الرئيس دائما، ولو كان مريضًا أو تجاوز الثمانين، شعار يعرفه العرب، ويرفعه رؤوساؤهم، وعلى رأسهم عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجزائر العاشر منذ تكوين الدولة، والثامن منذ استقلالها.
برسالة قرأت نيابة عن حضوره، أعلن انتخابه أمس - مجددا - رئيسا لحزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم خلال أشغال مؤتمره العاشر، المؤتمر الذي لم يحضره منذ 1999.
بوتفليقة المولود في مدينة وجدة المغربية لأصول أمازيغية في 2 مارس 1937، التحق بعد نهاية دراسته الثانوية بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري وهو في 19 من عمره، كما ألحق على التوالي بهيئة قيادة العمليات العسكرية بالغرب، وبعدها بهيئة قيادة الأركان بالغرب ثم لدى هيئة قيادة الأركان العامة، وذلك قبل أن يوفد عام 1960 إلى حدود البلاد الجنوبية لقيادة (جبهة المالي) ولقب "عبد القادر المالي".
بعد استقلال الجزائر 1962 تقلد العضوية في أول مجلس تأسيسي وطني، ثم تولى وزارة الشباب والرياضة والسياحة وهو في سن الخامسة والعشرين.
وفي سنة 1963 عين وزيراً للخارجية، وفي العام التالي انتخبه مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني عضوا في اللجنة المركزية وفي المكتب السياسي.
شارك بصفة 1965 فعالة الذي قاده هواري بومدين على الرئيس أحمد بن بلة وصار لاحقا عضواً لمجلس الثورة تحت رئاسة الرئيس هواري بومدين. وعُرف ذلك الانقلاب بـ (التصحيح الثوري) .
وبحسب جريدة المجاهد العدد التاسع لسنة 1983، فإن بوتفليقة اتهم بعمليات اختلاس في الفترة ما بين 1965و1978، وصدر أمر قضائي بتوقيفه، على إثره غادر بوتفليقة الجزائر عام 1981.
تواجده خارج الجزائر لم يكن واضحا، إلا أنه أخذ الإمارات كمستقر مؤقت. عاد بعدها بطلب من دوائر السلطة للانتخابات الرئاسية، معلناً نيته دخول المنافسة الرئاسية في ديسمبر 1998 كمرشح حر.
قبل يوم من إجراء هذه الانتخابات إنسحب جميع المرشحين المنافسين الآخرين (حسين آيت أحمد، مولود حمروش، مقداد سيفي، أحمد طالب الإبراهيمي، عبد الله جاب الله، يوسف الخطيب بحجة دعم الجيش له ونيه التزوير الواضحة، ليبقى هو المرشح الوحيد للانتخابات، رغم فوزه في أبريل 1999 بالرئاسة إلا أن شعبيته لم تكن واسعة وسط جيل الشباب الذي لم يعرفه من قبل..
شهدت فترة رئاسته الأولى مشاكل سياسية وقانونية ومشاكل مع الصحافة وخرق حرياتها لصالح الصحفيين والحقوقيين، وفضائح المال العام مع بنك الخليفة وسياسة المحاباة في الحقائب الوزارية والصفقات الدولية المشبوهة حيق التلاعب في المناقصات من أجل شركات الاتصلات للهواتف المحمولة .
في 22 فبراير 2004 أعلن عن ترشحه لفترة رئاسية ثانية، فقاد حملته الانتخابية مشجعا بالنتائج الإيجابية التي حققتها فترته الرئاسية الأولى ومدافعاً عن الأفكار والآراء الكامنة في مشروع المصالحة الوطنية، ومراجعة قانون الأسرة، ومحاربة الفساد، ومواصلة الإصلاحات. وأعيد انتخابه يوم 8 أبريل 2004 بما يقارب 85% من الأصوات.
أصيب بوعكة صحية غير خطيرة في 26 نوفمبر 2005 ونقل لمستشفى فرنسي، خرج منها في 31 ديسمبر 2005.
طبيعة المرض الرسمية تقول بأنها قرحة معدية، واتهمت أجهزة التلفاز الرسمية أوساط أجنبية بإثارة الشائعات في وقت نسبت الصحف الفرنسية لمرافقة نيكولا ساركوزي إنه كان بخطر واضح كاد يؤدي بحياته في ساعات.
في 6 سبتمبر 2007 تعرض لمحاولة اغتيال في باتنة (400 كم عن العاصمة) فقبل 40 دقيقة من وصوله للمنصة الشرفية خلال جولة له شرق البلاد، وقع انفجار خلف قتيل و71 جريح.
التفجير تم بواسطة انتحاري يحمل حزام ناسف حيث تم اكتشاف أمره من طرف شرطي هرب إلى الجمهور الذين ينتظرون الرئيس ففجر نفسه بين الحشود.
سمح تعديل الدستور لبوتفليقة بفرصة الترشح لفترة رئاسية ثالثة بعد أن كانت فترتين فقط..
وفي يوم الخميس 9 أبريل 2009 أعلن انتخابه لفترة ثالثة بنسبة زادت على 90 %
وأعلن نيته للترشح لولاية رابعة في خضم ضجج أثيرت حول «لا ديمقراطية» القرار،.يؤمن بوتفليقة أيضًا بـ "و اجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي"، فيتخذ من أخيه سعيد مستشارا يشدد أزره، رغم كونه بلا وظيفة رسمية في مؤسسة الرئاسة الجزائرية، ورغم اتهامات بالفساد تطولهما.
إثر جلطة دماغية، نقل مباشرة إلى مستشفى فال دو قراس العسكري في فرنسا ، أبريل 2013 ثم نقل إلى مصحة ليزانفاليد بباريس . وعاد للجزائر 17 يوليو 2013 و هو على كرسي متحرك .
دفع هذا الوضع الصحي ببعض أحزاب المعارضة للمطالبة بإعلان شغور المنصب وتنظيم انتخابات مسبقة وفقا للمادة 88 من الدستور بسبب "عجز الرئيس عن أداء مهامه .
فاز بفترة رئاسية رابعة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية 17 أبريل 2014، وكشفت نتائج الانتخابات تفوقه بنسبة تصويت بلغت 81,53 بالمائة من ما نسبته 51.3% من مجموع الناخبين المسجلين، بالرغم من حالته الصحية التي ظهر بها عند دخوله لمركز الاقتراع وكذلك عند أدائه للقسم، حيث كان يتنقل باستخدام كرسي متحرك.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment