بعد شهور من الترقب والشائعات حول إمداد إسرائيل لمصر بالغاز الطبيعي تحولت الشائعات إلى حقيقة، وبعد أن كانت السلطات المصرية تنفي هذه الشائعات هاهي اليوم تستقبل رسميا وفدا إسرائيليا لبحث احتياجات مصر من الغاز الإسرائيلي.

وقال مندوب رويترز في مطار القاهرة إن وفدا من الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) كان في استقبال الوفد الإسرائيلي من شركة نوبل للغاز عند وصوله للقاهرة على متن طائرة خاصة في زيارة تستغرق عدة ساعات فقط.

وتعاني مصر من انقطاع متكرر للكهرباء سواء في الصيف أو الشتاء بسبب أزمة كبيرة تواجهها الحكومة في توفير الغاز الطبيعي اللازم لمحطات الكهرباء. وتعتمد مصر بكثافة على الغاز في تشغيل محطات توليد الكهرباء التي تستخدمها المنازل والمصانع.

وظلت القاهرة هي التي تصدر الغاز لإسرائيل بناء على إلتزامات فرضتها عليها اتفاقية كامب ديفيد وبأسعار تفضيلية تقل كثيرا عن سعر السوق العالمي، ولكن مع اتساع أزمة الطاقة التي تعانيها مصر والتي تسببت في انقطاعات مستمرة لكهرباء وتوقف بعض المصانع، لجأت القاهرة لسد احتياجاتها من الغاز الاسرائيلي بأربعة اضعاف السعر الذي تصدره لها ، وظلت المسألة تدور في الخفاء حتى وصل الوفد الاسرائيلي فعليا ليقطع الشك باليقين.

وقالت مسئولة في إيجاس لمندوب رويترز في المطار مشترطة عدم نشر اسمها إن الوفد الاسرائيلي سيبحث "إمكانية تزويد مصر بالغاز الطبيعي من حقل تمار عبر خط أنابيب شركة شرق البحر المتوسط الذي كان مخصصا لنقل الغاز إلى إسرائيل من مصر."

وكان الشركاء في حقل الغاز البحري الإسرائيلي تمار قالوا في أكتوبر تشرين الأول الماضي إنهم يتفاوضون على بيع ما لا يقل عن خمسة مليارات متر مكعب من الغاز على مدى ثلاثة أعوام إلى عملاء من القطاع الخاص في مصر عبر خط أنابيب أنشيء في الأصل لنقل الغاز إلى إسرائيل.

وستنقل الإمدادات عبر خط أنابيب انشأته قبل نحو عشر سنوات شركة غاز شرق المتوسط التي كانت قائمة على تنفيذ عقد الغاز الطبيعي بين مصر وإسرائيل.

وباعت مصر الغاز إلى إسرائيل بموجب عقد مدته 20 عاما لكن الاتفاق انهار في 2012 إثر هجمات متكررة على الخط في شبه جزيرة سيناء المصرية ليتوقف العمل به منذ ذلك الحين. وتقاضي شركة غاز شرق المتوسط الحكومة المصرية للحصول على تعويضات.

غير أن اكتشاف حقول غاز بحرية في الآونة الأخيرة مثل حقل تمار الذي يقدر احتياطيه بنحو 280 مليار متر مكعب وحقل لوثيان الذي يزيد حجمه على مثلي ذلك قد يحول إسرائيل التي كانت تعتمد من قبل على واردات الطاقة إلى بلد مصدر للغاز.

وفي الشهر الماضي فتح وزير البترول المصري شريف إسماعيل الباب أمام احتمال استيراد مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل عندما قال في تصريحات صحفية "كل شيء وارد. ما يحقق مصلحة مصر وما يحقق مصلحة الاقتصاد المصري ودور مصر في المنطقة... سيكون هو الحاكم في قرار استيراد الغاز من إسرائيل."

المصدر: وكالات+الجزيرة







0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -