رأت إذاعة "الراديو الدولي العام" (PRI) الأمريكية أنَّ مصر عادت للمربع الأول بعد أربع سنوات من ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، حيث تحطمت الآمال بإقامة نظام سياسي جديد على أيدي النظام القديم الذي استخدم كافة الأدوات المتاحة للعودة للسلطة، في ظل فشل الثوريين في الالتفاف حول قائد واحد.
والآن يستخدم الرئيس عبد الفتاح السيسي الأدوات نفسها لمعالجة المشاكل نفسها التي أدت إلى انتفاضة ميدان التحرير، ولا تزال كل المظالم الأساسية موجودة، ولا يوجد دليل على أن السيسي سيستطيع حلها.
وإلى نص المقال:
في يوم 25 يناير 2011، اجتمعت حشود هائلة من المحتجين في ميدان التحرير بالقاهرة، ليشعلوا شرارة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد 30 عامًا من الحكم الاستبدادي.
قال الكاتب الصحفي ثاناسيس كامبانيس، الذي غطى الاحتجاجات المصرية، وألّف كتابا بعنوان "كان هناك ثورة: قصة مصرية": “تحطمت كافة توقعاتي عن الموجة الأولى للاحتجاجات، ليس فقط فيما يتعلق بالعالم العربي، ولكن أيضًا فيما يخص السياسات والسلوك البشري بشكل عام".
وأضاف: “كانت هناك شجاعة مذهلة وبسالة دفعت مئات الآلاف للوقوف في وجه الدولة البوليسية التي كانت مستعدة لقتلهم من أجل البقاء في السلطة، وما حدث أن المتظاهرين تجرأوا على وضع نظام سياسي جديد".
لكن النظام السياسي الجديد لم يتحقق، فقد عزل الجيش حكومة الإخوان المسلمين بعد عام واحد من تولي أول رئيس منتخب ديمقراطيا محمد مرسي السلطة في عام 2012.
وتابع كامبانيس: “لبعض الوقت، يبدو أن النشطاء كانوا على وشك تحقيق التغيير، ليس نحو تطبيق نظام مثالي، لكنه خروج من الديكتاتورية الخانقة العنيفة إلى الحكم المدني".
والآن اختفى الوعد بإقامة حكومة مدنية في كل شيء ما عدا الاسم، حيث انتخب الجنرال عبد الفتاح السيسي - الذي قاد عزل مرسي – رئيسًا العام الماضي، وعاد بالبلاد سريعا إلى التكتيكات القمعية لأسلافه الأقوياء.
إذا كيف تحطمت الثورة؟
ذكر كامبانيس: “تقع المسؤولية الرئيسية على عاتق النظام القديم الذي كان قويا وعديم الضمير، حيث أنه استخدم كافة الأدوات المتاحة أمامه - بما في ذلك قتل الكثير من المعارضين – في سبيل العودة إلى السلطة"، مشيرا إلى أن الثوريين لديهم مشاكل في التنظيم حول قائد واحد.
وأردف: “بقاء الثورة بلا قيادة أتاح للجيش ولجماعة الإخوان المسلمين الالتفاف عليها، والآن يستخدم السيسي نفس الأدوات لنفس المشاكل التي أدت إلى انتفاضة ميدان التحرير في عام 2011".
واختتم كامبانيس: “كل المظالم الأساسية لا تزال موجودة، ولا يوجد دليل – للأسف – على أن السيسي سيستطيع حلها".
0 التعليقات:
Post a Comment