعاء، وفي اليوم العالمي لحقوق الانسان، سيكون اليوم الوطني لسواعد الأرض أمام بلدية ترمسعيا..معاً لفلسطين حرة".

و"سواعد الأرض"، خصصته هيئة أبو عين، لزراعة الأراضي المحاذية لمستوطنتي شيلو، وعادي عاد، القريبتين من بلدة ترمسعيا، بأشجار مختلفة (كالزيتون وغيره)، لإثبات هويتها الفلسطينية، بمشاركة مؤسسات دولية ومتضامنيين دوليين.

وشغل أبو عين، منصب رئيس هيئة "مقاومة الاستيطان وجدار الفصل" منذ العاشر من فبراير الماضي، بتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي اعتبر "الاعتداء عليه اليوم، عمل بربري لا يمكن السكوت عليه أو القبول به"، معلناً الحداد 3 أيام على وفاته.

ومنذ توليه للمنصب، شارك أبو عين في مئات النشاطات المناهضة للاستيطان والجدار، في مختلف أرجاء الضفة الغربية، ودعا في تصريح سابق لوكالة الأناضول إلى "إشعال الضفة ناراً تحت الاحتلال من خلال مسيرات ومواجهات يومية شعبية".

وقال في يوم كان يحياه "علينا أن نُبقي الاحتلال في دوامة المواجهة، حتى نجبره على الانسحاب من بلادنا".

أبو عين، الذي ولد عام 1959 ولديه أربعة أبناء، فارق الحياة، ولم يعد بصفته، يقاوم الاستيطان والجدار الذي يستشري "سرطاناً" في شرايين الأراضي الفلسطيني.

ومن أهم المناصب التي شغلها أبو عين عضوية اتحاد الصناعيين الفلسطينيين عام 1991، ومدير عام هيئة الرقابة العامة في الضفة الغربيه عام 1994 ، ومدير هيئة الرقابة الداخلية في حركة فتح في الضفة الغربيه 1993، رئيس رابطة مقاتلي الثورة القدامى 1996، عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح 1995، عضو هيئة التعبئة والتنظيم 2003- 2007، وكيل وزارة الأسرى والمحررين 2006 حتى تعيينه رئيسا لهيئة الجدار ومقاومة الاستيطان عام 2014، وهو عضو منتخب في المجلس الثوري لحركة فتح.

وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية سطورا عن أبرز محطات أبو عين "النضالية" قالت فيه إنه اعتقل في السجون الأمريكية والإسرائيلية لمدة ثلاثة عشر عاماً، وأول معتقل عربي فلسطيني يتم تسليمه من قبل الولايات المتحدة لإسرائيل عام 1981، صدرت لصالحه، سبعة قرارات من هيئة الأمم المتحدة تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عنه، وأول أسير يحكم عليه بالسجن المؤبد بدون أي اعتراف منه بالتهم المنسوبة إليه من قبل إسرائيل عام 1982.

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -