”ينعت السيسي كافة معارضيه بـ "الإرهابيين"، شأنه شأن معظم حلفائنا في المنطقة..وما فعله في مصر يساوي حظر الحزب الديمقراطي في أمريكا، وحبس كافة قياداته، ومنعه من المشاركة في الحياة العامة، وقتل الآلاف من أنصاره، ثم الدعوة لانتخابات”.


جاء ذلك في سياق مقال للصحفي الأمريكي ستيف كوبمان بموقع هافينجتون بوست تحت عنوان "الدعم الأمريكي اللانهائي للطغاة يقوي شوكة داعش".

وإلى نص المقال

رعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما قمة بالبيت الأبيض لمكافحة التطرف العنيف في الأسبوع الثالث من فبراير، وحث الحكومات على توسيع نطاق ردود فعلها حيال تنظيم داعش، بما يتجاوز التدخل العسكري، كما حثها على تعزيز الفرص الاقتصادية والتعليمية، ومواجهة أيديولوجية داعش الدميمة ومناهضة استقطاب التنظيم لشباب العالم الإسلامي الساخط.


ويشعر بعض الأمريكيين بالضيق تجاه استخفاف بعض الكوميديانات بداعش، ولكن حكومتنا في واقع الأمر هي المهرج الحقيقي.


أوباما، الذي فاز بجائرة نوبل، تسبب في رجوع أمريكا بالوراء، حيث أكدت الولايات المتحدة خلال "القمة" تحالفها مع بعض أسوأ الحكومات الديكتاتورية في العالم.


هل تتذكرون شعار أن "الحكومات تستمد سلطتها من موافقة المحكومين"؟

تاريخيا، اتخذت الولايات المتحدة هذا الشعار كمصدر جذب للولايات المتحدة عبر أنحاء العالم، لكنه لا يلعب في الواقع دورا حقيقيا في السياسة الخارجية الأمريكية.


ولأننا ندوس على هذا المبدأ في الشرق الأوسط، فإننا بذلك نهدم أنفسنا، ونقوي شوكة "الإرهابيين"الذين يفترض أننا نحاربهم. فلا يمكن لأي استثمارات في الأموال في الأموال والسلاح أن تجمل هذا التخلي الجبان عما يفترض أن ترمز إليه أمريكا.


ماذا إذا كانت المشكلة الحقيقية في الشرق الأوسط لا تتمثل في وجود آلاف قليلة من الرجال "المخبولين" يركضون في الصحراء، ويقطعون الرؤوس؟


ماذا لو كانت المشكلة الحقيقية هي النظام القائم الذي ألهم هؤلاء على التنظيم؟، وهو ذات النظام التي تساعد الولايات المتحدة على ديمومته، والذي يتضمن الفساد والرشوة، والحكام المستبدين القتلة الذين يجلبون الطغيان والركود لشعوب المنطقة قليلي الحظ.



الشيء الضروري الذي لن يفعله أوباما هو إنهاء، أو حتى تقليص، الرعاية الأمريكية لديكتاتوري العالم الإسلامي.


وبالنسبة للأشخاص الذين يعيشون بالفعل في الشرق الأوسط، فإن ضرر هؤلاء يتجاوز ما يمكن أن يفعله داعش.


وكما قال أحمد يونس أحد القيادات الإسلامية بالولايات المتحدة فإن "الشعب يحرق ويدمر ما يدرك أنه ليس ملكه، لكنه لا يحرق ولا يدمر ما يدرك أنه ملكه".


وتنطبق تلك القاعدة من الطبيعة البشرية على الدول وكذلك المباني.


لقد غادر أوباما الهند سريعا، خلال زيارته الأخيرة، لتقديم العزاء إلى طغاة المملكة السعودية، وبيت آل سعود، لوفاة ملكهم.


السعودية هي ديكتاتورية متوحشة تديرها عائلة فاحشة الثراء، أنشأت وتحكمت في دولة ذات شراكة تاريخية مع شركات النفط الغربية.


كما أن معظم الدول الخليجية الأخرى ديكتاتوريات مماثلة، تُقمع فيها الحركات الديمقراطية على نحو مخز، بالتواطؤ مع الولايات المتحدة.


البعض من تلك الحركات إسلامي، لكنه ديمقراطي.



لكن معاملة تلك الحكومات باعتبارها "أصدقائنا العظام" في المنطقة هو خطأ أخلاقي وسياسي عميق يضعنا في خصومة مع معظم شعوب المنطقة، ولا يمكن لشيء أن يقوي تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من هذا.


ويمكن تسليط الضوء على الدعم الأمريكي للحكام العسكريين لمصر، حيث اكتفت حكومتنا الأمريكية بزقزقة واهنة تجاه ما فعله السيسي "المستبد العسكري" من تدمير للديمقراطية في أكبر دولة عربية، قبل أن تتعجل لإعادة مساعدات بقيمة 1.5 مليار دولار.


وبالرغم من أن تلك أموال تستخدمها واشنطن في شراء النفوذ، إلا أن أوباما يرفض استغلالها من أجل الديمقراطية.


وينعت السيسي كافة معارضيه بـ "الإرهابيين"، شأنه شأن معظم حلفائنا في المنطقة.


ما فعله السيسي في مصر يساوي حظر الحزب الديمقراطي في أمريكا، وحبس كافة قياداته، وأصحاب المناصب، ومنع الحزب من المشاركة في الحياة العامة، وقتل الآلاف من أنصاره، ثم الدعوة لانتخابات.


هؤلاء هم من يحظون بدعمنا. حيث رفض أوباما وصف الانقلاب بانقلاب، واستمر في انتهاك القانون الأمريكي الذي يحظر منح أموال ضرائبنا لهؤلاء الذين يطيحون بحكومات منتخبة، وأرسل الرجل الثاني في الإدارة الأمريكية للإصرار على أن الولايات المتحدة لن تنحاز لطرف بين حكومة منتخبة، وجيش أطاح بها.


ماذا يمكن فعل اكثر من ذلك لشرعنة "الإرهاب" عبر إظهار أن الالتزام الأمريكي بالديمقراطية ما هو إلا مخادعة مطلقة، عندما يتعلق الأمر بمسلمي الشرق الأوسط.


المدهش هو أننا ندعم نظام الأسد في سوريا دون أن نعترف بذلك، رغم أنها الحكومة الأسوأ في العالم، والتي قتلت 200 ألف سوري، بينما نستمر في تعريف مشكلة الشرق الأوسط بكونها "داعش" و" الإرهاب" وليست أنظمة مثل الأسد تقترف ممارسات قتل جماعي، وتثير حركات مقاومة "طائشة"

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -