1-

في أكتوبر 2010 وبينما كانت الثورة تتأهب للانفجار بعد التزوير الفج لانتخابات مجلس الشعب، كان اللواء ممدوح شاهين، يقف تحت القبة لإقناع أعضاء لجنة الدفاع والأمن القومي بالقرار الذي اتخذه الرئيس المخلوع حسني مبارك بتعديل بعض أحكام قانون شروط الخدمة والترقية لضباط القوات المسلحة.

وفي فبراير 2011 أكد اللواء ممدوح شاهين في حوار مع الإعلامية منى الشاذلي أنه لا قيود على تحويل مبارك وأسرته إلى المحاكمة، وأن كل من تسبب في أي اعتداء على المصريين في ممتلكاتهم أو أرواحهم لن يفلت من المحاكمة.

وفي يوليو 2012 قال اللواء ممدوح شاهين، في تصريح لجريدة الوطن، إن حق التقدم للالتحاق بالكليات العسكرية مكفول لجميع المصريين بمن فيهم الإخوان، وأنه فى حالة انطباق الشروط على الطالب سيقبل حتى لو كان «إخوانيا» طبقا لمبادئ المساواة والكفاءة والمواطنة التي هي الأساس فى شروط القبول.

وفي سبتمبر 2013 بعد سقوط مرسي زار اللواء ممدوح شاهين، المستشار هشام بركات، النائب العام، في مكتبه بدار القضاء العالى، وبقي بداخله لساعتين في حضور المستشار عادل السعيد، النائب العام المساعد، ثم غادر المبنى دون الحديث مع مندوبى الصحف ووسائل الإعلام، ودون الإعلان عن أسباب الزيارة ولا نتائجها حتى الآن.

وفي يناير 2014 دافع اللواء ممدوح شاهين عن قرار الرئيس المؤقت عدلي منصور بترقية عبد الفتاح السيسى لرتبة المشير، مؤكدا أن المجهودات التى بذلها السيسى تستحق التكريم ومنحه رتبة المشير.

عناوين كثيرة ومتعارضة لشخص واحد، رجل دافع عن قرارات مبارك ثم رحب بمحاكمته، رجل وقف تحت القبة في عصر مبارك والإخوان وعدلي منصور، واستمر في موقعه بالمجلس العسكري بعد إحالة الكثير من زملائه للتقاعد وتحول بعضهم إلى محافظين وبعضهم الآخر إلى رؤساء هيئات وأحدهم إلى رئيس جمهورية.

لم يؤثر فيه الحديث عن انتمائه لنظام مبارك، ولا مسؤوليته عن استفتاء مارس والمواد الحاكمة للدستور، ولا الشائعات عن كونه خلية نائمة للإخوان، ولا التغييرات المتتالية في جلد المجلس العسكري، كيف تجاوز كل المطبات وتعامل مع كل التغيرات وتعايش مع تغير الأزمة؟ والأهم: ما مصدر قوته؟

2-

بعد يوم واحد من إصدار المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق مرسوما بقانون يقضى بمكافحة التمييز في أكتوبر 2011، اجتمع مجلس كلية الطب خصيصا لتعيين نجل اللواء ممدوح شاهين معيدًا بالكلية متخطيا دفعة كاملة، وعندما نشر صحفي بجريدة صوت الأمة القصة بالمستندات، أبلغت الكلية القضاء العسكري الذي استدعى الصحفي للتحقيق معه فيما نشره، لكن الدكتور عبد الحليم قنديل، رئيس تحرير الجريدة، رفض مثول الصحفي أمام القضاء العسكري، قائلا كلمته الشهيرة «ممدوح شاهين يتعامل كما لو كان ملك مصر والسودان».

وبينما كان الإخوان في السلطة تم تداول صور عقد قران الدكتور محمد، نجل ممدوح شاهين، على إيثار الكتاتنى، بمقر فندق الماسة التابع للقوات المسلحة، بحضور الدكتور سعد الكتاتني والشيخ محمد حسان والداعية عمرو خالد، وهو ما اعتبره البعض وقتها دليلا على التقارب بين شاهين والجماعة.

هذا التوجه عبر عنه الدكتور حازم عبد العظيم في حوار تليفزيوني مع الإعلامي محمد الغيطي في يوليو 2013، عندما ربط بين اللواء ممدوح شاهين والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح باعتبارهما خليتين إخوانيتين، وعندها تدخل الغيطي قائلا «أيييوة. ده أنا جايلي رسايل كتير جدا. واحدة منهم بتقول: التطهير يجب أن يكون من الآن وذلك بالعمل علي إبعاد اللواء ممدوح شاهين من المشهد في الفترة الحالية حتى تسير الأمور علي خير».

حد فاهم حاجة؟

هل اللواء شاهين إخواني؟ إذن كيف احتفظ بوضعه المميز طوال هذه الفترة؟ وهل هذه مجرد شائعات؟ إذن لماذا لا يتدخل «مَن يتدخلون طوال الوقت» ويمنعون الإعلاميين التابعين للنظام من ذكرها في فضائياتهم الممنوعة «معنويًا» للدولة؟ هل هذه الشائعات مطلوبة؟ لماذا؟ ولماذا يظهر ممدوح شاهين تحديدًا في كل التسريبات المنسوبة لمكتب السيسي؟

3-

الأكيد أن ممدوح شاهين يمتلك ميزة يفتقدها غالبية زملائه، وهي امتلاكه صفات تؤهله من التواصل مع المدنيين، بدءا من نواب مجلس الشعب وأعضاء الجمعيات التأسيسية، وصولا إلى كونه الوجه المفضل لوسائل الإعلام بين أعضاء المجلس العسكري، حتى عندما لم يقع الجيش عليه ليكون ممثلا له في لجنة الخمسين لوضع الدستور الأخير، ظل هو حلقة الوصل الذي يتدخل لتوصيل وجهة نظر الجيش لأعضاء اللجنة رغم وجود لواءين آخرين يمثلان القوات المسلحة في لجنة وضع الدستور.

لكن استمرار الرجل في دوائر صنع القرار رغم كل الشائعات التي تلاحقه، يعني أحد أمرين، إما أن صناع القرار يثقون فيه لدرجة أكبر تمنعهم من تصديقها، أو أن الشائعات تروجها أصلا مكاتب صناع القرار لأغراض لا يعرفها إلا صناع القرار، ولو كان الاحتمال الأول هو الصحيح لكانت الشائعات توقفت بمكالمة واحدة بعدما ينادي محسن على هاني!

أبانا الذي في أي حتة.. قول لنا أي حاجة!

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -