نشرت مؤسسة "فيرسيك مابلكروفت" البريطانية - الرائدة في مجال تحليلات المخاطر العالمية – خريطة تقول إنها تعكس مدى تزايد الإرهاب في مصر منذ أحداث ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالديكتاتور حسني مبارك بعد قضائه نحو 30 عامًا في السلطة.
ورأى موقع "بيزنس إنسايدر" الأسترالي أنَّ فترة الفوضى التي أعقبت الإطاحة بمبارك – بالإضافة إلى حملة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي القاسية للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين – أدت إلى التدهور التدريجي للأمن الداخلي.
والآن، تطوف الجماعات الجهادية - مثل جماعة أنصار بيت المقدس التي أعلنت الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) - شبه جزيرة سيناء، وتنفذ تفجيرات في العاصمة القاهرة بوتيرة كان يستحيل تخيلها قبل بضع سنوات، رغم أن مصر لديها جيش يحظى باحترام كبير ( على الأقل في مصر)، وليس لديها سوى تاريخ قليل جدا من العنف المدني، بحسب الموقع.
ويشير اللون الأحمر على الخريطة إلى الخطر المحلي وفقًا للهجمات الإرهابية في مصر، وتشير النقاط السوداء إلى مؤشر كثافة الإرهاب المحلي وفقا لعدد الضحايا من القتلى والمصابين والرهائن، في حين أن المربع الأحمر يشير إلى العاصمة القاهرة، وتشير المربعات الصفراء إلى المدن والبلدات الكبيرة الأخرى، وتشير الخطوط البيضاء المتمايلة إلى الحدود الإدارية.
ولفت الموقع إلى أنَّ مصر عادت للحكم الاستبدادي مرة أخرى بعد أربع سنوات من الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011، حيث تولى المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد في أعقاب الإطاحة بمبارك، ولم تتمتع مصر بالديمقراطية الانتخابية سوى عاما واحدا في ظل حكومة الإخوان المسلمين التي عزلها الجيش في عام 2013.
ومن المفارقات أنَّ الاحتجاجات في مصر – التي أطلقت العنان لثورات "الربيع العربي" – أدت إلى صعود الجنرال السابق عبدالفتاح السيسي الذي يمكن القول إنه أكثر استبدادية من أسلافه، على حد قول الموقع.
وذكر الموقع أنَّ الخريطة المنشورة تفيد بأنَّ الظروف التي قادت لصعود السيسي إلى السلطة، وعرقلت واحدة من التجارب السياسية الأكثر أهمية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، ستبقى راسخة في مكانها.
وقال إريك تراجر، الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في مقال مؤخرًا بصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية: "إن المصريين يهتمون باستعادة النظام والاستقرار في بلادهم أكثر من تطبيق الإصلاح الديمقراطي".
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment