رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية في تعليقها على خروج نجلي الرئيس المصري الأسبق علاء وجمال مبارك من السجن أمس الاثنين، أن ذلك القرار يأتي كمؤشر جديد على تراجع ثورة يناير المطالبة بالديمقراطية، والتي قامت منذ أربعة أعوام وأطاحت بوالدهما حسني مبارك من سدة الحكم فضلا عن أنها تؤكد عودة رموز النظام القديم للظهور.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن نجلي الديكتاتور المصري المخلوع غادرا محبسها في سجن طرة بعد قضاء أربعة أعوام هناك بانتظار إعادة محاكمتهما بتهمة لعب دور محوري في جرائم فساد ارتكبها النظام القديم، حيث يرى كثير من المصريين أن علاء وجمال رمزين للنظام الرأس المالي المستبد لوالدهما.
وتابعت الصحيفة "الرئيس المصري الأسبق البالغ من العمر 86 عاما، من المتوقع أن يخرج أيضا من السجن في المستقبل القريب بعد أن أسقطت محكمة اتهامات الفساد عنه وعن نجليه، وفي سياق منفصل، تمت تبرئته أيضا من تهم إصدار أوامر بقتل المحتجين إبان الانتفاضة الشعبية ضد نظامه والتي راح ضحيتها المئات".
وأوضحت أن عائلة مبارك تأتي ضمن عدد من مسئولي وقادة النظام السابق الذين تمت تبرئتهم أو الإفراج عنهم من السجون أو عادوا من المنفى على مدار الأشهر الماضية، وعلى الرغم من ذلك فإن إطلاق سراح نجلي مبارك زاد من حدة الاحتقان الشعبي في الشارع المصري لاسيما مع الاحتجاجات العنيفة في البلاد منذ الأحد الماضي.
وأفادت وسائل الإعلام الحكومية وعاملين في القضاء أن علاء وجمال أخلي سبيلهما الجمعة الماضي، بيد أن قاض قال إن إطلاق سراحهما تم تأخيره لمدة يومين لأسباب غير معلومة، وفور خروجهما من السجن توجه الاثنان إلى منزلهما في ضاحية هليوبوليس بالعاصمة القاهرة.
وألمحت الصحيفة إلى قلق الحكومة من احتمالية أن يكون أمر خروج علاء وجمال من السجن بمثابة سكب الزيت على النار وتأجيج الاحتجاجات التي تأتي بمناسبة الذكرى السنوية للانتفاضة التي بدأت يوم 25 يناير، 2011 ويرى محللون أن قرارات الإفراج عن أركان نظام مبارك تعكس تغيرا جذريا في الحالة العامة بدلا من أن تعكس تغيرا حقيقيا في القانون المصري.
وعادت الصحيفة بالأذهان لما بعد ثورة 25 من يناير عام 2011 لاسيما في الأشهر التالية لسقوط نظام مبارك، حيث تمت الملاحقة الجنائية للعديد من مسئولي نظام مبارك ورجال الأعمال على الرغم من عدم كفاية الأدلة المرتبطة بارتكابهم جرائم فعلية وتمت إدانة الكثير منهم دون أساس فقط لاحتواء الغضب الشعبي الذي كان يطالب بالعدالة بعد عقود من الفساد.
وأردفت أن مبارك ونجليه أدينوا وحُكِم عليهم بالسجن لمدة 4 سنوات بتهمة اختلاس أموال الدولة للحفاظ على مساكنهم الشخصية وهي القضية المعروفة إعلاميا ب "القصور الرئاسية"، غير أنه تم إسقاط تلك التهم الشهر الماضي، وفي سياق منفصل تمت تبرئة مبارك نفسه في نوفمبر من العام الماضي من تهم إعطاء أوامر بقتل المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظامه في 2011.
أما جمال، الإبن الأصغر لمبارك كان من أبرز الشخصيات التي يحتقرها المصريون في الفترات التي سبقت قيام الثورة والعديد كان يرون ارتفاع مكانته السياسية في السنوات الأخيرة لنظام والده بأنها دلالة على إعداده ليكون خليفته في سدة السلطة وهو الأمر الذي رفضه الكثير من المصريين، وعلى الرغم من أن الثلاثة ستتم إعادة محاكمتهم بتهم الفساد، يقول محللون قضائيون إنه من المتوقع أن تتم تبرئتهم أيضا خلال تلك المحاكمات.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment