في غياهب الإرهاب تزهق الكثير من الأرواح البشرية، فيعم السواد أرجاء الوطن، وتعتصر القلوب حزنًا، ويتهدد الأمن والأمان، ولكن ربما يكون للإرهاب أوجه أخرى منها ما هو ما ينفع البلاد، من دعم مالي وعسكري وتقنيات حديثة تساعدها في القضاء على الجماعات الإرهابية، ومنها ما يدعم موقف النظام الحالي دوليًا.
كل ذلك بحسب رؤية عدد من المحللين السياسيين والاستراتيجيين والاقتصاديين، والذين أكدوا أنَّ للإرهاب ثمرة ربما تعود على البلاد بالنفع في حال الدعم الدولي لمصر.
في البداية، قال عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات لـ"مصر العربية"، إنَّ مصر بحاجة لدعم دولي حقيقي، وليس مجرد إدانة للإرهاب، مؤكدًا أنَّ هناك ثمرات ستعود بالنفع على مصر من وراء هذا الدعم الدولي، من حيث إمدادها بمعدات وتقنيات حديثة وتدريبات لمواجهة الإرهاب، وتلقي أموال تساعد على التنمية.
وأشار جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، إلى أنَّ الموجة الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها مصر، قد يصحبها دعم لوجيستي من قبل الدول التي مرت بنفس التجربة للاستفادة منها، لافتًا إلى أن الإرهاب يعوق مسيرة التنمية، ولكن مساندة الدول الأخرى لمصر يتيح أمامنا فرصة للاستثمار العربي والأجنبي.
وأكد يسري الغزباوي، باحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن مصر بحاجة لدعم دولي لمواجهة الإرهاب، من حيث إمدادها بمعدات وتقنيات حديثة، ودعم معلوماتي خاصة من أمريكا لمعرفة البؤر الإرهابية، وكذلك بحاجة لدعم مالي لتدريب قوات من نوع خاص، مضيفًا أن الهجمات التي تشهدها مصر ستقوي وتوحد الجبهة الداخلية خلف القيادة الحالية.
ويرى محمود زاهر، الخبير الاستراتيجي، أن موجة الإرهاب الأخيرة على سيناء، ستغير الموقف المعادي للنظام الحالي من قبل بعض الدول التي لم تكن متفهمة طبيعة الفترة الحالية، وربما يفتح ذلك باب لإمداد مصر بالتسليح والتقنيات الحديثة والدعم اللوجستي لمواجهة الإرهاب.
وشدد زاهر، على أنَّ أكثر ما تحتاج إليه مصر هو الدعم السياسي الدولي، بإصدار قرار من دول العالم باعتبار هذه المنظمات جماعات إرهابية، وتحذر التعامل معها، وتقاطع الدول التي تساند الإرهاب.
واتفق معه اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، مؤكدًا أنَّ مكافحة الإرهاب في مصر، سيقابلها دعم دولي، لأن محاصرة الإرهاب لابد له من تكاتف جميع الدول حتى لا ينتقل من دولة إلى أخرى، مشيرًا إلى أن بعض الدول كانت تدعم مصر عسكريًا من قبل، ومن المتوقع أن يزيد هذا الدعم بعد موجة الإرهاب الأخيرة.
وأكَّد اللواء أحمد رجائي، الخبير العسكري، أنَّ الإرهاب الذي تتعرض له مصر، يحتاج لدعم سياسي دولي، وتحرك دبلوماسي مصري على مستوى العالم لمواجهته.
وقال مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، إنَّ الدول الأوربية قد تضطر لدعم مصر ماليًا وعسكريًا، لمحاربة الإرهاب حتى لا ينتقل إليها، معربًا عن خشيته من أن يكون الدعم مصحوبًا بشروط تزيد من أعباء مصر في المستقبل.
0 التعليقات:
Post a Comment