حالة من الغليان يشهدها حزب الوفد قبل إجراء انتخابات الهيئة العليا، خاصة بعد اجتماع الثلاثاء الماضي الذى عقد بمكتب ياسين تاج الدين الذي دعا له الثلاثى المعادي لرئيس الحزب الحالى سيد البدوي، فتزعم الاجتماع "فؤاد بدراوى المرشح السابق لرئاسة الحزب، وصلاح دياب، رجل الأعمال، وحضره محمود السقا القيادي الوفدى، ومصطفى الطويل رئيس شرف الوفد وأحمد عز العرب، وأحمد عودة".
الدعوة كانت لمناقشة وضع الحياة الحزبية بمصر والنهوض بالأداء الوفدي، لكن فوجئ الحضور باقترح مؤيدي فؤاد بدراوى إجراء انتخابات مبكرة لرئاسة الحزب، تزامناً مع انتخابات الهيئة العليا المقررة فى 22 مايو المقبل ، وسحب الثقة من رئيس الحزب نتيجة لما وصفوه بانهيار صورة الحزب فى الشارع وسياسات البدوى ضد معارضيه.
فى الوقت نفسه يقوم بدراوى بجولات فى المحافظات لإقناع الوفديين بفكرته وذلك بعدما قررت الهيئة العليا فى اجتماعها الأخير أمس الأول "الأحد" عدم المساس بمنصب رئيس الحزب، ورفض فكرة الانتخابات المبكرة، واتفقت جبهة بدراوى على إجراءات تصعيدية ضد البدوى حال رفض تقديم استقالته، تبدأ الجمعة المقبلة.
وانتخب البدوى رئيساً للوفد لجولة ثانية منذ 25 أبريل الماضي وتستمر دورة رئاسته للوفد 4 سنوات.
الاجتماع الذى تزعمه صلاح دياب رجل الأعمال الوفدى لم يكن الأول من نوعه ففى إبريل 2006 شكل جبهة معارضة لنعمان جمعة الرئيس الأسبق للحزب ونجح فى اسقاطه وقتها ، ليعود بنفس الفكرة وفى نفس الشهر رغم ابتعاده كثيراً عن الحزب للاطاحة برئيس بعد انضمامه لجبهة بدراوى فى مواجهة البدوى اعتراضاً على سياساته ولكن هل ينجح هذه المرة بعدما أثير عن فشل اجتماعهم الأول ؟
لم نتآمر
نفى فؤاد بدراوى ، القيادى الوفدى ، فى تصريحه لمصر العربية أن يكون اجتماعهم من باب التآمر قائلا: الاجتماع شاركفيه صلاح دياب ، وأحمد عز العرب ، ومصطفى الطويل ، ومحمود السقا و لم يكن سرياً، وشارك فيه أحد مؤيدي البدوى وهو أحمد عودة وذلك للاتفاق على اصلاح حال الوفد بعدما آل إليه وضعه من السوء.
وأضاف: كان هذا هو الاجتماع الأول واتفق الحاضرون جميعاً فيما عدا أحمد عودة على إجراء انتخابات جديدة لرئاسة الحزب وسحب الثقة من البدوى على أن تصاغ وثيقة فى اجتماع لاحق توثق ذلك ، مشدداً على تمسكهم بابعاد البدوى من رئاسة الحزب حتى ولو غير سياساته.
وأشار إلى أنه يقوم بزيارات للمحافظات ليطلع الوفديون على تفاصيل الموقف كاملةً، مؤكدا أنه لم يحسم موقفه بعد من الترشح لرئاسة الحزب، إذا ما أجريت انتخابات مبكرة ، مشيراً إلى أن نجاح تحركاتهم مرهون بارادة جموع الوفديين.
مؤامرة فاشلة
فى الجانب الأخر رأى أحمد عودة ، نائب رئيس الحزب ، أن مخطط الإطاحة بالبدوى فشل بدليل أنهم بعد انتهاء اجتماعهم الأول حددوا موعداً آخر " الخميس " الماضي لاستكمال مناقشة الأمر إلا أنه لم يحضر سوى فؤاد بدراوى وياسين تاج الدين ومصطفى الطويل.
وأوضح أن اجتماع " الثلاثاء الماضي " جاء بدعوة من مجموعة فؤاد بدراوى ، وطرحت فيه فكرة سحب الثقة من البدوى أو مطالبته بالاستقالة فاعترض لأن الهيئة العليا للحزب لم يبق من عمرها سوى أيام قلائل ، فشاركه الرأى أحمد عز العرب ومحمود السقا ، فيما طلب مصطفى الطويل مهلة للرد
ونفى عودة صدور أى وثيقة أو اتفاق بين المجتمعين حول اسقاط البدوى أو غيره ، مشيراً إلى أن صلاح دياب اقترح فقط كتابة مذكرة أو وثيقة لسحب الثقة من البدوى وهو ما لم يحدث.
الهيئة العليا رفضت فكرتهم
وأشار إلى أن بدراوى يزور المحافظات لاقناعهم بفكرته ، لأن الهيئة العليا قررت الدعوة لانتخاب هيئة عليا جديدة ورفض المساس برئيس الحزب، واصفاً ما حدث بأنه مؤامرة على الحزب لتفجيره داخلياً على حسب قوله ولن تنجح
وفى السياق ذاته ، أكد محمد المسيرى ، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد ، أن عدداً من شيوخ الوفد وقياداته اتفقوا على وثيقة لإجبار رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى على اجراء إصلاحات داخلية بالوفد لاحداث توافق عام وألا يأتى بمؤيديه فى الجمعية العمومية ، مؤكداً أنه إذا لم يستجب البدوى لهذه المطالب فستجرى انتخابات مبكرة لرئاسة الحزب
وأكد عضو الهيئة العليا ، أن هناك أكثر من آلية للتصعيد لاجبار رئيس الوفد على الاستجابة لمطالبهم حيث ستبدأ التحركات بمؤتمر تصعيدي الجمعة المقبلة ، بالاضافة لعدة جولات للمحافظات بدأها فؤاد بدراوى القيادى الوفدي يقوم لشرح فكرته للوفديين وللتوافق حولها حيث زار الاسكندرية والتقى عدداً من وفديي مرسي مطروح ودمياط والبحيرة
ولفت إلى أن بدراوى أعلن لمؤيديه عدم رغبته فى الترشح لرئاسة الوفد حال أجريت انتخابات مبكرة على مقعد الرئيس ،وأن هدف حركته هو إصلاح الحزب
سياسات البدوى السبب
وأضاف المسيري ، أن سياسات رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى أدت لتناقص شعبية الحزب فى الشارع من تصريحات متضاربة خاصة إعلانه أن قائمة " فى حب مصر " مخابراتية ثم تراجعه وإعلان استمرار الحزب فيها ، والاستهانة باسم الحزب بمنحه حصة متدنية من المقاعد ضمن القائمة وهو ما لايليق بتاريخ الوفد ،
وتابع : بالإضافة إلى ما يقوم به البدوى من تصفية حسابات مع المخالفين له فى الرأى على حد قوله ، مثل فصل محمود على عضو الهيئة العليا ، واجبار البعض على تقديم الاستقالة مثل طلعت شرف رئيس شرف لجنة البحيرة ومحمد حافظ الزاهد ونبيل مطاوع ومحاولات لابعاد البعض الآخر مثل محمد المسيري ومصطفى النويهي والمستشار حسين خليل ، مشيراً لتراجع البدوى عن وعده لجموع الوفديين وقت اعلان فوزه برئاسة الحزب بأن يتفرغ للحزب وترك إدارة شركاته للمساهمين وهو مالم يحدث وبالتالى أثرت مشاكل أعماله على الحزب.
من جانبه أوضح مصطفى الطويل ، رئيس شرف الوفد ، أنه شارك فى الاجتماع لبحث مدى امكانية الدفع بالحزب للأمام ، فيما وجد أن هناك جبهة تريد اجراء انتخابات مبكرة لرئيس الحزب وسحب الثقة من الدكتور السيد البدوى.
وتشكك رئيس شرف الوفد ، من أن تتمكن جبهة معارضة الدكتور السيد البدوى من إحراز أى تقدم ملموس ، مؤكداً أنها لا صدى لها فى الواقع إذ أنها تضم قلة من الوفديين ولن تتمكن من الإطاحة بالبدوى
خلافات قديمة
وذكر الطويل ، أن الخلاف الشخصي بين البدوى وبدراوى تفاقم منذ انتخاب البدوى رئيسًا للوفد فى 2010 ، وخمد الخلاف بأن يترك البدوى رئاسة الوفد لبدراوى مع نهاية دورة رئاسته فى 2014 ، وهو ما لم يحدث إذ ترشح البدوى أمامه وفاز بالدورة الثانية والأخيرة له.
وطالب الطويل الجميع بان يقى الحزب شبح الانقسامات والخلافات ليتمكن الوفد من المنافسة فى الانتخابات البرلمانية المرتقبة
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment