منذ ثلاث سنوات أثار" يونا متسجر" الحاخام الإسرائيلي الأكبر لطائفة اليهود الأشكيناز في إسرائيل، حالة من الدهشة والغضب لدى الكثير من الإسرائيليين، حين التقى عميد مسجد باريس حسن شلغومي، وأبدى استعداده لإلقاء خطبة في المسجد الكبير في العاصمة الفرنسية.



لم يكن اللقاء في حد ذاته ما أثار الغضب، بل ما كشفه"متسجر" خلال لقائه بالإمام "شلغومي" حيث قال إنه وخلال زيارته كازاخستان التي لا توجد فيها جالية يهودية نشطة أدى الصلاة اليهودية في أحد المساجد هناك، ليعيد بذلك الجدل العقائدي حول ما إن كان يجوز لليهودي الصلاة في المسجد.




”أيال شاجي بيزاوي" تناول في تقرير بصحيفة "هآرتس" هذا الجدل، كاشفا الكثير من التفاصيل المثيرة حوله. حيث أشار إلى أنه وفي حين يؤكد الكثير من اليهود في هذا العصر، بحرمة دخول أماكن العبادة الخاصة بالأديان الأخرى، فإن الحاخام موسى بن ميمون أو "الرمبم" وهو أشهر المشرعين اليهود في العصور الوسطى، يرى عكس ذلك، حيث ميز الإسلام على المسيحية، في هذا الشأن، عندما كتب حول قوانين الأطعمة المحرمة أن الإسماعيليين أي العرب ليسوا مشركين أو عبدة أوثان وإنما هم موحدين بالله بشكل لا تشوبه شائبة.




وانطلاقا من هذه الفتوى، أفتى الكثير من كبار العلماء اليهود وعلى رأسهم الحاخام عوفديا يوسف بأنه ليس مسموحا لليهودي فقط دخول المسجد، بل أيضا يجوز له الصلاة فيه، وذلك مقابل موقف اليهودية من المسيحية، حيث حرم كبار المشرعين اليهود بشكل قاطع زيارة الكنائس.


وأوضح الكاتب" بيزاوي" أن ما وصفه بـ"موقف اليهودية المتسامح مع الإسلام" يأتي انطلاقا من عدة أسباب، أولها اتفاق اليهودية والإسلام حول مسألة ختان الذكور، حتى وإن كانت اليهودية تحدد اليوم الثامن من عمر الطفل لإجراء عملية الختان، وكذلك تحريم أكل لحم الخنزير.


لكن وبحسب"هآرتس" فإن أكثر الأشياء المشتركة بين اليهودية والإسلام، والذي يميزهما عن المسيحية، هو تحريم صناعة التماثيل والصور. فكما المعابد، أيضا المساجد تخلو من التمثيل الرمزي للكائنات الحية، بعكس الكنائس وخاصة الكاثوليكية.


وتابعت الصحيفة الإسرائيلية :" على الرغم من أن القرآن يخلو من أي أية تشير إلى ذلك بشكل واضح، والتحريم الذي ورد فيه يتطرق للتمثيل الذي كان يستخدم قبل الإسلام في صناعة الأوثان. لكن بمرور السنوات حدد الفقهاء المسلمون، وفقا لتفسير هذه الآيات، تحريم تجسيد أي شيء ذي روح، أي الحيوانات والبشر".


الكاتب" بيزاوي" قال إن أحاديث معينة أشارت إلى تحريم التماثيل والرسوم، لأنها "تتحدى الله في الخلق"، لافتا إلى أن أحاديث أخرى تقضي بأن المكان الذي يوجد فيه صور لا تدخله الملائكة.


جدير بالذكر أن أحد كبار الحاخام اليهود في إسرائيل، كان قد أفتى ردا على سؤال أحد الشبان، بعدم جواز تلقي تبرعات من المسيحي لبناء معبد أو مدرسة دينية" يشيفا" في حين أجاز قبول تبرع المسلم لذلك، معتبرا المسيحي عابدا للأوثان.


مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -