تجمع المواطنون في منازلهم الساعة السابعة من مساء الخميس 29 يناير، مع بدء سريان حظر التجول، أمام شاشات التلفاز يتابعون مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والزمالك، ومع الدقائق الأولى من بداية الشوط الثاني في تمام السابعة والثُّلث سمع دوي انفجار هائل تبيّن أنه ناتج عن تفجير سيارة مفخخة في منطقة "ضاحية السلام" والتي تعتبر منطقة استراتيجية تضم مقار الأجهزة الأمنية والتنفيذية بمحافظة شمال سيناء، وبعدها بأقل من دقيقتين أعقبه تفجير ثانٍ وسط زخات من طلقات الرصاص والطلقات الكاشفة، أعقبهم صوت انفجار قذائف متوالي استمر قرابة عشرة دقائق تبين أنه صوت قذائف هاون تستهدف مواقع عسكرية.
وكشف مصدر أمنى بشمال سيناء أن الانفجار الأول كان لسيارة نصف نقل تحمل "فنطاس" مياه، تشبه السيارات التي توزع المياه العذبة على العمارات والمحلات والفنادق، والتي اقترب من محيط الكتيبة العسكرية "101" والممنوع الاقتراب منها على مسافة تقدر بـ400 متر على الأقل، وما أن اقترب حتى أسرعت في اتجاه الحواجز الاسمنتية، وحاولت القوة المسئولة عن تأمين المقر التصدي لها، إلا أن الانتحاري الذى كان يقودها استمر في الإسراع باتجاه القوة وفجّر السيارة، ليحدث الانفجار الأول مخلفاً ضحايا.
وكانت هناك سيارة أخرى تشبه الميكروباص تنتظر التفجير الأول ليتسع لها الطريق من الحواجز الاسمنتية والحديدية وتنتهي قوة التأمين، وانطلقت مستهدفة مبنى مديرية الأمن، وتصدى لها الجنود بعد أن فتحوا الحواجز الحديدية التى تقوم بثقب الإطارات، وأمطروها بالرصاص لتنفجر قبل أن تصل إلى مبنى مديرية الأمن.
ويكمل المصدر أنه أعقب التفجيرين إطلاق قذائف الهاون على مبنى الكتيبة ومديرية الأمن وفندق القوات المسلحة الملاصق للكتيبة، لتخرج الحصيلة تدمير شبه كامل للفندق وتهدمات فى أسوار الكتيبة مع تصدع بعض المباني المتواجدة بها، وكذلك حدوث تصدعات فى مبنى مديرية الأمن، كما أدّت الانفجارات إلى إصابة ما يقرب من 12 مدنيًا ممن يقطنون بالقرب من موقع التفجيرات، وتحطيم نوافذ المنازل القريبة وتصدع ما يقرب من 8 منازل، بينهم اثنان في حالة استدعت الإخلاء الفوري بمنطقة الرائد العربي، منهم منزل تهدم جزء كبير منه وهو الذى توفى بداخله أغلب الضحايا المدنيين، بينهم طفل عمره 15 يومًا.
وأضاف المصدر أن هجوم العريش تزامن مع الهجوم على 7 ارتكازات أمنية أخرى، وهم خط غاز جنوب العريش والماسورة فى مدخل مدينة رفح، وأبو طويلة والجورة والبوابة، ومعسكر فوات الأمن بحي الزهور في الشيخ زويد، حيث تم استهدافهم بالأسلحة الخفيفة "رشاشات" والمتوسطة الجرينوف و 4.5 بوصة، وقذائف الهاون والآر بى جي، وردت القوات بإطلاق النار وطاردت المهاجمين حتى وصل الدعم الجوي، من المروحيات المقاتلة "الآباتشى.
وأشار إلى أن الأماكن التي تضررت من التفجيرات هى: المتحف والمركز القومي للمرأة ومكتب صحيفة الأهرام والمستشفى العسكري.
من جانبه، أكد مصدر أمني رفيع المستوى بشمال سيناء، أنّ الأجهزة الأمنية تجرى بحثاً للتعرف على هوية أحد منفذي الهجوم على مقر الكتيبة "101"، مشيرًا إلى أنهم عثروا على وجه أحد منفذي العملية، ما يسهل التعرف على هويته عن طريق تحاليل الحمض النووي "DNA".
من جهة أخرى، بدت شوارع مدينة العريش أمس واليوم السبت، شبه خاوية من مظاهر الحياة، حتى إنه لم يذهب لصلاة الجمعة أمس إلا القليل من المواطنين على غير العادة، واكتفى الباقون بالصلاة في المنزل. حيث تشهد المدينة حالة ترقب وحذر بعد سلسلة التفجيرات التى شهدتها أمس الأول.
كما شهدت المدينة وجودا مكثفًا من قوات الأمن بمشاركة القوات المسلحة، ونصبت العديد من الكمائن الأمنية في شوارع العريش، وحلقت الروحيات المقاتلة فى سماء المدينة فى الساعات الأولى من صباح اليوم، تزامناً مع بداية التحرك البرى للقوات فى مطاردة العناصر الإرهابية التى نفذت عملية أمس الأول، وتبناها تنظيم "ولاية سيناء" أنصار بيت المقدس سابقاً
0 التعليقات:
Post a Comment