اختلف محافظون سابقون وسياسيون حول دلالة مقابلة رئيس الحكومة إبراهيم محلب للوزراء المغادرين لمناصبهم؛ فمنهم من رأى أنها بمثابة لقاء تطييب خواطر، واعتبرها آخرون رسالة بأنَّ الجدد يكملون مسيرة القدامى، واندهش البعض من استقبالهم استقبال الفاتحين، رغم حديث محلب عن فشلهم، لكنهم أجمعوا على أنها سابقة تاريخية.
أكد د.عصام سالم محافظ الإسكندرية السابق أن ما فعله محلب مع الوزراء يعد نوعًا من تطييب الخواطر؛ فهناك مسؤولون يحزنون أشد الحزن لخروجهم من مناصبهم وغياب الحرس والسيارة الفخمة، وكل مظاهر الوجاهة التي يتمتعون بها، وهؤلاء يجب تخفيف وقع القرار عليهم.
وأضاف سالم لـ"مصر العربية": ولكن هناك وزراء ومحافظون يخرجون وهم سعداء لتخلصهم من مهام ثقال كانت ملقاة على عاتقهم وأنا شخصيا أرَى أن نبارك لهم الخروج إلى راحة البال بشكل كبير. حسب قوله.
وقال إن هذا التقليد لم تشهده مصر إلا منذ تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، حيث جلس مع الوزراء الذين خرجوا من الحكومة الأولى لمحلب بعد الانتخابات الرئاسية.
وحول ما تردد عن أن لقاء محلب بالوزراء جاء للردّ على أن الإقالة كانت بسبب الفشل في أداء المهام قال سالم: ربما.. فما حدث خلال أسبوع واحد من حريق قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، والتفجير أمام دار القضاء العالي إخفاق ليس بسيطًا، وإن كنت ألتمس العذر للوزراء بعض الشيء نظرًا لما تمر به مصر حاليًا من ظروف استثنائية.
ويرى اللواء أركان حرب محمد عبد الفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء السابق: أنّ لقاء محلب بالوزراء المقالين يوصل رسالة مفادها أن "محدش فيهم عامل عملة" أي أن التغيير كان لضخ دماء جديدة، وليس لأن هناك كوارث ارتكبها هؤلاء الوزراء، وجلوسهم مع الوزراء الجدد يعني أن كل منهم يكمل مسيرة الآخر.
وأشار عبد الفضيل لـ"مصر العربية" إلى أنَّ هذا التقليد معروف ومتبع في المؤسسة العسكرية مع كبار القادة، ولكنه جديد بالنسبة للقادة السياسيين.
أما الدكتور يسري العزباوي، أستاذ العلوم السياسية، فقال إنه لا يمكن اعتبار لقاء محلب بالوزراء الخارجين مؤخرا تكريما أو حتى تأكيدا على أهميتهم، رغم أن المقابلة في حد ذاتها سابقة تاريخية.
ويقول عزباوي: إن ثقافة المحاسبة والمساءلة غائبة عن المجتمع المصري، فبالرغم من تسليط الإعلام الأيام القليلة الماضية، الضوء على سلبيات هؤلاء الوزراء، نجد محلب اليوم يستقبلهم استقبال الفاتحين، بالرغم من تصريحاته حول تفسيرهم وأداءهم الضعيف.
بينما أكد الدكتور أيمن عبد الوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن مقابلة محلب للوزراء المستبعدين كانت ضرورية، خاصة في ظل توجه حكومي جديد، يقوم على العمل بشكل غير روتيني، مشيرًا إلى أن الدولة تنتهج لغة أكثر تصالحًا خاصة مع من وقف بجوارها في أحلك الظروف، وخاصة الظروف الأمنية، والمقصود هنا بالطبع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.
في حين رأى الدكتور كريم عبد الرازق، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحكومة تعمل كل ما في وسعها لإنجاح المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ قبل أيام من انعقاده، وفي سبيل ذلك كان لابد من تغيير وزاري محدود يثبت للخارج قبل الداخل أن الدولة المصرية قائمة وموجودة، وبالتالي لا يوجد ما يمنع الاستثمار في مصر، ومقابلة محلب للوزراء تأتي في هذا الإطار.
كان إبراهيم محلب قد التقى الوزراء السابقين، بمقر مجلس الوزراء، صباح أمس السبت حيث قدم لهم الشكر على الجهود التى قاموا بها خلال توليهم المسئولية.
ووجه محلب الدعوة إلى الوزراء السابقين لحضور المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، مشيراً إلى أن حضورهم ومساهماتهم، بالرؤى والأفكار، سيمثل مساندة ودعماً لبلدهم، وللحكومة فى سبيل إنجاح المؤتمر .
0 التعليقات:
Post a Comment