أنهيت مشاهدة برنامج علمي عن الحياة البريّة في مصر، ولولا أنه كان جزءاً من سلسلة عن الحياة البرية في الشرق الأوسط، لاتهمت مسؤولي البرنامج بعمل إسقاط سياسي صارخ وجارح، لأنهم كشفوا للمشاهدين أن أكثر الكائنات قدرة على التأقلم مع ظروف الحياة في مصر: القوارض والزواحف.
* في النهاية، اتضح أنه لا يوجد أي فروق جوهرية بين أسئلة "ما العمل؟"، "من أين نبدأ؟"، "أين الخلل؟"، وبين سؤال "ومنين ينباس يا أخي إيه ده؟".
* لن تهتم كثيراً بتحديد اللون الذي ترى به الفستان، إذا كنت قادراً على أن ترى ما تحت الفستان.
* بعد كل ما تم تهريبه وهدمه وسرقته من آثار، لن يبقى من ثلث آثار العالم التي كانت تمتلكها مصر سوى آثار الجريمة.
* بعد سنوات، تم صرف المليارات فيها على الحكومات الذكية، لا يوجد شيء حكومي في مصر له علاقة بالذكاء سوى الحرائق، فهي الوحيدة التي تختار توقيت ومكان اندلاعها بمنتهى الذكاء.
* في الواقع، كل الأطفال يهتفون "بابا جه بابا جه"، لكن بعضهم يهتفون من شدة الفرحة، وبعضهم يهتفون كتحذير.
* إذا لم "تستح" فاصنع ما شئت، لا تقلق، قضاؤنا شامخ.
* كل شيء في الدنيا يحتاج إصلاحه إلى أولويات. ولذلك، ومن دون أي رغبة في مزايدات أو مناقصات، لكي تنجح في إقناع السائح الخليجي، أو النيوزيلندي، بأن يأتي إلى مصر، لكي يتمشى على كوبري قصر النيل، ويلعب طاولة في الحسين، ويتمشى في شوارع مصر. تحتاج، أولاً، لأن تقنع الفنانات المشاركات في الأوبريت بالتمشية على كوبري قصر النيل بلا حراسة، ولا كاميرات، من دون أن يخفن من التعرض لحفلات تحرش جماعي، وأن تقنع كل الفنانين المشاركين في الأوبريت بأن يتمشوا في شوارع مصر من دون أن يخشوا من التعرض للتثبيت والبلطجة. باختصار، ستكون مصر قريبة إلى قلب السائح العربي، عندما تكون قريبة، أولاً، إلى قلوب جميع أبنائها.
* حين تعلو أمواج المجاري، وتحيط بنا من كل جانب، يكون من البديهي أن نشعر بالغرق، ونسارع إلى التعلق بأي قشة، حتى لو كانت، آسف، لن أكمل التشبيه، فأظن أن معناه قد وصل إليك.
* دعنا نتفق على أن الانضمام لعصابات داعش جريمة لا يمكن التسامح معها، تحت أي ظرف، ثم بعد ذلك أسمعني كل القصص التي تريدها، عن تحولات الإنسان، بسبب فشله العاطفي، أو خوائه الروحي، أو هويته الضائعة، حتى بسبب صدمته من عدم وصول أي "أوردر أكل" إليه، كما يطلبه في كل مرة.
* إذن، فقد اكتشفنا أن مفهوم الوحدة العربية، في نظر مؤسساتنا السيادية، لا يعني ضرورة أن نحب العرب، بل أن نحب العرب الأغنياء، وليس كل العرب الأغنياء، بل أن نحب فقط العرب الأغنياء الذين يعطون قادتنا العسكريين مساعدات كثيرة، من دون قيد ولا شرط.
* مجتمع من الخراف ستحكمه قطعاً حكومة من الذئاب. أما مجتمع الذئاب، فزي ما حضرتك شايف، ما حدش هيعرف يحكمه أصلاً.
* من دون شخط ولا نطر ولا ميزانيات مفتوحة ولا ملايين مرمية في أعمال مديوكرية الشكل وبيضية المضمون، قام الشعب المصري، تلقاء نفسه، بتحويل أغنية (صليل الصوارم) المتخلفة الكئيبة إلى مسخرة شعبية، لم تقض على خطر داعش، لكنها أثبتت أنه خطر مرتبط بفشل الجنرالات، ولا مستقبل له في حكم مصر التي قد تستغني عن كل ضروريات الحياة، إلا البهجة.
* لو كتبت مصر سيرتها الذاتية، لما اختارت عنوانا أصدق من (الفرص الضائعة).
* في نهاية المطاف، لن تتذكر الأجيال القادمة محمد مرسي، إلا حين تعرض قناة بالصدفة مسلسل (الداعية).
* من حقك أن تضيع عمرك إن أردت، ومن واجبي الأخلاقي أن أذكرك بأن مقاومة الميل للنكد في مصر مضيعة للعمر، وكل ما عليك إن حدثتك نفسك بذلك أن تذكرها بأنه لو لم يكن المصريون يستعذبون العذاب، لما ظل هاني شاكر حاضراً كشخص وفكرة وأسلوب حياة.
* للأسف، سيظل مستقبل أي دستور في مصر، مثل مستقبل لافتة (استخدامك آلة التنبيه يوقعك تحت طائلة القانون).

العربى الجديد

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -