“ليس لدي رفض مسبق أو قبول مسبق لأحد.. فهناك قانون يطبق على جميع والوزارة مش عزبة عند الوزير، وأعمل فى إطار سياسة عامة للدولة.. بعد 30 يونيو كان هناك إرهاب وضغط واستخدام سياسي للدين فقامت الوزارة بتضيق الخناق على من يستخدم الدين سياسيا.. والآن بعد أن قويت الدولة واستقرت الأوضاع ولم يعد هناك استخدام سياسي للدين أصبح لدينا مرونة تتسع لجميع أبناء الوطن".
هكذا رد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة علي سؤال أحدالإعلاميين فى أحد الحوارات التليفزيونية فى الأسبوع الأخير من عام 2014، حول إمكانية منح الدكتور ياسر برهامي نائب الدعوة السلفية تصريح الخطابة فى الفترة المقبلة، معلنا فتح حوار مجتمعي حول آلية استخراج تصاريح الخطابة وآلية الامتحان، وهو التصريح الذي نظر إليه متابعون باعتباره تمهيدا لعودة بعض المشايخ السلفيين المؤيدين لنظام ما بعد 3 يوليو 2013.
الجمعة الماضية صعد الدكتور ياسر برهامي المنبر وخطب الجمعة بمسجد الخلفاء الراشدين بمنطقة أبو سليمان بالإسكندرية، وهو ما أكده الشيخ محمد عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أمس بإعلانه أن برهامي ويونس مخيون رئيس حزب النور، حصلا علي ترخيص بالخطابة بعد اجتيازهما الاختبارات المقررة (أجرتها الوزارة سرا ولم تعلن عنها) ويحق لهما إلقاء الخطبة في المساجد التابعة للأوقاف.
لم يحصل على تصريح؟
أصابت تلك التصريحات الشيخ أحمد عبدالمؤمن وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية بصدمة ودفعه للتعليق قائلا: "برهامي لم يحصل على تصريح خطابة من الإسكندرية"، معربا عن غضبه من إعتلاء برهامي المنبر دون التوجه لإدارة الأوقاف بالإسكندرية، حتى يتم توزيعه من قبل وكيل الوزارة على المسجد الذي يلقي الخطبة فيه.
وسادت حالة من التوتر بين الدعوة السلفية والأوقاف خلال العام الماضي، صاحبها هجوم برهامي ونادر بكار وكوادر سياسية أخرى بالنور على الأوقاف، متهما الوزارة بأنها مخترقة من الإخوان، ووضع لائحة مخالفة للقانون لتحديد من يحصل على تصريح للخطابة، وهو ما أعتبرته الأوقاف ابتزاز ترفضه ومحاولة للضغط من أجل السماح لهم باستخدام المساجد كمقار انتخابية مجانية.
كما رفض برهامي الخضوع لاختبار الأوقاف الأخير الذى أجرته 13 ديسمبر الماضي بعد أن تقدم بأوراقه 5 مرات ولم يحصل على الترخيص، معلنا اعتزامه رفع دعوى قضائية يختصم فيها الأوقاف باعتباره أزهريا ومن حقه الحصول على التصريح بحكم القانون موضحا أن الأزهر هو الجهة المنوط بها إجراء مثل هذه الاختبارات، ورد عليه الشيخ محمد عبد الرازق قائلا: ”هناك فرصة أخرى للمتغيبين من خلال فتح باب آخر للامتحان ،و لا نتربص بأحد ونرحب ببرهامي فى الاختبارات المقبلة".
الشيخ محمد عز الدين عبد الستار، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، رفض الإجابة على أي تساؤلات حول سر تحول الأوقاف المفاجئ تجاه حزب النور والدعوة السلفية وكيفية حصول برهامي على تصريح الخطابة رغم تغيبه عن الاختبارات التى أجرتها الوزارةوأسباب عدم إعلان الوزارة عن الاختبار السري الذى خضع له برهامي؟.. والأهم رده عما إذا كانت الأوقاف قد أبرمت صفقة مع الدعوة السلفية وحزب النور؟.. لكنه رفض الإدلاء بأى تصريحات صحفية، واكتفى بالتنويه إلى أن المكتب الإعلامي والشيخ محمد عبد الرازق مكلفان بالرد على استفسارات الصحفيين.
"ضد داعش".. لا صفقات؟
ومن جانبه، قال الشيخ محمد عبد الرازق مدير القطاع الديني لـ "مصر العربية": "إن برهامي ومخيون حضر إلى وزارة الأوقاف بعد أن قاما بتقديم الأوراق والشهادات الحاصلين عليها من الأزهر الشريف وتم اختبارهما فى رئاسة القطاع الديني وحصلوا على الترخيص لأنهما مصريان وتنطبق عليهما جميع الشروط، وتم استخراج تصريحات خطابة لهما لكن لم يتم تسليم الكارنيهات حتى الآن".
وأشار عبدالرزاق إلي أن برهامي ومخيون وقعا على ميثاق الشرف الدعوي الخاص الأوقاف، الذى ينص على الالتزام بالخطبة الموحدة وعدم التحدث داخل المساجد عن السياسة.
ونفى إمكانية ابرام صفقة بين الأوقاف والسلفيين لعودتهم إلى المساجد، مضيفا: ”علينا جميعا أن ننصهر فى بوتقة واحدة هى حب الوطن ضد داعش وكل من تخول له نفسه المساس بأمن مصر".
وعن سر تغيير موقف الوزارة تجاه السلفيين وعدم إخطار وكيل أوقاف الإسكندرية بحصول برهامي على تصريح الخطابة، قال عبد الرازق: "ياسر برهامي ومخيون تخلفا عن الحضور مرتين، المرة الأولى فى محافظة الإسكندرية والثانية فى القاهرة، ولـ "ظروف ما" تأخر برهامي عن الحضور بمسجد النور 13 ديسمبر الماضي، تم تحديد موعد له فحضر وتم اختباره كباقى الحاصلين على مؤهلات أزهرية".
0 التعليقات:
Post a Comment