الأحكام التي صدرت اليوم السبت بدت وكأنها تجرم أحداث ثورة يناير عام 2011 زاعمة أن الرئيس الأسبق محمد مرسي ورفاقه من الإسلاميين تآمروا مع ناشطي حركة حماس وتنظيم حزب الله للهروب من السجون وتنظيم ثورة عنيفة ضد الدولة.
هذا ما خلصت إليه صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية تعقيبا على الأحكام الصادرة بحق مرسي وآخرين في قضيتي "التخابر" و "الهروب من السجون".
وتقول الصحيفة إن محكمة مصرية أصدرت حكمها اليوم بإعدام مرسي بتهم التآمر مع مسلحين أجانب لاقتحام السجون إبان ثورة يناير منذ أربعة أعوام.
وتتابع "إن الحكم، الذي يمكن استئنافه، يوجه ضربة عنيفة للثورة المؤيدة للديمقراطية التي شهدت انتفاضة آلاف المصريين ضد الدولة البوليسية التي يتزايد عنفها".
وتعود الصحيفة لأحداث القصة منذ البداية حيث تقول إن قوات الأمن ألقت القبض على مرسي، المنتمي للإخوان المسلمين، خلال فترة 18 يوما للثورة وتمكن من الهروب من السجن بعدها بعدة أيام، ثم انتخب رئيسا لمصر في أول انتخابات ديمقراطية حرة وعادلة قبل أن يطيح به الجيش في "انقلاب درامي".
وتمت محاكمة أكثر من 100 متهم في تلك القضية، أغلبهم حوكم غيابيا، وصدرت بحقهم أحكاما بالإعدام بنفس التهم.
وفي القضية الأخرى المعروفة إعلاميا ب "قضية التخابر"، صدرت أحكام بالإعدام على 16 آخرين لقيامهم بتسريب أسرار الدولة لإيران إبان وجود مرسي في سدة السلطة، لكن القاضي نفسه لم يصدر حكما على مرسي في تلك القضية، مع تأجيل النطق بالحكم النهائي للشهر المقبل.
ويعلق القيادي السابق بالإخوان المسلمين ووزير التعاون الدولي في حكومة مرسي عمرو دراج على الأحكام قائلا: "اليوم سيتذكره الجميع جيدا بأنه أحد أحلك الأيام في تاريخ مصر".
ويتابع دراج "إن الحكم الذي صدر اليوم بني على الأكاذيب ونظريات المؤامرة والشائعات وجنون العظمة، إنها محاولة أخرى مثيرة للقلق لمحو الديمقراطية بشكل دائم".
وفي الأشهر الأخيرة، أصدرت محاكم مصرية أحكاما بالإعدام على المئات من الأشخاص في سلسلة من جلسات الاستماع الجماعية تقول جماعات حقوقية إنها تتحدى المعايير الدولية للمحاكمات العادلة.
وأنزلت عقوبة الإعدام شنقا على أحد الأشخاص الذي تم رصده في لقطات فيديو وهو يقوم بإلقاء متظاهرين شباب مناهضين لمرسي من فوق أحد البنايات في عام 2013، فضلا عن سجن عشرات الآلاف من الأشخاص.
وتمثل عقوبة الإعدام لمرسي تحولا مذهلا لجماعة الإخوان التي ينحدر منها، بعد أن حصلت الجماعة على الأغلبية في البرلمان المصري.
لكن مرسي أثبت أنه زعيم عاجز، ومنح نفسه صلاحيات واسعة لكنه فشل في جعل مؤسسات الدولة تحت سيطرته، وعندما نزلت حشود ضخمة للشوارع للمطالبة باستقالة مرسي في يونيو 2013، أمر وزير الدفاع آنذاك والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي باعتقاله.
ثم تزعم السيسي حملة واسعة النطاق على جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من المعارضين الذين عارضوا حكمه.
وخلصت أحكام اليوم إلى أن مرسي مذنب فيما يُعرف ب "مؤامرة كبرى" مفترضة شملت العمل مع عملاء ايرانيين ونشطاء حماس من غزة وحزب الله في لبنان من أجل إسقاط الدولة المصرية ودفع جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة.
وزعمت لائحة الاتهام بأن نشطاء الإخوان المسلمين تم تدريبهم من قبل حزب الله وإيران داخل قطاع غزة، ثم استخدام خبراتهم لاقتحام السجون شمالي القاهرة.
واتُهِم مرسي ومن معه أيضا بنهب الثروة الحيوانية والدواجن والمواشي عقب هروبه من سجن وادي النطرون، وهي الأحداث التي شهدت فرار آلاف السجناء في مختلف أنحاء البلاد خلال ثورة يناير قبل أربع سنوات، بعد انسحاب قوات الأمن المصرية من الشوارع في مواجهة ثورة شعبية.
ومع عدم الكشف عن إجراءات المحكمة أمام وسائل الإعلام، لم يتضح ماهي الأدلة التي استند إليها المدعي العام لإثبات مثل هذه المؤامرة، ومن بين قائمة المتهمين أيضا العديد من نشطاء حماس منهم من هو مسجون في سجون الاحتلال الإسرائيلي أو قُتِل.
وظهر 27 متهما في المحكمة السبت، ووصل مرسي مبتسما ويرتدي زي السجن الأزرق، ومع قيام القاضي بتلاوة الحكم، بدأ مرسي والمتهمون بالهتاف ضد الجيش.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment