الضغط الدولي ينتصر أخيرا في قضية صحفي الجزيرة بيتر جريست بعد الإفراج عنه، لكن تظل هناك أسئلة حول مصير المنتج باهر محمد المعتقل من قبل النظام المصري، الذي ظل أصما أمام الانتقادات الغربية .. هكذا علقت الكاتبة الصحفية لويزا لوفلوك في مقال للرأي بصحيفة (تليجراف) البريطانية جاء تحت عنوان (الإفراج عن بيتر جريست.. انتصار نادر للحقوق في ظل نظام قمعي).
وتقول الكاتبة إن الإفراج عن جريست يعد انتصارا نادرا للضغوط الدولية في ظل نظام بقى أصما أمام الانتقادات الغربية، فحبسه مع زميليه محمد فهمي وباهر محمد المنتج عام 2013 عرّض مصر لانتقادات واسعة من شتى أنحاء العالم، وقال دبلوماسيون غربيون إن تلك القضية أثيرت خلال عدة لقاءات مع مسئولي القاهرة، ولم تكن الانتهاكات تحظى بضجة كبيرة، والقليل اﻵن يذكرون قتل أكثر من 1000 محتج خلال يوم واحد في أغسطس عام 2013.
وتتابع: "السيسي أصر على أن تدخله المباشر في تلك القضية أمرا مستحيلا، مستشهدا باستقلال السلطة القضائية، غير أنه في نوفمبر الماضي، خلص إلى إصدار مرسوم بإمكانية ترحيل المعتقلين، الذين يحملون جنسيات أجنبية، إلى بلدانهم".
وتشير الكاتبة إلى أن الإفراج عن جريست يرجع أيضا للتقارب "بطيء الوتيرة" مع قطر، مالكة شبكة الجزيرة والداعمة القوية للإخوان المسلمين، حيث دخل البلدان في خلاف شرس منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، غير أن العلاقات بدأت تتحسن في ديسمبر الماضي كجزء من المصالحة التي تأتي برعاية دول مجلس التعاون الخليجي.
وتوضح أن نهاية مماثلة تلوح في الأفق بالنسبة لمحمد فهمي زميل جريست، الذي يحمل جواز سفر كندي، غير أن ثمة شكوك تحوم حول مستقبل باهر محمد الذي ليست لديه رفاهية جواز سفر أجنبي، وفي حال لم يتم الإفراج عن محمد فستبدو عمليات ترحيل زميليه اﻵخرين مثارا للسخرية.
وتختتم الكاتبة مقالها بالقول إن باهر محمد هو واحد ضمن أكثر من 41 ألف معتقلا في مصر منذ الإطاحة بمرسي عام 2013، فضلا عن سجن أكثر من 12 صحفيا مصريا خلال العام الماضي، ما يمنح مصر الدولة صاحبة السجل الأسوأ في حرية الصحافة على مستوى العالم.
0 التعليقات:
Post a Comment