لقى ثالث مواطن أمريكي أسود مصرعه، أمس الخميس، بعد أن أطلق شرطي أبيض الرصاص عليه؛ لاشتباهه خطأً بحمله للسلاح، أثناء ملاحقته للاشتباه في تجارته للمخدرات، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه العديد من المدن الأمريكية؛ احتجاجات منذ فترة؛ للتنديد بقيام هيئتين محلفتين في البلاد؛ بتبرئة شرطيين متهمين بقتل شابين أسودين آخرين.
وأعلنت شرطة مدينة فينيكس في ولاية أريزونا، في بيان لها؛ عن وفاة رجل يدعى رومين بريزبون (34 عاما)؛ اشتبه بحيازته على سلاح؛ أثناء محاولة اعتقاله من قبل شرطي اشتبه بأنه يتاجر بالمخدرات، ولفت البيان إلى أن الشرطة قتلت بريزبون؛ أثناء إحضاره الطعام لطفليه البالغين من العمر 2 و9 أعوام.
وفي تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام المحلية؛ قال "ترنت كرومب" - الناطق باسم شرطة المنطقة المذكورة - : " أن الحادث وقع عندما قامت قوات الشرطة بتوقيف بريزبون لاستماعه الموسيقى في سيارته الرياضية الكبيرة بصوت عالٍ ".
وأفادت العديد من وسائل الإعلام أن شرطيا - لم يتم الافصاح عن اسمه - طلب من بريزون رفع يديه لأعلى، لكن الشرطي سرعان ما أطلق النيران عليه لا سيما وأن الأخير كان يحاول وضع يده في جيبه، فظن الشرطي أن لديه سلاح، ليطلق عليه طلقتين أردتاه قتيلا، وذكرت الشرطة عقب ذلك أنها عثرت على مخدرات في سيارته، وأن القتيل دخل في مشادة مع الشرطي.
واستمرت أمس الخميس، في عدة أماكن في الولايات المتحدة - على رأسهانيويورك وواشنطن - المظاهرات المحتجة على قرار هيئة للمحلفين؛ عدم توجيه اتهام للشرطي الأبيض، دانيال بانتاليو، الذي تسبب بمقتل المواطن الأسود الأعزل، إريك غارنر، اختناقا خلال اعتقاله للاشتباه في بيعه سجائر بطريقة غير شرعية، في نيويورك الصيف الماضي.
وتظاهر آلاف الأشخاص في عدة أماكن في نيويورك حتى وقت متأخر من ليلة أمس، واعتقلت الشرطة عددا كبيرا من المتظاهرين في ميدان التايمز؛ بعدما تسببوا بعرقلة حركة المرور، ولم يستجيبوا لنداءات الشرطة بفتح الطريق لمرور السيارات. كما اعتقل رجال الشرطة عددا من المتظاهرين في حي تشاينا تاون، بعدما تمددوا على الطريق مرددين الأغاني، ورفضوا الاستجابة لنداءات الشرطة بالانصراف، واعتقلت الشرطة كذلك عددا من المتظاهرين في ميدان هيرالد، بعدما أغلقوا الطريق أمام حركة السيارات.
وتعود حادثة مقتل غارنر إلى 17 يوليو/ تموز الماضي؛ حين أقدم رجال شرطة في نيويورك على اعتقال غارنر، للاشتباه في بيعه السجائر بشكل غير مشروع. وأظهر مقطع فيديو التقط للحادث، رجال الشرطة وهم يطرحون غارنر أرضا، ويقوم أحدهم بالضغط على رقبة غارنر بذراعه، ويُسمع في مقطع الفيديو، صوت غارنر المصاب بالربو، وهو يقول إنه لا يستطيع التنفس، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. ووجه الشرطي دانيال بانتاليو، الذي تسبب في مقتل غارنر اعتذارا لعائلة القتيل، إلا أن العائلة لم تقبل الاعتذار.
ويأتي قرار هيئة المحلفين بعدم توجيه الاتهام لبانتاليو، بعد قرار أصدرته هيئة محلفين أخرى في سانت لويس بولاية ميزوري في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي؛ بعدم توجيه الاتهام للشرطي الأبيض دارين ويلسون؛ قاتل الشاب الأسود، مايكل براون، 18 عاما، ما تسبب بموجة احتجاجات في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة.
الأناضول
0 التعليقات:
Post a Comment