"هناك دعم كبير غير متوقع ومتواصل من مصر لليبيا فى حربها على الإرهاب الموجود بأرضها"، بحسب محمد بوصير المستشار السياسى لخليفة حفتر القائد العام للجيش الليبى، فى تصريحات صحفية سابقة.. "الرئيس عبدالفتاح السيسى يدعو جميع الأطراف اليمنية للتصالح وإعلاء مصلحة الوطن فوق أى اعتبار، مؤكدا أهمية الحل السلمى".. موقفان للسياسة المصرية الخارجية يبدو أنهما متباينان، ولكن خبراء يؤكدون أن لا تباين، فـ"المواقف تتغير وفقا للمصالح".

الموقف المصرى من الأزمة الليبية يسعى لدعم الحكومة الشرعية ضد إرهابيين، أما الحوثيون فى اليمن فهم جزء من المعادلة لن تحل المشكلة اليمنية إلا بتفاوض الحكومة الشرعية معهم، فدعمت مصر الحل السياسى، بحسب خبراء، بالإضافة لاعتبارات المصالح المصرية والخطر المباشر من الأزمة الليبية بسبب الحدود المشتركة.
 
من أجل الشرعية

قال مروان يونس، الخبير فى التخطيط الدولى والإعلام السياسى، إن القضية فى اليمن تطلبت الحل السياسى باعتبار أن الحوثيين ليسوا فقط فصيلا سياسيا لكنهم مجموعات اجتماعية منتشرة بكثافة فى كل المحافظات اليمنية، لكن الأمر فى ليبيا يختلف تماما، حيث إن المعارضة تعبر عن فكر إرهابى متطرف وخارجى ويحمل السلاح، ويهدف لهدم الدولة بالكامل، ولذلك لا يمكن أن تدعو مصر للمصالحة فى ليبيا مع أطراف إرهابية.

وأكد يونس، لـ"مصر العربية"، أن مصر تؤيد الحكومة الشرعية بليبيا التى يؤيدها المجتمع الدولى، وليس اللواء خليفة خفتر تحديدا، كما دعمت الحكومة الشرعية باليمن برئاسة عبدربه منصور هادى، ولذلك فإن الموقف المصرى يتسق مع الرؤية الدولية.

خطر مباشر

وقال اللواء عادل سليمان، الخبير الاستراتيجى، إن الموقف فى اليمن يختلف عن ليبيا، فالحدود المصرية الليبية 1200 كيلومتر تمثل خطرا مباشرا على الأمن القومى المصرى، وهى منطقة صحراوية مفتوحة، واستغلت ضد مصر لتهريب السلاح والمخدرات، وكذلك التهريب التجارى الذى يهدد الاقتصاد المصرى، ولذلك وجب على مصر دعم الحكومة الشرعية، وهى برلمان طبرق ويمثلها خليفة حفتر؛ لتتمتع بسلطة قوية تسيطر على الموقف فى الأراضى الليبية وتضبط الحدود.

وأضاف الخبير الاستراتيجى، لـ"مصر العربية"، أن الأزمة اليمنية تتعلق بالأمن الإقليمى والتوازن الدولى للنفوذ الإيرانى، ومن المهم لمصر أن يبقى مضيق باب المندب بعيدا عن سيطرة الحوثيين، فيما تحوز ليبيا اهتماما أكبر من مصر.

ولفت سليمان إلى أن الموقف المصرى فى ليبيا ألب عليها المعارضة هناك، حيث تقدم المجلس الوطنى الليبى بشكوى للأمم المتحدة ضد مصر، بسبب الغارة الجوية التى وجهتها لمواقع تنظيم داعش إثر ذبحه 21 مصريا.

مصالح

وأوضح اللواء نبيل ثروت، الخبير العسكرى، أن الموقف المصرى يصدر وفقا لمصالحها ولظروف كل دولة، ففى اليمن كان الموقف هو المشاركة فى "عاصفة الحزم"، ثم تأييد الحل السلمى نتيجة لمتطلبات الموقف هناك، فيما اختلف فى ليبيا لأن تأثير الأزمة أكثر وأوقع على مصر، فهناك حدود مشتركة والضرر سيلحق بمصر أولا، خاصة فى تهريب الأسلحة للجماعات المتطرفة فى مصر.

وأكد ثروت، لـ"مصر العربية"، أن مصر دعمت الحكومة الشرعية فى ليبيا مثلما فعلت كل دول العالم، ملمحا إلى إمكانية التدخل العسكرى فى ليبيا إذا تدهورت الأوضاع أكثر من ذلك، وأضرت بالأمن القومى المصرى مثلما حدث فى الضربة الجوية على مواقع داعش بدرنة.



مصر العربية



0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -