105 شهداء على أقل تقدير سقطوا في آخر خمس عمليات ضد القوّات المسلحة المصرية، أعلنت مسؤوليتها عنها جماعة أنصار بيت المقدس، آخرها كان استهداف الكتيبة 101 مما خلّف قتلى يتراوحون بين 29 إلى 40 جنديًا. وفقًا لتقديرات وسائل الإعلام.
الحادث مثّل تطورًا نوعيًا من حيث عدد الأهداف، ونوعية الأسلحة والتنفيذ، وهو التطور الذي بدأته جماعة أنصار بيت المقدس ضد قوات الجيش في عملية كرم القواديس، التي نفّذتها الجماعة في أكتوبر 2014،وأسقط 24 قتيلا من العسكريين.
المشهد في سيناء، أمنيًا لا يقتصر فقط على قصف قوات الجيش ونصب المتفجرات لهم ولكن يتخلله لقطات مثل ظهور فيديوهات لأنصار بيت المقدس يقيمون كمائن على الطرق، وقنص ضباط شرطة، ما يثير تساؤلات حول إذا ما كانت تسير الدولة المصرية على الطريق الصحيح لمواجهة الإرهاب.
الوضع الذي يمكن وصفه بالحرج، الذي تمر به الدولة المصرية، خاصة مع اقتراب موعد انعقاد الانتخابات البرلمانية في مارس لقادم، وقرب موعد مؤتمر مصر المستقبل، المؤتمر الذي تحضر له الحكومة المصرية وتعقد عليه آمالاً كبيرة في جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر لإنعاش الاقتصاد، يجعل من المحتّم إيجاد حل للوضع الأمني، خاصة في سيناء لضمان الاستقرار في ربوع البلاد، فما هو حل الوضع الأمني في سيناء؟ وما الذي يحتاجه الجيش لتعجيل دحر الإرهابين هناك؟
يؤكد اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، أنّ القوات المسلحة تقوم بدور قوي في مواجهة الجماعات المتطرفة في سيناء، إلا أنّ الخطط الأمنية التي تنتهجها القوات الأمنية لمواجهة تلك الجماعة تحتاج تعديلات من وجهة نظره.
وسائل اتصالات حديثة
ويتابع مسلم في تصريح لـ"مصر العربية": "نحتاج إلى زيادة الدعم الفنّي للأجهزة المسؤولة عن جمع المعلومات حول العناصر الإرهابية في سيناء، فهناك وسائل حديثة لتتبع الاتصالات والكشف المسبق عن الحوادث لا تمتلكه قوات الأمن المصرية والقوات المسلحة يجب توفيره "، مضيفًا "يجب زيادة الانضباط داخل صفوف القوات الأمنية نفسها، وهذا لن يأتي إلا بإصلاحات من قبل المؤسسات الأمنية نفسها".
سرعة تنفيذ الأحكام
ويشير إلى أن الإسراع في تنفيذ الأحكام ضد العناصر التي ثبت تورطها في أعمال إرهابية هو جزء مهم من الحل لما يحدث في سيناء، لكنّه نفى أن الدولة المصرية تستطيع القضاء نهائيًا على الإرهاب : "لا يمكن لدولة أن تفعل ذلك، لكن يمكننا أن نقلل تلك العمليّات في أقصى الحدود الممكنة، خاصة مع وجود دعم كبير من الخارج لهذه العناصر، بالإضافة إلى الأسلحة التي كانت تتدفق منذ 2011 لهذه الجماعات والتي تستخدمها الآن في استهداف الجنود".
اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجي، يرى أنّ الهجوم الأخير مؤشرًا واضحًا أن سيناء مازالت تحتاج وقتًا أطول ليكون للتعامل الأمني هناك نتيجة ملموسة.
ويكشف سيف اليزل أنّ الخطط الأمنية عدلت بالفعل وفقًا لما يحدث على الأرض، قائلا: "مع كل عملية ضد القوات المسلحة، هناك عدّة دروس مستفادة تعيها جيدًا القيادات الأمنية وتقوم بتعديل خطط تحركها وسياساتها الأمنية بناء عليها"، مستكملا "الأمن الاستباقي في مصر ساهم في إحباط العديد من المخططات الإرهابية في سيناء، لكن ليس هناك أمن استباقي ناجح بنسبة 100%، حتى في الدولة الكبرى المعروفة بأجهزة مخابراتها القوية، والحادث الإرهابي الأخير في فرنسا خير دليل".
ويؤيّد اللواء زكريا حسين، رئيس أكاديمية ناصر العسكرية السابق رأي اللواء سيف اليزل في فاعلية الأمن الاستباقي المصري، رافضًا ما يثار حول وجود ثغرات أمنية في سيطرة الجيش المصري على الموقف في سيناء.
وأردف: "العملية الأخيرة الهدف منها توجيه رسالة للقوات المسلحة مفادها أنّ وجود هذه الجماعات ليس في طريقه إلى الانتهاء".
على المستوى السياسي شهدت ردود الأفعال على عملية العريش الأخيرة مطالبات مختلفة من الأحزاب بتحرك أمني أوسع في سيناء، ومنها من طالب بتحرك شعبي.
فقد دعا عصام أمين، مؤسس جبهة مصر للجميع الشعب المصري بالوقوف خلف القوات المسلحة والشرطة بكل قوة والتبرع بالدماء للمصابين في الحادث الأليم حتى تنتهي معركة الإرهاب بمصر قوية وفتية برجالها وشبابها ونسائها.
دعم دولي
وقال محمد جمال العمدة، نائب رئيس حزب الثورة المصرية: إنه يجب أن يدرك العالم بأكمله سواء المحور الإقليمي والدولي ما تعنيه مصر من خوض الحرب على الإرهاب نيابة عن الدولة العربية والدلة المستهدفة، مضيفا بأنه يجب على الدول العربية الوقوف جنبا إلي جنب بمصر للقضاء على الإرهاب.
فيما طالب حاتم سليم، المنسق الإعلامي لتحالف شباب الثورة بضرورة محاكمة كل رؤوس القوى الإرهابية، وقال سليم: "مادامت قيادات التنظيم حيه، تظل الأعمال الإرهابية بالمنطقة، وعلينا النظر لفرنسا بعد محاكمة الإرهابيين باتوا عبرة لمن يعتبر".
تشريعات
ودعا طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، والمتحدث الرسمي للائتلاف "نداء مصر"، لإصدار حزمة قوانين وتشريعات رادعة اتجاه الإرهاب والسرعة في إصدار أحكام اتجاه القضايا المنظورة أمام القضاء لتكون عبرة لمن تسول له نفسه إرهاب مصر والمصريين.
تعبئة عامة
أما عن حزب المحافظين، فقط طالب الحزب في بيانه بتشكيل حكومة حرب وإعلان حالة التعبئة العامة في صفوف القوات المسلحة مؤكدا ان ما تتعرض له سيناء هو حالة حرب منظمة تنفذها الجماعات المتطرفة الموالية لها برعاية دول الشر في الخارج التي تريد أن تخضع وتذل الشعب المصري.
0 التعليقات:
Post a Comment