قال المحلل الاقتصادي الفرنسي، رولاند لومباردي، إن إطاحة القوات المسلحة المصرية بالرئيس الأسبق محمد مرسي، لم يكن سوى استجابة لحركة شعبية كبيرة رافضة لحكم جماعة الإخوان التي اختطفت ثورة يناير.
وأضاف "رولاند" في مقالته التي نشر في صحيفة " أتلانتيكو" الفرنسية- صباح أمس، قبل وقع حادث صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة- أن فرنسا في الخط الأول للجبهة المناهضة للإرهاب والتطرف الموجود في كل من العراق والساحل الإفريقي وعلى أراضيها أيضًا ولهذه الأسباب لم تخطئ فرنسا من خلال التعاون مع الرئيس المصري.
وتابع: أن الإعلام في الغرب أخطأ عندما نظر إلى مصر بالمعاير الغربية، موضحًا أن الأمر بالنسبة لمصر والناحية الأخرى من دول البحر المتوسط يختلف تمامًا عن مثيله في الغرب.
وأوضح المحلل الفرنسي، أنه في حالة عدم قيام الجيش بالتدخل بالقوة والعزيمة وحسن التصرف لأصبحت مصر ديكتاتورية دينية، أو تحولت لأسوأ الحالات لتصبح رابع دولة عربية تغرق في الفوضى بعد ليبيا وسوريا والعراق.
وأشار "رولاند" في مقاله، إلى أن النظام الحالي في مصر يحافظ على الحريات الرئيسية وحقوق المرأة والحريات الدينية، وعلى الرغم من تزايد الهجمات التي تستهدف القوات المسلحة والشرطة في القاهرة وسيناء، إلا أن الوضع الأمني في مصر أصبح تحت السيطرة بعد ثلاثة أعوام من الفوضى في البلاد.
وأكد الكاتب، أن قطاع عريض من الشعب المصري يعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسًا حقيقيًا خصوصًا عندما يكون السيسي رمزًا لعودة الأمن في الشوارع والمدن الكبرى في البلاد.
وعلى صعيد الوضع الاقتصادي في البلاد، قال "رولاند"، إن الرئيس السيسي الذي يحظى بشعبية كبيرة ينبغي عليه أن يحظى بنفس الشعبية من خلال تحسين الحياة اليومية للمصريين، مضيفًا أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في مصر لا يزال شديد الصعوبة طبقًا لجميع الدراسات الأكثر جدية، ولكن النظام المصري مستمر في جهوده لتحسين وتطوير وإصلاح الوضع الاقتصادي، كما أن إرادته أكيدة وسينعكس ذلك مستقبلا على استقرار مصر ومصالحها الخاصة.
وأضاف أن قيام فرنسا أثناء زيارة السيسي بمساعدة مصر من أجل النجاح والاستقرار والتنمية على الرغم من الانتقادات الموجهة لمصر من قبل المنظمات الغير حكومية يعد بمثابة تبني فرنسا للواقعية في الممارسات السياسية.
واستطرد أن استقرار مصر التي تعد منارة للعالم الإسلامي السني، يعد ركيزة رئيسية لمستقبل البحر المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط وبذلك تظل مصر شريك استراتيجي لا يمكن تجاهله.
وفيما يتعلق بالحرب الأخيرة بين حماس وغزة، أكد الكاتب أن السيسي استطاع من خلالها أن يبرز مؤهلاته كرجل دولة، أما بالنسبة للوضع في ليبيا، قال "رولاند"، إنه في حال رغبة الدول الغربية التدخل من جديد لضرب الميليشيات المتطرفة سينبغي عليهم حتمًا التشاور مع الرئيس السيسي.
الوطن
0 التعليقات:
Post a Comment