تجمع أرض المملكة العربية السعودية، الأحد المقبل، كلا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد، حيث تتزامن زيارتهم للمملكة في وقت واحد، ما يثير التساؤلات حول ما الذي يمكن أن تتمخض عنه تلك الزيارة، هل ستتحقق مصالحة ثلاثية برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز، أم أنه من الصعب تحقيق ذلك؟

فبينما أكد عدد من المحللين السياسيين، في تصريحات لـ"مصر العربية"، إمكانية التقريب بين الأطراف الثلاثة خلال الزيارة، استبعد البعض الآخر إمكانية ذلك، لعدم عدول أي منهم عن موقفه.

بداية قال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسعودية، تأتي ضمن تحركات واسعة تشهدها المنطقة العربية، منها زيارة ملك الأردن لمصر، وزيارة الرئيس التركي رجب أردوغان للسعودية، لمناقشة الأوضاع في المنطقة العربية، متوقعًا أن يتم بحث التهديدات التي يمثلها تنظيم داعش، ووضع الحوثيين في اليمن، والمصالحة بين مصر وقطر وتركيا.

وأكد شعبان، صعوبة تحقيق المصالحة بين مصر وقطر، بعد أن نقضت الأخيرة ما تم الاتفاق عليه في مجلس التعاون الخليجي ومبادرة السعودية للمصالحة، واستمرار تحريض إعلامها على إحداث الفتنة والتخريب والعنف، ومواصلة رعايتها للجماعات الإرهابية.

وعن تزامن زيارة السيسي للسعودية بزيارة أردوغان للمملكة، استبعد رئيس الحزب الاشتنراكي المصري، أن يلتقي الرئيسان مباشرة، على أن تكون هناك حوارات غير مباشرة تتوسط فيها السعودية للصلح بين الطرفان، لافتًا إلى أنه ليست هناك أية مؤشرات في تراجع أردوغان عن هجومه على مصر ونظرته لثورة 30 يونيو، التي يصفها بالانقلاب، ما يؤكد صعوبة المصالحة بينهما.

وأكد محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيارة السيسي للسعودية، جاءت لتؤكد أن قوة العلاقة بين الطرفين لم تتأثر بتغيير الملك، وسعي كل منهم لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة العربية.

وتوقع كمال طرح المصالحة بين قطر ومصر أثناء الزيارة، ومناقشة جدية حول لماذا لم تتحقق المصالحة من قبل، وأوجه القصور التي شابت الاتفاق السابق، مشيرًا إلى احتمالية أن يكون هناك محاولة للتقريب بين السيسي وأردوغان لتحقيق المصالحة بين قطر وتركيا برعاية المملكة السعودية.

فيما يرى عمرو هاشم ربيع، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك "لغطا"، حول هذه الزيارة، ما إن كان الهدف منها تركيز القوة العربية لمكافحة الإرهاب، أم تحقيق المصالحة بين مصر وقطر وتركيا، أم هدف ثالث وهو أن تدعو السعودية للمصالحة مع الإخوان.

بينما استبعد طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن تكون الزيارة لها علاقة بمساعي السعودية للمصالحة بين قطر وتركيا ومصر، مؤكدًا أنه ليس هناك مجال للتفاوض حول المصالحة في هذا التوقيت، ولم يكن مطروحًا على أجندة الزيارة، لافتًا إلى أن قطر لم تستوف مطالبات المصالحة، وتركيا لم تعدل عن موقفها وهجومها على مصر.

وأضاف فهمي أن الهدف من زيارة السيسي للسعودية، هو الاتفاق على تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب، ضمن المفاوضات التي تجري بين مصر والإمارات والأردن والكويت حول تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة مخاطر الإرهاب.

مصر العربيه

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -