بعد سنين من البوار نجحت شركة "داسو" لصناعة الطائرات في تسويق المقاتلة "رافال" وإقناع ثلاثة دول في غضون نحو شهرين بشراء 84 طائرة.. مدير تحرير مجلة "إيزين نوفيل" الفرنسية سرد 5 أسباب رئيسية وراء هذا النجاح.

وأوضح الكاتب تيبو دو جاجار في مقاله له بالصحيفة أن تحقيق هذا الاختراق ليس من قبيل الصدفة، بل يعود إلى عدة عوامل داخلية وخارجية.



وقال في كرة القدم نطلق على هذا هاتريك، تسجيل ثلاثة أهداف واحد تلو الأخر في المباراة ذاتها، فهذا كاف في عالم الساحرة المستديرة على تسليط الضوء والاحتفال بجدارة، ونسبيا هذا ما حدث مع شركة الطائرات الفرنسية "داسو رافال".

فرافال منذ انتاجها عام 2001 لم تصدر للخارج، ونجحت الحكومة مؤخرا في توقيع ثلاث صفقات في شهرين فقط، مصر ثم الهند وأخيرا قطر.

والسؤال الذي يطرح نفسه ويتردد في كل العالم، لماذا؟. لماذا الطائرة المقاتل المصنوعة في فرنسا نجحت اليوم في لفت نظر الزبائن بعد سنوات من الكساد؟ ماذا فعل منتجوا الطائرة لتصبح محط الأنظار، كثير من الأسباب تشرح هذا التغيير.


1- البلاد التي اشترت رافال في حاجة ماسة إليها

البلاد الثلاث الذين وقعوا اتفاق مع شركة داسو، يواجهون تهديدات، فمصر يجب عليها التعامل مع تنظيم داعش الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من جارته ليبيا، والهند لا زالت في خلاف شديد مع باكستان، وقطر في حاجة إلى هذه الطائرات الحربية كي تكون قوة لها ثقلها في الخليج.

لوران فابيوس، وزير الخارجية كان فد أكد في تصريح لإيزين نوفيل قائلا "لا تشتري هذه الطائرات سوى البلدان التي لديها حاجة حقيقية وحسابات مع جيرانها".

2- رافال أثبتت قدرتها

الحرب التي قادتها فرنسا في مالي ضد الإرهاب أثبتت براعة وكفاءة القاتلة الفرنسية، وذلك خلافا للفترة الماضية حيث كانت الطائرات تشارك فقط في مسرح العمليات بفرنسا وأثبتت قدرتها على التعامل مع التهديدات المختلفة.

3- فرنسا لعبت بشكل جماعي

ككرة القدم، لن نستطيع النجاح في البيع والصناعة والتصدير دون أن نكون مجموعة واحدة، إذا كان أحد أعضاء اللعبة الجماعية "أناني" (كما كان الحال خلال العقود النووية الكبرى على سبيل المثال)، لا توجد فرصة للتصدير، يشير لوران فابيوس غﻷى أن هذه الصفقات " انتصار لفرنسا "، الشركة المصنعة وزارة الدفاع والدبلوماسية الفرنسية.

4- السياسة الخارجية لفرنسا حاليا مقارنة بنظيرتها الأمريكية

البرود الحالي في العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة ودول الخليج خلق نافذة للطائرة الفرنسية، إلى جانب رحلات وزير لدفاع جان ايف لو دريان للدول المشترية، والتطورات الجيوسياسية أدت في النهاية لتصدير رافال.


5- فرنسا بحاجة ماسة لبيع رافال

السبب الأخير الذي يمكن أن يفسر أيضا بيع رافال في هذا التوقيت أن الدولة الفرنسية لا يمكن وحدها ضمان استمرار معدلات الإنتاج واستدامة برنامج رافال، فخفض التكاليف المدرجة في قانون التخطيط العسكري، جعل جميع اللاعبين يسعون لإيجاد حلول لتصدير المقاتلة فكل منهم كان أكثر ميلا لتقديم تنازلات للسماح للرافال أن تطير خارج فرنسا.

ووقع الرئيس فرنسوا أولاند اليو في قطر صفقة لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال بقيمة 6.3 مليار يورو أي 7 مليار دولار، حيث حضر مراسم التوقيع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد

حمد آل ثاني.

وقال الرئيس الفرنسي إن قطر "قامت باختيار جيد" بشراء هذه الطائرت،

ووقع وزير الدفاع القطري، اللواء الركن حمد بن علي العطية، ونظيره وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان على اتفاقية منفصلة تقضي بأن تدرب فرنسا 36 طيارا قطريا ونحو 100 مهندس ميكانيكي، إضافة إلى ضباط مخابرات قطريين.

يشار إلى أن الإمارات من الدول التي أبدت اهتماما بشراء مقاتلة رافال. وفي 16 أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن "هناك مباحثات جارية مع هذا البلد وتمضي في الاتجاه الصحيح".

وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قام بزيارة استغرقت 24 ساعة للإمارات العربية المتحدة التي قد تكون مهتمة بشراء مقاتلات رافال، بحسب ما ذكرت مصادر.

ووصل الوزير الفرنسي السبت إلى أبوظبي والتقى الأحد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتوجه مساء الأحد إلى قطر.

ونقلت وكالة أنباء الامارات الرسمية ان الجانبين "بحثا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح الإستراتيجية للبلدين والشعبين الصديقين".


وأضافت الوكالة أنه "تم خلال اللقاء استعراض التعاون المشترك في المجالات العسكرية والدفاعية ومستوى التنسيق بين الجانبين في جوانب العمليات والتدريب وتبادل الخبرات وذلك في إطار حرص قيادتي البلدين للارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون إلى آفاق أوسع وأرحب".


مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -