السخرية في مصر انتقائية".. هكذا علّق مقدم البرامج الشهير باسم يوسف على منظور الناس تجاه البرامج الساخرة وكيف أنهم يتقبلون السخرية على اﻵخرين لكن عندما يتعلق الأمر بهم فهو مرفوض من الأساس.

باسم، الذي لم يترك برنامجه طيلة 3 سنوات في مصر، أي حدث أو شخصية دون أن يعرضها للانتقاد، سواء كان الرئيس أو الإسلام السياسي أو حتى الجيش، ونجحت سخريته في أن تغزو مصر والعالم.



مقدم البرامج الساخر والمعروف ب "جون ستيوارت" مصر، توقف عن تقديم حلقات برنامجه الشهير "البرنامج" وأصبح اﻵن واجهة سياسية ويقود مجموعات دراسية بمعهد السياسة التابع لكلية "جون كينيدي" للحكومة في جامعة "هارفارد" الأمريكية.



وفي حديثه مع برنامج "أمانبور" على شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية يقول يوسف: "حسنًا تعلمون أنه في بعض الأوقات لا تكون الظروف هي المثلى لتكملة عرض برنامج سياسي ساخر، وفي بعض الأحيان تكون النكات مزعجة، هناك مجال للسخرية والكوميديا طالما أنّه أمر مقبول من الناس التي تهيمن على المشهد العام".


وأصبحت قصة باسم يوسف بداية من عمله كجراح قلب ومقدم برامج ساخر حتى أصبح هدفا سياسيا، مادة لفيلم وثائقي وهو (دغدغة العمالقة) يتم الإعداد له وهو في طور الإنتاج حاليا، ويشرف على إنتاجه المخرجة الأمريكية سارة تاكسلير المقربة من جون ستيوارت، الذي تطورت علاقته بيوسف بشكل كبير.


ويتحدث باسم عن الفيلم: "هو يتحدث عن السخرية السياسية والنكتة وكيف يمكن لجميع الأشخاص أن يستقبلوا برنامجًا معينًا أو نكتة لكن عندما تنقلب النكتة عليهم، ينقلبون عليك، لذا ربما كان لدينا فرصة متساوية للسخرية، لكنّهم لم يكن لديهم فرصة متساوية كجمهور".


ويشير يوسف إلى أنّ فرص استئناف عرض البرنامج قليلة حتى وإن أردت القيام بذلك فيظل السؤال هل سيسمح لي بالسخرية من أي شخص كان كما أريد؟

ويسخر باسم يوسف من النظام الحاكم في مصر: "من قال أن الحكم في بلدي مستبد؟ أعني لا تفسروا الكلام على أهوائكم، نحن بلد ينعم بالديمقراطية".


يرى باسم يوسف أن السخرية ليست مرتبطة به تحديدا أو ببرنامجه حيث يقول: "السخرية لم تبدأ أو تنته ببرنامجي، أقصد أنها جزء من ثقافة الناس وجزء من أفكارهم، لذا إذا تم إيقاف عرض برنامج، فهناك أشخاص سيجدون وسائل أخرى".


وعما يرتكبه تنظيم داعش من مجازر في سوريا والعراق ومناطق أخرى في العالم يقول يوسف "لا أريد أن أصفهم بمسلمين متشددين، أعتقد أن هؤلاء حفنة من المجانين، الذين يحققون لعبة (سرقة السيارات الكبرى) بتفاصيلها على أرض الواقع".


ويرى باسم، أن الفيديوهات الساخرة عن تنظيم داعش التي انتشرت مؤخرا، أمر يحدث مع كل الأديان، فمقاتلي التنظيم مهاويس ويشكلون خطرًا على حياة الجميع سواء أنا أو أنتم.


وعلى الرغم من جميع مشاريع باسم يوسف، فالكثيرون يريدون عودته للشاشات مرة أخرى، ووجهت المذيعة أمانبور سؤالا له حول ما إذا كان يفكر في أخذ مكان جون ستيوارت في برنامجه.


ورد يوسف قائلا "اليوم الذي سيتم اختياري فيه لأحل محل جون ستيوارت سيكون رائعا، لكنني لا أعتقد أن الأمريكيين يفضلون الاستماع للسخرية السياسية من شخص شرق أوسطي لكنته الإنجليزية ثقيلة، أعتقد أن ذلك الأمر أكثر صعوبة من اختيار رئيس أسود البشرة للبلاد، لكن لنأمل ذلك".

مصر العربيه

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -