ـ "الاستقرار الذي تُقلقله جريمة وَهمٌ لا استقرار. الاستقرار حضارة. الاستقرار سيادة قانون. الاستقرار احترام لحقوق الإنسان. الاستقرار عمل وإنتاج وطهارة وأمل لا يغيب، وهو لا يهتز لجريمة ولا لسلسلة من الجرائم، وقد اجتاح غباره بلاداً تعد من أرقى بلاد الدنيا، وبأساليب غاية في الوحشية والعنف، فلا نال ذلك من استقرارها ولا أساء إلى سمعتها ولا صد السياح عنها".
من مقال لنجيب محفوظ بعنوان "الإرهاب والاستقرار"، نشر بتاريخ 18 يونيو/حزيران 1987 .

ـ "يجب أن نسرع بتطهير البلاد من الفساد، حتى نعيد إلى حياتنا توازُنَها، وإلى الأنفس الثقة والأمل، ونُسقط حُجة من يدينون المجتمع لترديه وتسيُّبه واستهتاره، حتى يصير مجتمعاً صحيحاً، قويماً، يستحق الدفاع والتضحية. ويجب أن نندفع في طريق الإصلاح، بكل عزم وحزم، فالوقت ينادينا بالعمل والجدية والبذل، وجميع ما يجري في العالم من حولنا يصرخ في وجوهنا أن أفيقوا وهُبُّوا، قبل أن يجرفكم الطوفان، وما الإرهاب إلا ثمرةٌ مُرَّةٌ للمعاناة والفساد وسوء الأحوال. ويجب أن نستكمل مسيرتنا الديمقراطية، وأن نحترم القانون وحقوق الإنسان، ونهيئ مناخاً صالحاً للحياة الصالحة، أقول ذلك، وأنا على علم بأن البلاد الديمقراطية لا تخلو من فسادٍ أو إرهاب أو تطرُّف، ولكن الأمل في تَخَطِّي العقبات مع الحرية والإيجابية الشعبية أكبر منه في وَهْدَة الشمولية والقهر والظلم. عندما نتوجه، بصدق، نحو تحقيق ذلك، نهيئ لمعركتنا مع الإرهاب قوة ومعنى وركيزة، ونُكرِّس لرجال الأمن قضية عادلة تستحق التضحية والبذل، فينطلقون في مهمتهم السامية أبطالًا لا موظفين مكلَّفين بالدفاع عن منحرفين من نوعٍ ما، ضد منحرفين من نوع آخر".
من مقال لنجيب محفوظ بعنوان "الإرهاب وتطهير البلاد من الفساد" نُشر بتاريخ 11 يناير/كانون ثاني 1990،

ـ "سمعتُ وقرأت كثيراً عن ضعف الانتماء لدى أجيالٍ من الشباب، وبرغم ذلك، فقد انزعجت جدّاً حين تحداني شاب، قائلاً: أنا لا أجد معنى في دعوتك إلى الانتماء الوطني … لماذا أنتمي إلى الوطن؟ أي خير يعِدني به الوطن، كي أنتمي إليه؟ فليس من شَهِدَ كمن سَمِعَ... إذا شعر الشباب بأن الوطن لا يوزع الحب والرعاية لجميع أبنائه بالمساواة والعدل، ربما لا يساوي بينهم في المال، ولا في مزايا طبيعية كثيرة، ولكنه يساوي بينهم أمام القانون ويطبق عليهم معاملة واحدة ويهيئ لهم فرصاً واحدة، إذا شعر الشباب بهذه العدالة فقد يصبر على سوء حظه إلى حين، وقد ينتظر فرصته بدون كفر أو حقد، وأما إذا اختل ميزان العدل الذي هو أساس المُلك، فسوف يصادفك من يقول لك: أي خير يعِدني به الوطن حتى أنتمي إليه؟. ونحن في كل خطوة نفتقد هذا العدل: نفتقده في الطريق، في المصالح الحكومية، في المستشفيات، في الاختيار للوظائف، في شَغْل الوظائف الأعلى، في كل شيء توجد التفرِقة، حتى قتلنا قيمة الانتماء، كما قتلنا قيمة العمل، وبغير هاتين القيمتين لا يكون مجتمع، ولكن تَجَمُّع من الانتهازيين والفهلويين واليائسين".
من مقال لنجيب محفوظ بعنوان "قيمة الانتماء"، نُشر بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 1994.

ـ "ماذا جرى لمصر؟ لم نكن قط بهذا القدر من السوء. حقًّا لم نكن قوماً مثاليين، ولكننا لم نكن كذلك عُصْبَةً من الأوغاد. كيف نواجه عصراً يُطالب أهله بالكمال في العلم والعمل والقيم؟ ما هذه بفطرتنا الأصيلة، ولكن تعاقب الحروب، والأزمة الاقتصادية، والتردد بين التجارب الشرقية والغربية، وتضافر المِحَن على صفوة الأمة الذين ندعوهم بذوي الدخل المحدود، حَمَّلَهم ما لا يطِيقون، وانتزعهم من مبادئهم وانتمائهم. إنهم وغيرهم ضحايا الحكم الشمولي الذي يُعنَى بالمجتمع ويهمل الفرد، الحكم الشمولي الذي لا يذكر الفرد إلا وهو يطالبه بالتضحية، بدون أن يقدم له قُدوةً هادية، على حين يتمتع هو بجميع طيبات الحياة بصورة مستفزة لا ضمير لها".
من مقال لنجيب محفوظ بعنوان "للكابوس نهاية"، نشر بتاريخ 25 يوليو/تموز 1991.

ـ "لا توجد مشكلة خاصة بالشباب، ولكن المشكلة الحقيقية هي مشكلة الكبار الحائزين للرشد والنضج، والممارسين لأسباب التوجيه والقيادة في المجتمع، المشكلة هي مشكلة الكبار، وما يصنعون بمجتمعهم، وما يضيفون إلى الحياة من جمال أو قبح، وما يعتنقون من مبادئ يعاملون بها الآخرين، هم الذين يصنعون الدراما الإنسانية، فيجعلون منها ملحمة بطولية، أو كوميديا سوداء، أو تراجيديا دامية. اللهم اهد كبارنا، ليهتدي صغارنا".
من مقال بعنوان "هل للشباب مشكلة" نشر بتاريخ 26 نوفمبر/تشرين ثاني 1981

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -