قال السفير جمال بيومي، المساعد الأسبق لوزير الخارجية ورئيس اتحاد المستثمرين العرب، إن مصر تتطلع للانضمام إلى تحالف البريكس، لمواجهة سيطرة العملة الأمريكية، وبالتالي ستكون هناك مقايضة للعملات والتعامل بالعملة المحلية.
لكنه استبعد في تصريح خاصK العمل على التعامل بنظام المقايضة في العملات، خاصة أن هذه التجربة، لا تواكب العصر الحديث في أسلوب التجارة الدولية.
وحدد بيومي، 3 أسباب وراء رغبة مصر، للانضمام إلى "البريكس"، أولها أن مصر تحتاج إلى الاستثمار الأجنبي، ولم يعد المستثمرون الأوروبيون هم طوق النجاة، كما كان فى الماضى، نظرا لتباطؤ الاقتصاد الأوروبي، بينما مستثمرو دول البريكس تعودوا على المصاعب المرتبطة بالظروف السياسية، الأمر الثاني هو إقامة تحالفات جديدة مع دول أخرى على المستويين السياسي والاقتصادي، وأخيرا الاستفادة من النمو الكبير والمستقبل الواعد لدول البريكس، وهى الهند وروسيا والبرازيل والصين وجنوب أفريقيا.
وأشار إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر تطرقت للعديد من القضايا، ومن بينها انضمام مصر لمجموعة البريكس.
وأكد بيومي أن الانضمام للبريكس مفيد لمصر، ولكن ذلك لا يعني على الإطلاق التخلي عن العلاقات بالأوروبيين والغرب، كون الاتحاد الاوروبي هو الأقرب الأسواق العالمية لمصر وأكثرها تعاملا على المستوى التجاري لأسباب جغرافية وتاريخية، فضلا عن العلاقات مع أمريكا .
وأكد أحمد آدم، الخبير المصرفي، أن الانضمام للبريكس يتطلب شروطا أقل من نظيرتها المفروضة من صندوق النقد الدولي، وهو ما يمنح مصر ميزة التعاون مع الدول الأعضاء من الاقتصادات القوية مثل الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا.
وأوضح آدم أنه ضمن النظام الأساسي لهذا التجمع هو ضخ استثمارات بينية بين الدول الأعضاء، وكذلك التعامل بالعملة المحلية، التي تجنب دول المجموعة مخاطر فروق العملة.
وأضاف أن دول البريكس مجتمعة تشكل ربع اليابسة فى العالم ويزيد عدد سكانها عن 40% من سكان الأرض وتمتلك 20% من الناتج القومى العالمي، كما أنها تسعى لإقامة نظام مالي عالمي جديد مواز للنظام المالي الحالي القائم على مركزية الدولار والغطاء الذهبي الذي تقيم على أساسه العملات.
قال كريم الصاوي، الخبير السياحي، إن دول البريكس تعد سوقا مهما ومستهدفة للسياحة المصرية، وتسعى مصر لجذبها، لزيادة الإيرادات المتوقعة من قطاع السياحة لمستوى عام الذروة في 2010، التي بلغت 13 مليار دولار. وتمثل السياحة واحدة من أبرز موارد النقد الأجنبي في مصر إلى جانب الصادرات وتحويلات العاملين بالخارج وقناة السويس.
وأضاف أنه فى حالة عودة الاستقرار الأمني، وقدوم أفواج سياحية جديدة من الهند والصين، سترتفع الإيرادات المتوقعة مرة أخرى، وهو ما تراهن عليه مصر.
وتابع: "رغم استهداف هذا التحالف، فإن الغرب مازال يحتل القائمة في المقصد المصري الاقتصادى بشكل عام والسياحي بشكل خاص، خاصة الإيطاليين، والألمان يمثلون أكثر السائحين إنفاقا بمعدلات تمثل ضعف أي سائح آخر".
وحول العلاقات المصرية الروسية بعيون أمريكية قالت الباحثة الأمريكية "أنا بورتشينسكايا"، بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن المعهد أعد تقريرا عاجلا عن العلاقات المصرية الروسية، والزيارة التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للقاهرة، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان: "زيارة بوتين إلى مصر بعيون أمريكية".
وذكر التقرير – حصلت مصر العربية على نسخة منه - أنه "لابد أن تتم قراءة زيارة بوتين إلى مصر من منظور اغتنامه دائما لفرصة الغموض والتخبط التي تتسم به السياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط"،
وتسائل: أنه ليس من الواضح بعد إذا كانت الزيارة ستسفر عن خطوات ملموسة أم ستكون مجرد مباحثات؟
وأضاف التقرير أن الزيارة تمنح بوتين فرصة لتعظيم تواجده في مصر، وإرسال رسالة للغرب أن بوتين قائدا له تأثيره، وتردد أن موسكو تسعى لبناء محطة نووية في مصر وأن الشركات الروسية تسعى للدخول بقوة في قطاع الطاقة، وهو ما قد تتضمنه المباحثات الثنائية.
وتابع: "زاد ابتعاد مصر عن الغرب واقترابها من روسيا وتوقيع البلدين لصفقات أسلحة بتمويل يزيد على 3.5 مليار دولار من السعودية والإمارات، كما زاد التبادل التجاري بين البلدين".
وأكد التقرير أن موقف روسيا وأمريكا تجاه جماعة الإخوان المسلمين كان عاملا مؤثرا في العلاقات مع مصر حيث صنفتها روسيا كجماعة إرهابية وتفضل موسكو أن يتولى إدارة مصر إدارة علمانية.
وأشار إلى أن مصر باتت على قناعة بأن أمريكا تخلت عنها في حربها على الإرهاب، عقب قرار أوباما وقف إسال طائرات الأباتشي، وإلغاء التدريبات العسكرية المشتركة
0 التعليقات:
Post a Comment