وجه أطبق جلده على عظامه لم يتبق منه لحم، ولم يشفع اضرابه عن الطعام 489 يوما بعد اعتقال دام 643 نهار،فى إفراج عنه، لتأتى الجنسية الأمريكية كمخلص له من فك السجان، بعد مرور قرابة 48 وما على الحكم الصادر بحقة السجن الموبد مع آخرين فى القضية المعروفة إعلاميا بغرفة عمليات رابعة.
"محمد عائد إلينا بعد اعتقال دام سنتين، بعد جهود طويلة، استطاعت حكومة الولايات المتحدة أن تؤمن ترحيله إلينا، بعد صفحة سوداء دامت بِنَا وبمحمد"، كلمات زف بها عمر سلطان، شيقيق محمد سلطان نبأ الإفراج عنه، بعد مرور نحو 84 يومًا من الحكم عليه بالمؤبد، بتهمة إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات جماعة الإخوان المسلمين لمواجهة الدولة، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس 2013.
رغم أنه أبى التنازل عن مصريته مقابل الإفراج عنه، إلا أنه لم يجد بدًا من هذا الطريق، فكان التنازل عن الجنسية المصرية ملاذ محمد سلطان الأخير ليظفر بحريته، لما يأس أن يكون الإضراب الذي كاد يودي بحياته إلى الموت، سبيلًا للعيش حرًا، فلما أسقط عنه مصريته، وأبقى على الجنسية الأمريكية أخرجته من ظلمات السجن، ليطير بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليستكمل علاجه هناك.
عامان قضاهما "محمد سلطان"، في سجن انفرادي، منذ القبض عليه يوم 27 أغسطس قبل الماضي، في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ولم يكن له سبيل للمطالبة بحريته، إلا الإضراب عن الطعام، وظل قابعًا بين القضبان في زنزاته، على كرسي متحرك، دون طعام لمدة 490 يومًا، حتى تدهورت صحته، وكاد يفارق الحياة، وأصبح راقدًا بين الحياة والموت.
كثيرًا ما التمست القنصلية الأمريكية لدى المحكمة المصرية الإفراج عن " سلطان"، إلا أنها كانت تأبى دائمًا، لطالما بقي مصريًا، ولما تنازل عن جنسيته المصرية، وتقدمت السفارة الأمريكية بطلب لوزارة الداخلية والنائب العام لإخلاء سبيله، وتطبيق قانون تسليم الأجانب، استجابت وأطلقت سراحه.
قصة محمد سلطان بدأت في 25 أغسطس 2013، بالقبض عليه من داخل منزله بمنطقة المعادى، فهو نجل القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، صلاح سلطان، لم يكن لدى محمد أدنى فكرة عن سبب ما آل به إلى السجون، وما هى المدة التى سيقضيها بداخله، وكيف سينتهى ذلك.
فقدان الأمل، وإهدار حقوقه الطبية داخل السجن، دفعته فى 26 يناير 2014 للإضراب عن الطعام، قائلا فى رسالته وقتها: "أنا مضرب عن الطعام علشان مش خايف من الموت اللى أصبح قريب، عايز أعيش حر أو أموت حر، وإذا كانت حياتى ثمن الحرية فغالى والثمن رخيص".
منذ ذلك الوقت عاش سلطان ملازما لمحاليل الملح، وطبقا للتقرير الطبى الأول له فى يونيو 2014، فإنه عانى من تضرر بوظائف الجسد الحيوية، وانخفاض عدد ضربات القلب، وهبوط فى ضغط الدم، وجلطات بالرئة، بجانب الإصابة بالتسسم نتيجة زيادة معدلات الدواء فى دمه، وحذر الأطباء من احتمالية تعرضه للنزيف حتى الموت أو الدخول فى غيبوبة فى حالة عدم علاجه.
ولشهور طويلة تجاهلت المحكمة مطالبات أسرته ومحاميه وعدد من المنظمات الحقوقية من بينهم مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، نقله للمستشفى للحصول على الرعاية الطبية اللازمة والمناسبة، رغم تدهور صحته، ليخرج تقرير طيب السجن في جلسة 22 أكتوبر، بأن سلطان يدعى الإضراب عن الطعام، وفقا لحليم حنيش، المحامى بمركز النديم.
أكثر من 25 استدعاء للمحكمة، وقرارات تأجيل، رفض نقله للمستشفى، وتجديد حبس، وسط تدهور صحته، ليصل وزنه إلى 50 كجم، وزيادة نسبة تعرضه للتزيف فى أى وقت، وهو ما حدث بالفعل فى 20 يناير 2015، انتشرت صورته على صفحات التواصل الاجتماعى يعانى من نزيف أثناء نومه، وهو ما جعل أسرته تضغط عليه لتناول السؤال حفاظا على صحته، بعد أن دخل فى إضراب كلى، وعانى 3 أزمات قلبية مع فقدن الوعى.
"يا تطلعوني يا أموت"، كانت تلك كلمة محمد لمأمور السجن وقتها، طبقا لسارة محمد، إحدى أقاربه لـ"مصر العربية"، ونقل فى 17 ديسمبر لمستشفى قصر العينى، عانى خلال تلك الفترة من سوء حالته النفسية، قائلا لأحمد ممدوح، أحد الأطباء المتابعين لحالته داخل المستشفى: "بقالى 10 أيام محجوز فى عنبر الرعاية لوحدى، منبيهين على العساكر يوطوا صوت الراديو علشان أبقى في معزل عن العالم الخارجى، هما مقدروش عليا بالسجن علشان أفك الإضراب فبيحاربونى نفسيا".
وها هو يوم الخلاص جاء لـ " محمد سلطان"، بعد محطات مريرة مر بها طيلة عامين، ليرحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أحط بنفسه بين الحرية والموت، فنال الحرية بعد صراع مع الموت.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment