منذ 35 يوما ترتدى الملابس الحمراء، تجلس في غرفة صغيرة وحيدة لا تتحدث لأحد ، كل أمنياتها في الحياة الآن رؤية ابنها الأكبر الذي يشاركها الحكم بالإعدام والملابس الحمراء.
إنها سامية شنن (54عاما ) أول سيدة مصرية يصدر في حقها حكم بالإعدام في ظل سلطة الانقلاب، وذلك ضمن 188 متهما ووجهت لهم تهمة المشاركة في قتل وسحل عدد من ضباط الشرطة في القضية المعروفة إعلاميا بـ"قضية كرداسة".
سامية تنتظر تنفيذ حكم الإعدام نهاية الشهر الجاري إذا لم تقبل محكمة النقض طلبها بإعادة النظر في الحكم الصادر في حقها.
سامية ومعها المئات من المحكوم عليه بالإعدام يخشون مصير محمود رمضان، الذي أعدم السبت الماضي، بعد تصديق محكمة النقض على الحكم الصادر بحقه بتهمة القتل العمد لأحد الشباب بعد رميه من فوق إحدى البنايات العالية بمدينة الإسكندرية على الرغم من عدم توافر أدلة قطعية بإدانة المتهم بحسب محاميه.
وبحسب تقارير حقوقية هناك 1080 حكما بالإعدام صدر ضد مجموعات معارضة لنظام المصري الحالي
ورغم المناشدات الدولية والحقوقية التي خاطبت السلطات المصرية بوقف تنفيذ حكم الإعدام، فإن الحكم نفذ صباح السبت في "محمود رمضان" وشكك البعض في طبيعة الحكم ووصفه البعض بالسياسي.
سامية اعتقلت منتصف سبتمبر الماضي، للضغط على ابنها الأكبر بتسليم نفسه إلا أنها تحولت من ورقة ضغط لمتهمة هي وابنها في قضية قتل عدد من ضباط الشرطة والتمثيل بجثثهم في مدينة كرداسة يوم 14 من أغسطس 2013.
وكان 11 من ضباط وجنود قسم شرطة كرداسة قتلوا على يد مجهولين، وتم التمثيل بجثثهم في أغسطس من العام قبل الماضي، بعد قيام قوات الأمن المصرية باقتحام المنطقة التي تقع جنوب محافظة الجيزة عدة مرات، ومداهمة المنازل والقبض العشوائي على عدد من سكانها.
كما تزامنت الواقعة مع قيام قوات الأمن بفض اعتصامي رابعة والنهضة (الرافض للانقلاب العسكري الذي وقع على أول رئيس منتخب) وقتل ما يقارب الـ3000 شخص.
ويروى أسامة ابن السيدة سامية تفاصيل القبض عليها فيقول: قامت قوات الأمن بمداهمة منزلنا بحثا عن الأخ الأكبر طارق، إلا أن قوات الأمن لم تجده فقررت اعتقال أمه وأخيه الأكبر، وضرب وسحل ابنه الصغير محمد الذي لم يتجاوز الـ10 أعوام .
وتابع في تصريحات لموقع الجزيرة مباشر عبر الهاتف، أن والدته تعرضت لأشد أنواع التعذيب عقب القبض عليها، بل وصل الأمر لوضع أحد الجنود حذاءه في فمها كنوع من التعذيب.
كما تم تهديدها بالاغتصاب أمام ابنها الأصغر إذا لم تعترف بأنها قامت بالتمثيل بجثة مأمور قسم كرداسة.
ويذكر أن قوات الأمن المصرية قامت ببث فيديو مصور للمتهمة تعترف فيه بضرب جثث قتلى قسم كرداسة بـ"الحذاء" لأنهم شاركوا في قتل المعتصمين في رابعة والنهضة، إلا أنها أكدت في تحقيقات النيابة أنها سجلت هذا الفيديو تحت تهديد قوات الأمن وطالبت بعرضها على الطب الشرعي لإثبات ما بها من جروح وإصابات نتيجة تعرضها للتعذيب.
وتابع أسامة أن والدته تم اصطحابها في إحدى المرات للصحراء وتهديدها بإطلاق الكلاب عليها لنهش جسدها إذا لم تعترف بالتهمة المشار إليها.
وتعرف سامية بدعمها لجماعة الإخوان المسلمين ورفضها للانقلاب العسكري الذي وقع يوم 3 من يوليو 2013 وأطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي.
سامية شنن ثبتت براءتها أثناء جلسات محاكمتها حينما أكد مفتش مباحث الجيزة في شهادته أنها لم تكن موجودة في القسم وقت وقوع الحادث، وعندما سأله القاضي هل شاركت في أي أعمال تخريبيه جاءت الإجابة بالنفي.
ويضيف الابن وهو يتذكر تلك المشاهد المؤلمة قائلا: أثبتت شهادة الشهود كذلك براءة أمي عندما أكد الجيران أن الوالدة كانت وقت وقع الحادث أمام منزلها في ناهيا تصرخ أمام المنزل وتقول ‘"الحقوا اخواتكم "من هول مشاهد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وطالبت الناس بالتحرك والخروج في مسيرات.
وبالفعل قادت 3 مسيرات هذا اليوم جابت بها شوارع ناهيا حتي ساعات متأخرة من ذلك اليوم بينما عاد أخي الأكبر وصديقه وليد أبو المجد من فض اعتصام رابعة العدوية في 12 مساء، ولم يتواجدا أثناء وقوع الحادث، إلا أننا فوجئنا باتهامهما في القضية وصدور أحكام بالإعدام ضدهما.
ويقول أسامة إن أمنية والدته الوحيدة هي رؤية ابنها طارق قبل إعدامهما.
المصدر: الجزيرة مباشر

0 التعليقات:
Post a Comment