قال "عاموس هرئيل" المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" إن إسرائيل لا يمكن أن تعتمد على مصر كـ"وسيط" مع حركة حماس التي يكن لها النظام المصري كراهية غير مسبوقة، مشيرا إلى أن الحصار الذي تفرضه القاهرة على القطاع قد ينسف الهدنة بين تل أبيب والفلسطينيين وهو ما يخشاه الطرف الإسرائيلي.

وأضاف في تحليل بعنوان "لا يمكن أن تبني إسرائيل على مصر في دور الوسيط”:” بشكل يثير الاهتمام، بدا أن تبادل الرسائل بين إسرائيل وحماس لم يعد يجري بالضرورة عن طريق مصر. علاقات القاهرة وغزة متوترة، إلى الدرجة التي بدا فيها أن إسرائيل أيضا لا يمكن أن تبني على مصر كوسيط قادر على فرض الاتفاقيات على حماس".

”هرئيل" اعتبر أن الخلاف بين القاهرة وحماس، يمثل خطرا كبيرا على إسرائيل يفوق الخلافات الداخلية في حركة الجهاد الإسلامي التي كانت سببا في إطلاق صاروخ الثلاثاء الماضي تجاه إسرائيل، ويفوق أيضا الخلافات بين نظام حماس والتنظيمات السلفية المتشددة التي تهدد بخرق الهدنة واستهداف مواقع إسرائيلية بصواريخ من داخل القطاع.ولفت إلى أن الوضع الاقتصادي في غزة أصبح لا يحتمل، والخلافات بين حماس ومصر والسلطة الفلسطينية تحبط أي إمكانية لتخفيفه.

وتابع المحلل الإسرائيلي مستعرضا ما اعتبرها جهودا إسرائيلية لتخفيف الحصار على قطاع غزة "فبعد الأضرار الفادحة التي نجمت عن الغارات الإسرائيلية الصيف الماضي، سهلت إسرائيل بشكل ملحوظ عملية إدخال البضائع عن طريق معبر كرم أبو سالم ( كيرم شالوم) والتي يصل متوسطها اليومي الآن إلى نحو 650 شاحنة،".


لكنه عاد وأكد أن المشكلة لا تكمن في البضائع، بل في نقص الأموال التي تشتريها، مشيرا إلى أن نسبة البطالة في القطاع وصلت إلى معدلات لا يمكن تصديقها 44%. كذلك فإن الحركة من معبر رفح إلى مصر ضعيفة للغاية، حيث تقيد القاهرة للغاية حركة المرور على المعبر، إذ قامت بفتحه ليومين فقط الأسبوع الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ مطلع مارس.

إضافة إلى ذلك- والحديث لـ"هرئيل"- فإن الأموال التي تعهدت بها الدول المانحة للقطاع بعد الحرب لم تصل بعد. فمن بين 5.4 مليار دولار لم يتلق الفلسطينيون في غزة سوى بضع مئات من الملايين. ورغم إدخال مواد البناء لإعادة تشييد آلاف المنازل التي دمرتها الصواريخ الإسرائيلية، فإن معدل العمل الحالي يشير إلى أن المشروع سوف يستغرق سنوات طوال.

تتطلب عملية إنقاذ غزة من أزمتها اتفاق ثلاثي بين مصر وحماس والسلطة الفلسطينية، لكن الفجوات كبيرة، حيث تعلق مصر فتح معبر رفح بتحمل السلطة الفلسطينية المسئولية كاملة على المعبر، في حين تريد السلطة الفلسطينية- التي يبدو أن قيادتها غير مكترثة بهذا الصداع- صلاحيات أمنية شاملة في القطاع وهو ما لا يمكن لحماس أن تفكر فيه حتى.

ومضى "هرئيل" قائلا:”أضف للوضع الاقتصادي المتفجر، كراهية مصر الصارخة لحماس. ليس لأن القاهرة لا تثق في حماس فقط، كونها ذراع جماعة الإخوان المسلمين المصرية، حيث تتهم قادتها أيضا بتقديم مساعدة سرية للتنظيمات الجهادية بسيناء وفي مقدمتها أنصار بيت المقدس التابع لداعش (الدولة الإسلامية)”.


مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -