رحلات ولقاءات متبادلة بين الرئيسين المصرى عبدالفتاح السيسى والروسى فلاديمير بوتين على مدى عامين، سعيا لتوطيد العلاقات بين الدولتين، آخرها زيارة السيسى لموسكو للمشاركة فى الاحتفالات بعيد النصر الروسى، اليوم السبت، ولكن هل أتت تلك الزيارات بثمارها، وماذا جنت مصر من عودة علاقاتها مع روسيا؟
4 لقاءات تنتهى بوعود
وفى الحادى عشر من أغسطس عام 2014، جاء اللقاء الثانى بين السيسى بوتين، بحثا خلاله زيادة حجم الصادرات الغذائية المصرية لروسيا، بنسبة 30%.
وفى التاسع من فبراير 2015 زار بوتين مصر، وانتهى اللقاء بالاتفاق على مساعدة مصر فى إقامة المحطة النووية فى الضبعة..
وتمثل الزيارة الحالية التى يقوم بها السيسى اليوم لروسيا، اللقاء الرابع بين الرئيسين، لحضور احتفالية عيد النصر، الذى يشارك فيه نحو 15 ألف جندى ومئات الدبابات وعشرات الطائرات بالساحة الحمراء فى موسكو.
اقتصاد روسيا ينهار
وفى الوقت الذى تعمل فيه مصر جاهدة على تعزيز علاقتها الاقتصادية بروسيا، نجد أن الثانية متعثرة اقتصاديا بشكل كبير، فوفقا لتقرير البنك الدولى، من المتوقع انكماش الناتج المحلى الروسى بنسبة 3.8 % خلال 2015، وبنسبة 0.3% خلال عام 2016، مع استمرار انخفاض أسعار النفط.
تقرير البنك الدولى ليس الوحيد الذى يوضح تعثر روسيا اقتصاديا، فأيدته توقعات الحكومة الروسية نفسها، التى أشارت إلى احتمالية تراجع الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 0.8% العام الجارى، وأكدت هبوط الروبل الروسى إلى 57% مقابل الدولار الأمريكى، كما اعترف البنك المركزى الروسى بأن التضخم قد يصل 15% خلال العام الجارى.
وتوقعت وكالة موديز للتصنيف الائتمانى استمرار الكساد الاقتصاد الحاد فى روسيا حتى عام 2017، وذكرت تقارير أخرى أن الاحتياطى النقدى الروسى فقد نحو 134.2 مليار دولار فى غضون عام، حيث تراجع من 510.5 مليار دولار، مطلع يناير 2014 إلى 376.3 مليار دولار فى نهاية فبراير الماضى.
محاولات مصيرها الفشل
تدهور الاقتصاد الروسى يفشل مصير المحاولات المصرية لتوطيد العلاقة مع روسيا، هكذا يرى محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، مؤكدا استحالة استفادة مصر اقتصاديا جراء هذه العلاقة فى ظل كساد الاقتصاد الروسى.
وأشار حسين، لمصر العربية، إلى أن المستفيد من عودة العلاقات هى روسيا وليست مصر، مضيفا: "روسيا تستخدم مصر كمنصة تهاجم منها الغرب خاصة أمريكا"، وتابع بأن محاولة مصر التلاعب بالورقة الروسية للنكاية فى أمريكا لن يجدى نفعا بعدما خرجت روسيا من سباق الدول العظمى.
المحصلة صفر + أمل
وأكد عادل عامر، الخبير الاقتصادى، أن مصر لم تجنِ شيئا من ثمار عودة العلاقات المصرية الروسية، سوى أمل بإتمام الاتفاق على إنشاء 3 محطات نووية بالقاهرة، خلال زيارة السيسى اليوم لموسكو للاحتفال بعيد النصر الروسى، لافتا إلى أن مصر لم تهدف من الاقتصاد الروسى لغير التسليح، وإنشاء المحطات النووية، خاصة بعد رفض أمريكا وإسرائيل لإقامتها بمصر.
وأضاف عامر، لمصر العربية، أن روسيا تسعى لاستعادة التوازن الاقتصادى والعسكرى مع مصر، بعد أن ارتمت الثانية فى أحضان الولايات المتحدة الأمريكية لعقود طويلة.
فيما أكد الدكتور محمد البدرى، سفير مصر بروسيا، أن حجم الميزان التجارى بين روسيا مصر، بلغ العام الماضى نحو 5,5 مليار دولار، منها 580 مليون دولار صادرات مصرية، معظمها من المحاصيل الزراعية بنحو 4 مليارات جنيه، مشيرا إلى أن روسيا تعد أكبر مصدر للقمح والسياحة إلى السوق المصرية.
وقال البدرى، فى تقرير أصدره أمس الجمعة على خلفية زيارة السيسى لموسكو، إن هناك مبالغة وعدم دقة فى قضية العفن البنى بالبطاطس المصرية المصدرة إلى روسيا، لافتا إلى أن رفع الحظر الذى فرض العام الماضى على 70% من البطاطس، كاستجابة فورية من الجانب الروسى بعد الإيضاحات التى قدمتها مصر.
واعترف سفير مصر بروسيا بأن الاستثمارات الروسية فى مصر تمثل الجانب الأضعف فى أضلع العلاقات المصرية الروسية، وأنه بحاجة لمزيد من الجهد للارتقاء به ليصبح على مستوى العلاقات القوية بين البلدين.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment