فى أقل من عام، تحول زعيم حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثى، من متمرد مطارد، إلى أمير غير متوج على صنعاء، بعدما احتلت قواته شوارع العاصمه اليمنية، وحاصرت معظم المؤسسات المهمة فى البلاد، بما فيها القصر الرئاسى.
وعبدالملك، هو الابن الأصغر للزعيم الروحى للحوثيين، بدر الدين بن أمير الدين الحوثى (1926 ــ 2010)، والذى كان يعد من أبرز المراجع الفقهية فى المذهب الزيدى باليمن، قبل أن يتحول للمذهب الجارودى، بعد إقامته فى إيران خلال الفترة ما بين 1994 و2002.
ولا يعرف عن عبدالملك، المولود بضحيان فى محافظة صعدة عام 1979، أنه نال أى شهادة تعليمية، إلا أن والده أجازه فى تلقيه العلوم الدينية التى درسها على يديه وهو فى الـ18 من عمره، وفقا لتقارير يمنية.
وورث عبدالملك الحوثى، قيادة جماعة الشباب المؤمن (تحولت إلى أنصار الله) بدعم من والده، فى أعقاب مقتل قائدها ومؤسسها، شقيقه الأكبر، حسين، فى سبتمبر 2004 خلال أولى حروب الجماعة، مع الجيش اليمنى أثناء حكم الرئيس السابق على عبدالله صالح.
وعقب مقتل شقيقه، نشبت خلافات حول قيادة الجماعة، خاصة فى ظل بروز القائد الميدانى آنذاك عبدالله الرزامى، غير أن الاختيار وقع على عبدالملك، الأصغر سنا والأقل خبرة، كقائد للجماعة نزولا على رغبة والده.
ودخلت الحركة، فى عهد «عبدالملك»، فى سلسلة من الجولات الحربية المتقطعة مع القوات اليمنية، بين عامى 2004 و2010، قرب مقرهم الرئيسى فى محافظة صعدة (شمال غرب)، كما خاض الحوثيون حربا ضد الجيش السعودى فى 2010، فى اعقاب توغلهم فى أراضى المملكة.
وبدأت حركة الحوثيين الانتشار والتوسع منذ اندلاع الثورة اليمنية عام 2011، حيث سيطروا على محافظة صعدة، وبدأوا بالتوسع نحو محافظة الجوف المجاورة لها، وبعد توقيع القوى السياسية الرئيسية فى اليمن على المبادرة الخليجية، انتهج عبدالملك سياسة المعارضة للحكومة التى لم تثبت نجاحها على الواقع اليمنى، مما ساهم فى زيادة شعبيته، بحسب الجارديان.
وبعد سيطرة قوات الحوثى على عدة محافظات شمالية، اقتحمت الجماعة العاصمة صنعاء فى سبتمبر 2014، وسيطروا على عدد كبير من الوزارات الحكومية، والمنشآت العسكرية المهمة بقوة السلاح، وتمكنوا من الظهور كلاعب قوى فى معترك السياسة اليمنية، بعد أن أقصى معظم خصومه السياسيين من المشهد، وفى مقدمتهم حزب الإصلاح اليمنى (الإخوان المسلمين)
الشروق
0 التعليقات:
Post a Comment