* "التعذيب جريمة بشعة ولا تسقط بالتقادم"، من يسقط بالتقادم هم الذين يستمرون في ترديد هذه العبارة بإخلاص شديد.
* لا أدري كيف يمكن تصنيف تغير نبرة مقالات بعض الكُتّاب من عتاولة المديح السيساوي، والتي أصبحت تمتلئ بانتقادات حائرة خجولة متلعثمة، وهل تمثل مقالاتهم بداية صحوة للضمير، ولو بعد فوات الأوان، أم أنها تندرج فقط تحت بند أغنية أم كلثوم "الشك يحيي الغرام"؟
* في وقت متأخر، ستدرك أن إعجابك الشديد بالأكل الذي تطبخه والدتك ليس له علاقة بتميزه، بل لأنه الأكل الذي كان متاحاً لك وأنت طفل. ولذلك، كبرت على مذاقه بحسناته وسيئاته، ستكتشف ذلك طبعاً، حين ترى أطفالك في احتفال مدرستهم بعيد الأم، وهم يشيدون بكل تأثر، بأكل والدتهم، زوجتك.
* تنتقل الأم في بلادنا من مرحلة الأمومة الرومانتيكية إلى الأمومة الواقعية، حين تنطق، لأول مرة، بعبارة "بكره تصحوا الصبح مش هتلاقوني في البيت".
* لا أعتقد أنه يمكن اقتراح اسم مبتكر للعاصمة الجديدة التي قرر الجنرال السيسي بناءها بالأمر المباشر، بعد الأسماء التي أبدعها المصريون، مثل "أم ظبي ـ سيسي ستارز ـ نيو كفتة ـ الفنكوش ـ المنوفية الجديدة ـ الكفتجية ـ الوسية ـ التكية ـ كايداهم ـ عواطف". ذكرتني تلك الأسماء بتاريخ "العاصمة القديمة" التي تقول بعض كتب التاريخ أن الحلواني جوهر الصقلي، حين شرع في بناء أساساتها، أحاطها بقوائم خشبية، تربط بينها حبال تتدلى منها أجراس، يفترض أن تدق حين يصدر العرافون المغاربة المطالعون للأفلاك قراراً يحدد التوقيت المناسب لرمي الأساسات، لكن غراباً وقف على أحد الأحبال، فدقت الأجراس، في الوقت الذي تصادف فيه ظهور كوكب المريخ في السماء، والذي يطلق عليه لقب (قاهر الفلك)، ومن هنا لقبها بالقاهرة، وقد قيل أيضاً أن هذه الرواية غير صحيحة، وأن جوهر الصقلي سماها المنصورية نسبة إلى الخليفة المنصور والد المعز لدين الله، ثم حين جاء المعز لدين الله الفاطمي بعد اكتمال بنائها، أطلق عليها لقب القاهرة، وربما صدق الناس قصة الغراب أكثر، لأن النحس الذي رافق سيرة الغراب في تراثنا الشعبي، بدا منطقياً ارتباطه بالقاهرة وحالها المنحوس عبر الأزمان. على أية حال، لم يقل لنا الفلكيون اسم الكوكب الذي رافق لحظة الإعلان عن العاصمة الجديدة، ربما لأن كواكب مجرتنا فوجئت بإعلانها، مثل سائر أفراد الشعب المصري الذين شخر بعضهم، حين رأوا ماكيت العاصمة القبيح المقبض الذي يريد صناعة نسخة مشوهة من دبي، تلك المدينة الخراسانية زجاجية الروح. ومع ذلك، لا أظن أولئك الشاخرين، برغم سخطهم، سيوافقون على تسمية العاصمة الجديدة بالمشخورة، لأن العاطفة الوطنية غلابة برغم كل شيء.
* مع ارتفاع موجات الإحباط العام، أعرف كثيراً من الشباب، لو طلبت منه أن يأخذ بنصيحة محمود درويش الشهيرة "قِف على ناصية الحلم وقاتل"، لوقف على ناصية الحلم، وطرطر.
* بعد ربع قرن، سيتقدم باحث لنيل درجة الدكتوراه في علم الاجتماع، برسالة علمية عنوانها "أزمة اتخاذ القرار لدى الفتاة المصرية في الربع الأول من القرن العشرين"، بالتطبيق على أغنية الفنانة بوسي الرائجة: "بيقولي هاتي بوسة.. يا مصيبته يا دي الحوسة.. الواد فاكرها كوسة.. أدِّيله ولّا إيه؟".
* وفي يوم القيامة، إذا سمحوا لنا بالأسئلة التي تشغل بالنا، سيكون سؤالي الأول: "أشك أن الذي قام باختراع تعبير العِشرة ما تهونش إلا على ولاد الحرام، لم يكن إلا شخصاً خان صديقه، فهل شكي في محله؟".
* بعض الناس يحتاجون إلى مطهر مهبلي.. لعقولهم.
* هناك عبارات غتيتة تحيط بنا، فنحاول تجاهلها دائماً لكنها تتسلل تحت نسيجنا، من دون أن ندري، حتى نفاجأ بأنها أصبحت جزءاً من خطابنا اليومي، من دون أن نشعر أو نرغب، بدليل أنني، بالأمس، عزمت صديقاً عزيزاً وأسرته على الغداء، وقبل أن نبدأ تناول الغداء، سألتهم "تحبوا أفتح لكوا قزازة مية كبيرة مع الأوردر؟".
0 التعليقات:
Post a Comment