أمريكا على وشك أن تكتب السطر الثانى فى صفحة التعاون العسكرى مع مصر، بعد الأزمات الأخيرة بين الجانبين، والخلاف حول صفقة الأباتشى، التى سلمتها لمصر بعد مشوار طويل من التفاوض، وقرارات الرفض والتعليق، فوافقت وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين الماضى، على منح مصر مساعدات عسكرية عبارة عن 356 صاروخ هيلفاير 2، المعروفة باسم AGM-114K R3، ولوازمها من قطع الغيار والمعدات الأخرى.
وقال اللواء حسام سويلم، الخبير الإستراتيجى، إن تلك الصفقة عبارة عن صواريخ دفاعية مضادة للدبابات، وليست بالأسلحة الخطيرة التى يمكن أن تؤثر على موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح سويلم، لـ"مصر العربية"، اليوم السبت: "توقيت الصفقة متزامن مع الأحداث الجارية لمواجهة الخطر الذى تمثله إيران على الشرق الأوسط بعد أحداث اليمن، وسعيها الواضح للسيطرة على المنطقة، وحماية أمن إسرائيل الذى يعادل الأمن الأمريكى، فالرئيس عبدالفتاح السيسى طلب هذه الصفقة منذ فترة، واستجابت أمريكا فى هذا التوقيت".
وأشار اللواء محمد سلامة الجوهرى، الخبير الإستراتيجى، إلى أن أمريكا تعمل على حفظ توازن القوى فى المنطقة العربية بشرط أن تضمن أفضلية عسكرية لإسرائيل، تنفيذا لرغباتها فى جعلها القوة العسكرية الأكبر فى الشرق الأوسط.
ونوه الجوهرى، لـ"مصر العربية"، اليوم السبت، بأن المواقف الأمريكية تجاه مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو كانت متخبطة ومتناقضة فى كثير من الأوقات بسبب اضطراب الأوضاع داخل مصر، لكنها أدركت بعد نجاح المؤتمر الاقتصادى والقمة العربية، والمشاركة فى عاصفة الحزم استعادة مصر لدورها العربى والإقليمى، ما أجبرها على تغيير سياستها.
ورأى اللواء عادل سليمان أن المساعدات التى تقدمها الولايات المتحدة لمصر محدودة، فمعظمها أسلحة محدودة القدرة، وعند إسرائيل ما هو أحدث منها بعدة مرات، فالصاروخ هيلفاير طوله 1.63 متر، ووزنه 45.7 كجم، ومداه الأقصى 9 كيلومترات، ويحتوى على رأس متفجرة وزنها 9 كيلوجرامات.
وأكمل سليمان، فى تصريح لـ"مصر العربية"، اليوم السبت، أن أمريكا تراعى تحقيق الأفضلية العسكرية لإسرائيل فى المقام الأول، سواء من خلال إعطائها أسلحة ومعدات حربية أكثر تطورا، أو من خلال نقص كفاءة الأسلحة المصدرة للدول المحيطة بها.
وأثارت موافقة الخارجية الأمريكية على منح مصر مساعدات عسكرية، (356 صاروخ هيلفاير 2 ولوازمها) الكثير من التعليقات، أبرزها: "أمريكا بدأت صفحة جديدة مع مصر، والدعم سيزيد خلال الفترة القادمة".. "المساعدات بهدف تحجيم الدور الإيرانى فى المنطقة، ولن تؤثر على موازين القوى بين مصر وإسرائيل".
0 التعليقات:
Post a Comment