ابو بكر البغدادى - ارشيفية

رأت إذاعة (صوت أمريكا) أن خطاب أبو بكر البغدادي مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب "داعش" كان صادما وجريئا للعالم وأغرق الشرق الأوسط في فوضى دموية، لافتة إلى تزايد التمرد الإسلامي المسلح تحت قيادة البغدادي.

إن إعلان البغدادي الخلافة من خلال أحد المساجد في مدينة الموصل في يوليو الماضي، كان تحديا لجميع القادة المسلمين والغربيين وحتى الجماعات الجهادية الأخرى، وعلى الرغم من تحليق الطائرات الأمريكية فوق سماء العراق وقتها، فلم يكترث البغدادي، الذي يلقب نفسه ب "الخليفة إبراهيم" وأعلن تزعمه لمليار مسلم حول العالم.



إن إعلان البغدادي عن قيام دولته المكونة من مساحة كبيرة من الأراضي التي استولى عليها مقاتلوه في العراق وسوريا، زادت حدة التنافس بين البغدادي وقادة القاعدة، ويشير باحثون في معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (ومقره واشنطن) إلى أن التنظيم المتشدد بذلك يعيد ترتيب الحركة الجهادية العالمية فضلا عن أنه بات يتمتع بتأييد متزايد في منطقة الشرق الأوسط ومن دول العالم الإسلامي، على الرغم من الإدانات التي أعقبت ذلك الإعلان من قبل المسلحين الإسلاميين القدامى والعلماء أصحاب الفكر الجهادي.



المفكر الإسلامي يوسف القرضاوي حذر من أن طموحات البغدادي قد تكون لها نتائج شديدة الخطورة على السنة في العراق وسوريا ورفض إعلان الخلافة واصفا إياها ب "الباطلة" وفقا للشريعة .. وفي لبنان يقول الداعية السلفي داعي الإسلام الشهال "نريد خلافة، فهي جوهر أيديولوجيتنا، لكن قيام دولة البغدادي يجب أن يتم على عدة معايير، لم يتحقق أي منها".



وعلى الرغم من ذلك، فقد أعلنت عشرات الجماعات الجهادية خارج سوريا والعراق ولاءها أو بيعتها للبغدادي، والمجموعات القتالية الجديدة غير المعلومة ، قد تكون حيلة لزيادة الزخم الإعلامي لداعش، والإعلان الأهم فعليا هو إعلان جماعة أنصار بيت المقدس (الجماعة الجهادية الأكبر في مصر) ولاءها للتنظيم.



وتزايدت مهارة وبراعة التنظيم الجهادي (الذي ينشط في شبه جزيرة سيناء) في تنفيذ الهجمات وأصبح أكثر دقة في اختيار أهدافه حسبما يقول خبراء، فقد شن التنظيم عشرات الهجمات منذ إطاحة الجيش المصري بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو 2013، وقام بتوسيع مسرح عملياته لتتجاوز نطاق سيناء بل ونوع في طريقة تنفيذها فتارة تتم من خلال التفجيرات وتارة أخرى بالاستهداف المباشر لأفراد الجيش والشرطة مباشرة.



كان تمرد أنصار بيت المقدس مقتصرا على شبه جزيرة سيناء، غير أنه في الفترة الأخيرة طال أهدافا أكبر تأثيرا بل وامتد ليصل لاستهداف الأجانب والمصريين في قلب القاهرة، ففي سبتمبر عام 2013، كان التنظيم على مقربة من اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم.



وانتقالا لمناطق أخرى في الشرق الأوسط، ففي الجزائر، أعلنت جماعة "جنود الخلافة" المنشقة عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ولاءها لداعش منتصف سبتمبر الماضي، وفي ليبيا، أعلنت مجموعة من الجهاديين في مدينة درنة ولاءها لداعش في يونيو الماضي، وابتعادا عن المنطقة، فهناك جماعة أبو سياف الفلبينية، والتي أعلنت ولاءها لداعش منذ عدة أشهر.



وخلال العامين الماضيين، نجح البغدادي في تحويل داعش من جماعة إرهابية إلى جيش منظم، وبما إنه يحاول بناء شرعية لدولته، فهو يسعى لتحقيق هدفين الأول وهو إظهار التناقض بين الخلافة المتأصلة في الإسلام والحكام الخليجيين والثاني هو أن يتزعم التنظيم الحركة الجهادية في العالم، ونجح البغدادي في استثارة جيل جديد من الجهاديين للانضمام للتنظيم وهو الشيء الذي لم تستطع القاعدة تحقيقه.

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -