الصورة التليفزيونية المغايرة فى أول ظهور تليفزيونى حر دون مذيع للرئيس السيسى في حديث الرئيس الذى أذيع مساء أول من أمس، أثارت جدلا حول طبيعة الجهة التى قامت بتنفيذ أول برنامج رئاسي سيبث شهريًا ويخاطب فيه الرئيس الشعب خطابًا حرًا يستعرض فيه ما تم إنجازه وما يتطلع إلى تحقيقه.
مصادر لـ التحرير كشفت أن رجل الأعمال محمد الأمين مالك فضائية cbc لعب دورًا بارزًا في دعم فكرة خروج برنامج حديث الرئيس بهذه الصورة، وأنه لجأ في ذلك إلى وكالة إعلانية شهيرة ومتخصّصة في إنتاج الحملات الدعائية منذ أكثر من 15 عامًا، وذلك بترشيح من أحد الإعلاميين الشباب الذين رافقوه في عدد من رحلاته الخارجية الأخيرة، وعلى عكس ما توقعه البعض بأن مخرج البرنامج الرئاسي هو المخرج السينمائى مجدى الهواري، كونه قام بإخراج إطلاق الرئيس السيسي مشروع قناة السويس الجديدة، فإن مَنْ قام بإخراج البرنامج هو مخرج الإعلانات محمد السّعدي.
المفاجأة أن هذه ليست أول مشاركة لمخرج الإعلانات محمد السعدي في تقديم منتج سياسي، إذ سبق له أن نفذ الحملة الانتخابية التليفزيونية للحزب الوطني المنحل في انتخابات البرلمان عام 2005، وكان وقتها هو من صك مصطلح الحزب الوطني في مصلحتك ، كما أنه نفذ الحملة الدعائية التليفزيونية للحزب الوطني نفسه في انتخابات الشورى عام 2007، لكنه في هذا الحين اختار أن يلجأ إلى تقديم صورة ممتلئة بمشاهد أعمال إرهابية داخل مصر وخارجها، فى رسالة مفادها أن هذا هو المصير إذا لم يتم التصويت للحزب الوطني.
السّعدي الذى يشارك اثنين من رجال الأعمال في إحدى شركات الإعلانات، قدّم في السنوات الماضية عددًا من الإعلانات التى أثارت جدلا، من بينها إعلان حملة مستشفى د.مجدى يعقوب في أسوان، التى ظهرت فيها الطفلة صهيبة للتحدث عن أنها مصابة بثقب في القلب وتريد أن تعيش، كما نفّذ عدة إعلانات لشركة حلاوة طحينية وشركة أدوات منزلية كهربائية وأحد البنوك.
وظهر اسم شركة السعدي وشركائه في بلاغ تم تقديمه للنائب العام في أكتوبر عام 2011، من قبل ائتلاف المصرية للاتصالات يطالب بالتحقيق في ما ورد فى تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات بأن المصرية للاتصالات قامت بالتعاقد بالأمر المباشر مع شركة الإعلانات المعنية لتنفيذ حملة إعلانية بقيمة 2.3 مليون جنيه فى 2010 من قبل الحصول على موافقة اللجنة العليا للمشتريات بالشركة بنحو ثلاثة أشهر، وبدا واضحًا للمشاهدين أن منفذ برنامج حديث الرئيس لجأ إلى تقطيع ومونتاج فى الصورة غير رسمى، وغلبت عليه فى كثير من الأحيان الصورة الإعلانية أو الدعائية، وهو أمر أثار كثيرًا من التعليقات والجدل.
وقارن البعض بين أول ظهور تليفزيوني مغاير للرئيس السيسى واستعانته بفريق فني من خارج مؤسسة الرئاسة أو ماسبيرو، بما قام به الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2005 عندما ظهر في برنامج خاص بعنوان كلمة للتاريخ من تقديم عماد الدين أديب وإخراج شريف عرفة، وفيه تم التصوير داخل القصر الرئاسي وغرفة عمليات القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973، وكان هذا أول ظهو تليفزيوني غير رسمى لمبارك، وتزامن مع قيامه بإجراء تعديل فى الدستور لإجراء الانتخابات الرئاسية عبر صيغة تنافسية بين أكثر من مرشح، بعدما كانت تقتصر على الاستفتاء على استمرار الرئيس في منصبه أو خروجه منه
0 التعليقات:
Post a Comment