كان ظهوره مفاجئًا واختفاؤه مثيرًا للاهتمام.. وما بينهما تكاثرت الاتهامات، والمواقف الأكثر غموضًا، آثر الابتعاد عن الأضواء منذ اللحظات الأولى لانضمامه للحملة الوطنية للتغيير، حتى تنحي مبارك فابتعد عن العمل السياسي تمامًا.

استطاع وائل غنيم من خلال تدشين صفحة "كلنا خالد سعيد" التي لم يكن أحد يعرف من هو مديرها أن يجمع القوى الثورية ويرتب مواعيد التظاهرات والهتافات الموحدة، في دور لم تستطع الأجهزة الأمنية آنذاك أن تحدد من يلعبه، ومع تزايد أعداد المؤيدين للتظاهرات يقطع عمله في الإمارات لينضم إلى صفوف المتظاهرين في 25 يناير، ويبدأ فصلٌ جديدٌ من الصراع مع الأجهزة الأمنية وانكشاف شخصية أدمن الصفحة بعد القبض عليه قبل جمعة الغضب 28 يناير.

وظل غنيم معصوب العينين، لمدة 12 يوم طوال فترة احتجازه - بحسب شهادته - ليطلق سراحه في اليوم التالي للقاء القوى الثورية مع اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق، ويظهر في نفس اليوم في لقاء شهير مع الإعلامية منى الشاذلي، أثار مشاعر العديد من المصريين بعد بكائه في البرنامج بمجرد مشاهدة صور الشهداء الذين سقطوا أثناء اعتقاله وتوجهه بعدها إلى التحرير وهو ما ساهم في إشعال الميدان.

إلى الوراء قليلاً

وائل غنيم، المولود بالقاهرة في 23 ديسمبر 1980، خريج هندسة الحاسبات بجامعة القاهرة 2004، وشغل منصب المدير الإقليمي لشركة جوجل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولم يكن له أي نشاط سياسي ملحوظ حتى أوائل عام 2011 ليبدأ بمجموعة من التصورات المنهجية المبتكرة للوصول للناس وإقناعهم بضرورة التغيير وكسر حاجز الخوف.



انسحاب من المشهد

وآثر غنيم، الانسحاب من المشهد السياسي تمامًا عقب ثورة 25 يناير وتنحي مبارك، والاتجاه للعمل التنموي في مجال التعليم، فأسس أكاديمية التحرير، مستهدفًا نشر المعرفة عبر الإنترنت لتبدأ مرحلة جديدة من تشويهه .



وبدأ أعداء غنيم في إطلاق سلسلة اتهامات له من خلال مجموعة من التساؤلات طرحوها كان أبرزها: لماذا تزوج غنيم من أمريكية؟ وما دورها في تحركاته إبان الثورة؟ وما حقيقة ظهوره المفاجئ واختفاؤه المفاجئ وعلاقاته بالمخابرات الأمريكية؟ وغيرها الكثير .



اتهامات متعددة

وتحولت التساؤلات لاتهامات صريحة له بالعمالة والخيانة والتخابر والانتماء للفكر الماسوني، وتحول أيقونة الثورة، بحسب مؤيديه آنذاك، إلى رجل المخابرات الأمريكية ومنفذ مخططها في مصر، والتي كان آخرها تسريبات أذاعها الإعلامي، عبد الرحيم علي، ببرنامج الصندوق الأسود، لمكالمات هاتفية بينه وبين بعض النشطاء بشأن الأوضاع في مصر بعد 25 يناير.

وتوالت مواقف غنيم على استحياء من حين لآخر، فحاول أن يشارك في اعتصام الاتحادية الذي دعا إليه معارضو الرئيس المعزول محمد مرسي في ديسمبر 2012، إلا أن المتظاهرين قابلوه بالرفض واصفين إياه بعميل الإخوان والمضحي بالثورة، ثم أعلن رأيه الواضح فى 30 يونيو بتأييده الكامل لعزل الرئيس السابق محمد مرسى، كما نشر كتابًا عن تجربته فى الثورة باللغة العربية والإنجليزية وخصص عائداته للعمل التنموى فى مصر.

اتجاهات جديدة

وفي خطوة جديدة في حياته، أعلن غنيم استقالته من شركة "جوجل"، مؤكداً أن عمله بهذه الشركة أضاف له الكثير في حياته العملية والشخصية، مقدمًا الشكر لكل العاملين بالشركة، مشيرًا إلى أنه حان الوقت لخوض تحد جديد، معلنًا انضمامه مع اثنين لتأسيس شركة جديدة.

قوى ثورية

من جانبه رأى، حمدي قشطة، عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية، أن كل القوى والرموز الثورية تعرضت لحملة ممنهجة من التشويه المتعمد إبان ثورة 25 يناير، ولم تتوقف الاتهامات عند حد معين من التخابر أو العمالة، بل امتد للحياة الشخصية لبعض الأشخاص وتوجيه الاتهامات من خلالها، كاستغلال زواج وائل غنيم من أمريكية للتأكيد على حملة التشوية وتأكيد صلته وعلاقاته بالمخابرات الأمريكية.

وأشار بحسب"مصر العربية" إلى أن غنيم كان يعلم بأن هذا هو ما سيصيبه ولذلك فضل الابتعاد.

وفي سياق متصل أوضح، محمود عزت، عضو المكتب السياسي لحركة الاشتراكيين الثوريين، أن النظام كان يرى في وجود غنيم وأمثاله ما يهدد بقائه، فانطلقت الاتهامات التي كانت التسريبات الأخيرة أبرزها، مؤكدًا أنه من المتوقع أن تنطلق مثل هذه الحملة مع إعلانه لإنشاء شركة جديدة، خوفًا من أن يعود غنيم للعمل السياسي مرة أخري وبقوة أكبر مما سبق من خلال شركته الجديدة.

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -